إعداد: عبدالله عبدالرحمن الخفاجي:
لطالما نعيش في حياتنا الكثير من الخطوط الحمراء، تلك القيود التي تحد من الحرية، ومنها ما هو صحيح كأن تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين، أو أن هذه الخطوط في حال كسرها وتعديها قد تدخل لمساحات غيرك من الأشخاص الآخرين، وقد تكون تلك الخطوط قوانين وأنظمة وجب علينا اتباعها أو أمورا دينية وأخلاقية، وهذه الخطوط ثوابت لا تمس، أما النوع الثاني من الخطوط الحمراء هي ما صنع لمصالح أو غايات أو نبعت من جهل، وهنا اختار العامري في معرضه الشخصي الثاني أن يسلط الضوء عليها.
طرح العامري في معرضه (خط أحمر) عشرين عملاً فنياً حملت الكثير من الأفكار والمعاني والرسائل المباشرة وغير المباشرة، يتميز العامري بطرحه الجريء في الموضوع والفكرة والمخرج الفني، يبحر في مخيلته وأفكاره، يترجم مشاعره بمفرداته، اختار أسلوبا خاصا به مستمدا من المدرسة الوحشية والمدرسة الرمزية ليضيف عليها طابعه وهويته وشخصيته، ويضفي عليها طابع أفكاره، ويناقش فيها القضية المجتمعية وغيرها من المواضيع.
يُجسد هذا المعرض رحلة فنية تمتد عبر عقود من الزمن، حيث يقدم الفنان التشكيلي محمد العامري عشرين عملاً فنياً في مدرسة جديدة مبتكرة، تعكس شغفه بالاختلاف وحرية التعبير الفني. تعود جذور هذه الأعمال إلى أكثر من 45 عامًا، عندما كان العامري، في طفولته، يضع خطًا أحمر يفصل بين الرأس والجسد في رسوماته.
ظل هذا الخط الأحمر يرافق العامري في مخيلته عبر سنوات التجوال حول العالم، ليعود اليوم وينفذه في لوحات تحمل عبقرية الخطوط وعبثية الألوان، مستلهماً من تلك الذكريات الطفولية. تعرض هذه الأعمال النادرة فكرة انتقالية مدهشة من زمن الطفولة إلى نضج الفن، معبرة عن رؤية الفنان في عام 2023.
إن معرض «خط أحمر» ليس مجرد عرض للأعمال الفنية، بل هو دعوة لاستكشاف رحلة فنان حر، تفرد بأسلوبه وتحدى التقاليد. حضوركم لهذا المعرض يعني الانغماس في تجربة فريدة تمزج بين الذكريات الطفولية وعبقرية الفن المعاصر. إنها فرصة لا تُفوَّت لاقتناء أعمال فنية نادرة تمثل مرحلة مهمة في مسيرة الفنان التشكيلي السعودي المختلف محمد العامري.
تجربة حضور معرض «خط أحمر» ستفتح أمامكم نافذة على عالم من الإبداع غير المألوف، وتمنحكم فرصة لاقتناء جزء من هذه الرحلة الفنية التي تتحدى الزمن وتكسر الحدود. دعوا هذه اللوحات تكون جزءًا من مجموعتكم الفنية، فهي ليست مجرد أعمال فنية، بل استثمار في رؤية فنية جريئة وفريدة من نوعها.
يذكر العامري أنه منذ أن كان في عمر (19) عاماً اختار أن يكون معرضه الشخصي الأول بعد سن الخمسين، وللعامري تجربة فنية طويلة قاربت الأربعة عقود تعلم من خلالها الكثير، وتابع شغفه وتعلق به ليجول العالم بحثاً عن المعرفة في علوم الفن واللون مبتدئا من مصر إلى أوربا وأمريكا وغيرها من الدول وليتتلمذ على يد العديد من الفنانين الكبار، هناك ويأخذ منهم ويتأثر بهم وأكثر الأعمال التي أثرت فيه هي أعمال بيكاسو التي سافر إلى العديد من البلدان من أجل مشاهدتها والبحث عنها، وليكون بعد ذلك الأثر الكبير من أسلوب بيكاسو على أعماله الفنية وإنتاجه خلال مسيرة البحث الخارجية التي استمرت لما يقارب (35) عاماً.
د. محمد بن صالح العامري من مواليد 1968م درس المراحل الأولى والجامعية في مدينة الرياض وحصل على بكالوريوس في علم النفس وماجستير في إدارة المشاريع ودكتوراه في الإدارة والتطوير، عشق الفن التشكيلي ومارسه منذ الطفولة واحترفه في سن مبكرة وحصل على العديد من الدورات التطويرية، مدرب محترف في الفنون التشكيلية، يطمح لإحداث نقلة مختلفة تطور من الفن التشكيلي، وأساليبه لتكون هناك تجارب مختلفة غير تقليدية في الفن التشكيلي السعودي.
**
-تويتر: AL_KHAFAJII