شروق سعد العبدان
عندما يكون المرء في سياق الحياة. فإنه يمضي دون الالتفات والتنبؤ..
ومع ذلك يعتقد أنه كان منتبهاً ويقظا.
جميعنا قد امتطينا المنجنيق.. لكن القذف كان متفاوتا.
فمن وقع على كثبان الورد ليس كمن وقع على كثبان الحجارة.
لكن الأمر ليس بهذا السوء. إذ إن الواحد منا تحت رحمة الله مهما استضاقت.
ولن يُخذل من كان تحت رحمته..
لقد رُمينا ونحن في الهواء كنا مطمئنين جداً وكأن لنا أجنحة لن تدعنا نتوجع مهما وقعنا..!
فنار إبراهيم - عليه السلام - أحرقت كل ما حوله عداه.
والمنجنيق الذي قذفه توقف في السماء لدعاه.
وكل شيء كان متوقعا له لم يقع.
ونحن هكذا نمضي متأكدين من الوجع.
لكنه لا يحدث كما تأكدنا. دائماً يكون هناك لطف خفي، وأشخاص جدد وأمور كثيرة..
أتخيل أني قذفت لأبعد نقطة في السماء وعندها قد أخذت حفنة من النجوم في يدي قبل أن أقع، وعندما وقعت كان وقوعاً واقفاً..
كنت أطول مما أنا عليه، وأصح مما كنت فيه، وأكبر من عمري عمرين آخرين.
ليس كل منجنيق نار..
وليس كل وعيد موت..
كانت رحلتي للصعود كرسم قوس الرحمن على حياتي المنشودة.
أو كطريق ورد كنت أنثر بذوره حتى يهطلها المطر.
كل شيء كان مختلفاً معي.
كانت مساحتك خضراء على مد النظر.
كان هناك مطر..
وكان لك قمر..
وكنت كالنبلاء في عصر عبر..
لقد تساقطت أيامي كالشهب فوق أرضك. وأحلامي كرذاذ باردٍ برائحة شكر..
عندما وقفت. مُهد لي طريق جديد وممرات كثيرة.
وكانت خيارات العبور متاحة ومثيرة.
ولم يكن هناك مفر.
قلبي لم يعد ملك يميني. وعقلي قد استقر.
لكن الأمر لا يقف هنا وحسب.
يجب معرفة ما نحن عليه من حياة وقوانين. وماذا كان وماذا سيكون..
يجب أن تتعهد لي بأنك لن تأخذ كل هذا مني على غفلة. وأنك لن ترجع لتركبني المنجنيق حتى يقذفني لحياتي التي قبلك..
يجب أن تضع قلبك رهينة قيدي حتى لا ترحل وأنا نائمة. حتى لا تستطيع المضي أبداً من دوني.
وأن لزم الأمر أن أضعك رهينة لوضعتك.
فكل حياة تليها حياة أخرى مختلفة تماماً عن سابقتها..
وغالباً ما تكون أزهى وأحن..
فلا تدع البساط الذي أرحتني عليه يسحب من تحتي دون علمي.
فمن رماه المنجنيق مرة لن يقوى خوض تجربة مرعبة مرة أخرى..!!