د.منال بنت عبدالعزيز العيسى
تأسست وزارة الثقافة في يوم 17 رمضان 1439هـ الموافق 2 يونيو 2018م، بموجب الأمر الملكي رقم أ/217، وأوكلت مهمة قيادتها لسموّ الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزيراً لها، وهي معنية بالمشهد الثقافي في المملكة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث تحرص الوزارة على الحفاظ على التراث التاريخي للمملكة مع السعي لبناء مستقبل ثقافي غنيّ تزدهر فيه مختلف أنواع الثقافة والفنون، كما تعمل الوزارة على المساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 في محاورها الرئيسية؛ مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، أعلنت وزارة الثقافة بتاريخ 27 مارس 2019م عن استراتيجيتها التي تُجسّد رسالتها وطموحاتها، وتعكس أهدافها الاستراتيجية المتمثلة في: الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية.
الرؤية : أن تزدهي المملكة العربية السعودية بمختلف ألوان الثقافة، لتثري نمط حياة الفرد، وتسهم في تعزيز الهوية الوطنية ، وتشجع الحوار الثقافي مع العالم
الرسالة : أن نمكن ونشجع القطاع الثقافي السعودي بما يعكس حقيقة ماضينا العريق، ويساهم نحو بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي.
تتولى الهيئة الثقافية مسؤولية إدارة القطاع الثقافي بمختلف تخصصاته واتجاهاته، وتعنى كل هيئة من الهيئات الإحدى عشرة بتطوير قطاع ثقافي محدد وأكثر، وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري وترتبط تنظيميا بوزير الثقافة، الهيئات هي :
الأفلام ، المتاحف ، فنون الطهي ، الموسيقى ، الأدب والترجمة والنشر ، المسرح والفنون الأدائية ، العمارة والتصميم ، التراث ، المكتبات ، الفنون البصرية ، الأزياء .
مشروع ثقافي رائد بدعم من عراب الرؤية سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله بقيادة سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود - حفظه الله.
تابعت وغيري المشروع الثقافي الوزاري الطموح والمتجدد السابق لعصره ومكانه بكل فخر واعتزاز بهويتي السعودية وما تملكه من إرث ثقافي ضارب في القدم متجذر في الحضارة الإنسانية بشكل عام، وحاولت المساهمة في هذا المشروع عبر هيئة الأدب والترجمة والنشر ولم أوفق لذلك إلا في تأسيس مخبر النقد السعودي الذي مازال يبحث لنفسه مكانا بين المبادرات المتتالية والمتشابهة في رؤيتها ومخرجاتها ؟
وجاء الإعلان عن جائزة الثقافة الوطنية لعام 2024م بحضور كريم من سمو الأمير بدر حفظه الله ؛ ليتوج المنجزات الثقافية السعودية التي أصبحت قبلة وهدف المثقفين السعوديين الذين تحتفي بهم الوزارة سنويا بما يليق بإنجازاتهم ومساهماتهم الوطنية المتميزة ؛ فكان لذلك بالغ الأثر وعظيم التقدير لكل سعودي وسعودية يكرمه وطنه في حياته ..
ولعل من المفيد، وأنا المواطنة السعودية المتابعة للشأن الثقافي والمهتمة بكل منتج سعودي متميز أن أطرح ما أعتقده لسمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود حفظه الله كمقترحات تطويرية اجتهدت فيها وأثق في انفتاح عقل وقلب سمو الأمير لكل ما من شأنه تطوير الثقافة السعودية، وهي:
1- دمج بعض الهيئات المتقاربة في رؤيتها ومخرجاتها بعد أن عملت بشكل مستقل لسنوات وأثبتت أن هناك تقاربا بينها وغيرها من الهيئات مثل :
• هيئة المتاحف، تدمج مع هيئة المكتبات وهيئة التراث؛ لتقارب الرؤية فكل منهما يهتم بالتراث وما يكتب عنه مع الإبقاء على الاهتمامات الفردية لكل منهما.
• هيئة المسرح والفنون الأدائية، تدمج مع هيئة الأفلام وهيئة الفنون البصرية وهيئة الموسيقى؛ باعتبار أن المتشابه بينهم أكثر من المختلف، وهو الاهتمام بالفنون سواء أكانت أدائية ( المسرح ) أم صوتية ( الموسيقى ) أم بصرية ( الأفلام والفنون البصرية )
• هيئة فنون العمارة والتصميم، تدمج مع هيئة الأزياء؛ فكل منهما يهتم بالتصميم سواء أكان للباس أم للعمارة.
• هيئة الأدب والترجمة والنشر، تدمج معها كل المبادرات الخاصة بالأدب والتي تتقاطع بشكل تام مع أهداف ورؤية الهيئة مثل : جمعية الأدب – مخبر النقد السعودي.
2- الاهتمام بالجائزة الثقافية السنوية وبإعادة النظر في ترتيبات عدة تخرجها من المحلية للعربية والعالمية وتظهرها بشكل بارز للعالم العربي والعالمي :
• تكثيف الإعلانات داخل وخارج المملكة بما يتوافق وأهمية الجائزة
• استقطاب لجان تحكيم متخصصة سواء من المملكة العربية السعودية أو من العالمين العربي والعالمي.
• فحص وتمييز المكرمين بناء على خبراتهم ومنتجاتهم مما يعني : جائزة للرواد وأخرى للناشئة.
• تخصيص جوائز مالية جزلة تتوافق وأهمية وقيمة الجائزة
• تحديد العمل أو الأعمال التي تم التكريم لأجلها ومعايير الفوز بالجائزة
• السعي الجاد لتكون جائزة وزارة الثقافة حدثا سعوديا وعربيا وعالميا لافتا للنظر، والاستعانة بالعقول السعودية النابهة في الجامعات السعودية.
• تأ سيس جائزة لأدب اليافعين.
• تحديد معايير واضحة للفوز بالجوائز، وإذا لم تتوفر في الأعمال المقترحة تحجب الجائزة.
3- تحديد الفترة الزمنية لرئاسة الهيئات بما لا يتجاوز الثلاث سنوات؛ بهدف إعادة التقييم وضخ عقول ورؤى جديدة، واستثمار القدرات البشرية الثقافية السعودية التي تسعى لنيل هذا الشرف لخدمة بلادها ومليكها وولي عهده الأمين - حفظهما الله.
** **
- أستاذ الفلسفة والنقد بجامعة الملك سعود