خالد محمد الدوس
اهتمَّ عدد كبير من المفكرين والباحثين في الشرق والغرب بالدعوة إلى إثراء علم الاجتماع وميادينه، واستخدام مناهجه العلمية في دراسة المجتمع البشري وظواهره، واكتشاف قوانين النظام الاجتماعي الذي يحافظ على استقرار المجتمع وضبط توازنه.
وقد أسهم كثير من المفكرين والمنظرين والعلماء في إثراء هذا الميدان العلمي الخصب، وإشباع اتجاهاته السوسيولوجية. ومن المنظرين والباحثين في علم الاجتماع السعودي (أ. د. عبدالرحمن بن عبد الله بن بدوي) عضو هيئة التدريس- قسم الاجتماع - بكلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني.
نال شهادة البكالوريوس (تخصص علم اجتماع) من جامعة الملك خالد بتفوق، ثم واصل تعليمه العالي برغبة جامحة وبلغة الشغف في حب العلم والمعرفة في ميدان أبو العلوم الاجتماعية (علم الاجتماع)، هذا العلم يهدف تخصص علم الاجتماع المتجدد إلى صنع من الطلاب (كلا الجنسين) باحثين، وأخصائيين، ومرشدين اجتماعيين، من خلال منحهم المعلومات التي من شأنها أن تجعلهم على دراية بالأساسيات، والبُنى، والظواهر الاجتماعية في المجتمع المعاصر، من أجل فهم السلوك الإنساني، وتحليله. كما يهدِف إلى تسليح الطلاب والطالبات بالمهارات العلمية في مساق البحث الاجتماعي من أجل أن يكونوا أفراد فاعلين في التنمية الاجتماعية والوطنية.
التحق بالدراسة بجامعة نايف العربية للعلوم الامنية فنال شهادة الماجستير بامتياز وكان عنوان الرسالة (التوزيع المكاني للجريمة في مدينة الرياض وعلاقتها بالخصائص البيئية للمكان).
ثم زاد هرمون الطموح لديه وتوسعت شرايين التطلعات والرغبة الاكيدة في نيل شهادة الدكتوراه وتتويج مسيرته الناجحة في زيادة تحصيله العلمي العالي فواصل دراسته في برنامج الدكتوراه بجامعة نايف للعلوم الامنية في تخصص دقيق (علم اجتماع الجريمة).. العلم الذي يهتم بتوضيح العلاقة الموجودة بين ظاهرة الجريمة والانحراف وبين الظروف الاجتماعية التي تدفع الافراد الى ارتكاب الجريمة ومظاهرها في المجتمع وتتمثل دراسات واهتمامات هذا الفرع الحيوي في جوانب متعددة ومنها..
على سبيل المثال لا الحصر.. دراسة طبيعة وأشكال ومجالات الأفعال الإجرامية، وتوزيعها الاجتماعي والجغرافي والزمني.. وكذلك دراسة البناء الاجتماعي والتنظيمي للأجهزة الجنائية والنظم العقابية. وأيضاً الآثار المترتبة للسلوك الإجرامي على الفرد والأسرة والمجتمع، والعمل على تضييق نطاقها والحد من آثارها على البناء الاجتماعي ووظائفه.
نال شهادة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية في تخصص علم اجتماع الجريمة مع مرتبة الشرف الاولى، فالتحق بالعمل في كلية الملك خالد العسكرية بقسم الاجتماع وتدرج في السلك التعليمي الاكاديمي حتى صدر قرار المجلس العلمي بترقيته للأستاذية بعد أن أنجز ونشر أبحاثاً متميزة في مجلات علمية تدور فلك علم الاجتماع وميادينه.
يعتبر الخبير الاجتماعي (د. عبد الرحمن بن بدوي) من الكفاءات العلمية المتميزة «بحثا وعلما وفكر وتطبيقا»، ومن المساهمين الفاعلين في تطوير قسم الاجتماع ومناهجه العلمية خاصة ان اهتماماته السوسيولوجية تتجه بوصلتها الى التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي, والجريمة ومظاهرها، ومناهج البحث العلمي, والنظرية الاجتماعية, وقضايا الاسرة والمجتمع، والتغير الاجتماعي والثقافي.
وعلى صعيد الخبرات العلمية والاجتماعية والإعلامية عمل باحثا ومفتشا في وزارة الداخلية, وبعد الانتقال الى كلية الملك خالد العسكرية بالحرس الوطني كعضو هيئة تدريس رشح عضو المجلس العلمي بالكلية ذاتها، وعضو وحدة الاستشارات المتخصصة بالكلية, وعضو لجنة المقررات أيضاً, وعضو لجنة القبول والتسجيل في كلية الملك خالد العسكرية، كما رشح لعضوية البرنامج الثقافي لمنسوبي الحرس الوطني لأربعة أعوام متتالية حتى تاريخه الذي تم تشكيله بتوجيه من سمو وزير الحرس الوطني. كما اختير عضو فريق اعداد الخطة الاستراتيجية لكلية الملك خالد العسكرية (1443-1447), كما عمل في «علم الاجتماع الجريمة» مستشارا أسريا واجتماعيا في مركز واعي للاستشارات الاجتماعية, ومستشارا اجتماعيا بمركز التنمية الاسرية في الدرعية التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ومستشارا في مركز بيت الخبرة للبحوث والاستشارات الاجتماعية، وهو مصنف استشاري أسري واجتماعي من هيئة التخصصات الصحية.
كما ناقش البروفيسور عبدالرحمن بن بدوي عددا من الاطروحات العلمية في بعض الجامعات السعودية، وتعاون مع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في تدريس مقرر علم اجتماع الجريمة, الى جانب مشاركاته في عدد من المؤتمرات العلمية وورش العمل واللقاءات التنويرية والتوعوية داخل المملكة وخارجها في مجال التخصص, فضلا عن مشاركاته الاعلامية في عدد من الصحف المحلية والمجلات الدورية في موضوعات اجتماعية وأمنية وثقافية متخصصة.
وتتويجا لهذه المسيرة العلمية الثرية صدر قرار المجلس العلمي بالكلية بترقيته الى الدرجة الأستاذية؛ وذلك تقديرا لعطائه العلمي الرصين وإنتاجه البحثي الأصيل.