سلمان بن محمد العُمري
عبر التقنية توافرت لنا أشياء كثيرة في مختلف أمور الحياة، فالمعاملات والمراجعات لدى المؤسسات العامة والخاصة التي كانت تتطلب المراجعات والتعقيب والزيارات المتكررة أصبحنا ننهيها ونقضيها في دقائق معدودة ونحن على السرير أو الأريكة، وأصبحنا نبيع ونشتري ونحن في وسط بيوتنا، والباحث لم يعد يحتاج الذهاب إلى مكتبته أو المكتبات العامة فما يتطلبه من معلومات يأتيه بثوانٍ وبضغطة زر، وهكذا الحال في أمور كثيرة فالهاتف الجوال أصبحنا نقرأ فيه الأخبار ونشاهدها صوتاً وصورة، فدمجنا الصحيفة والراديو والتلفاز بجهاز واحد، وكان معظم المسافرين يأخذون معهم (كاميراتهم) الخاصة عند السفر والرحلات والمناسبات وصار الهاتف الجوال يغنيهم عند ذلك، وكنا نبحث عن الفاكس لإرسال أو استقبال الوثائق وكفانا هذا الجهاز الصغير، وصرنا نبحث ونستقبل ما نشاء من الوثائق وهكذا في أجهزة تسديد الفواتير أو التحويل، وأصبحنا نقوم بها بيسر وسهولة من كل مكان.
لكن لكل مستجد ضرر وآفة تلحق به، ومن أبرز أضرار الخدمات الإليكترونية التحايل الإلكتروني الذي مس العالم أجمع ضرره، وأصبح هناك دخول على الحسابات واختلاسات مالية واختراقات للأجهزة وغير ذلك من أصناف التحايل الذي يقوم به ضعاف الذمة والنفوس الدنيئة؛ مما يستوجب الحذر والفطنة والحيطة وعدم التهاون في إبداء وإفشاء أسرار البيانات الخاصة بالبنوك والأرقام السرية لكل أحد، وعدم فتح الروابط التي تصل إلينا من كل حدب وصوب، والتأكد عند الشراء من صحة الموقع وأنه عبر التطبيق الرسمي للجهة التي تقدم الخدمة وليست صفحات وهمية يتم التحايل بها والتلاعب على الناس، وكذلك الرسائل والاتصالات التي يقوم بها المحتالون من الخارج سوء بأرقام خارجية أو أرقام داخلية للتغرير والخداع.
ولكن ثمة طامة كبرى آخذة في الانتشار بدأت تسري لنا في مواقع التواصل وهي «التسول الإلكتروني»، حينما تفاجأ برسائل تستجدي انسانيتنا ونخوتنا، وتستغل عواطفنا وتعرض عن حالات مرضية لأطفال مصابين بالسرطان أو الفشل الكلوي، أو أن معيلهم موقوف لعدم استطاعته السداد، وغير ذلك من الرسائل التي صارت تفاجئك عند كافة المنصات، وتعدت ذلك إلى أن هناك من ينقلها عبر مجموعات «الواتس أب»، وإذا سألت المرسل عنها قال: بعثها لي من أثق به؟!
لقد تم ولله الحمد تأسيس منصة إحسان منذ عدة أعوام وهي منصة حكومية يستطيع كل محتاج أو اقربائه أن يطلبوا حاجتهم عبر هذه المنصة، وفقاً لظروفهم ووفقاً لمعايير، ويجب الحذر من الرسائل التي تستجدي الناس وربما كانت من الخارج، ومن جهات مشبوهة، وعلى الجهات ذات العلاقة أن تحذر الناس من الانسياق مع كل طلب دون التأكد من الحالة.