سليمان الجعيلان
قارنوا بين ما حصل عقب خروج منتخبنا السعودي على يد منتخب كوريا الجنوبية في مباراة ثمن نهائي كأس آسيا في قطر 2023 بركلات الترجيح، والتي أخفق في التسجيل فيها لاعبا النصر والمنتخب سامي النجعي وعبدالرحمن غريب؛ وهو ما أدى إلى وأد حلم الجمهور السعودي والوسط الرياضي بذهاب الأخضر السعودي إلى الأدوار المتقدمة والوصول للمباراة النهائية في تلك البطولة، وكيف أنه تم تحويل وتحوير سبب خروج المنتخب السعودي من فشل سامي النجعي وعبدالرحمن غريب في التسديد والتسجيل إلى افتعال قضية خروج مدرب المنتخب السعودي السيد مانشيني قبل انتهاء ركلات الترجيح، وبين ما حدث بعد تعادل منتخبنا السعودي أمام المنتخب الاندونيسي من حملات موجهة وممنهجة ضد قائد المنتخب السعودي سالم الدوسري لمجرد أن سالم أضاع ضربة جزاء أمام منتخب اندونيسيا في الجولة ( الأولى ) من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، لكي لتعرفوا وتعوا كيف ومتى يتم التعامل مع قضايا المنتخب السعودي باتزان وتأزم وأن الذي يحكمها ويتحكم بها عند المتأزمين وغير المتزنين هو اسم اللاعب والفريق الذي يلعب له ؟!..
وأيضاً اربطوا بين ما جرى عقب رفض ( 6 ) من لاعبي المنتخب خدمة الأخضر السعودي قبل انطلاق كأس أمم آسيا في قطر 2023، وكيف كان الاصطفاف مع اللاعبين المخطئين ضد قرار إدارة ومدرب المنتخب، ليس هذا فحسب بل وبكمية التأليب والتحريض ضد مدرب المنتخب السيد مانشيني لمجرد أنه أراد ان يفرض هيبة وأهمية ارتداء القميص الأخضر في نفوس كل اللاعبين، وبين ما وقع بعد طرد اللاعب محمد كنو في مباراة منتخبنا السعودي أمام منتخب الصين الثلاثاء الماضي من إساءات وتجاوزات ضد محمد كنو هي بالتأكيد ليست وليدة تلك اللقطة، وإنما هي امتداد واستمرار لمواقف سابقة يستغلها ويستخدمها المتأزمون وغير المتزنين وفق أجندة معروفة ومنهجية محددة حسب اسم اللاعب والفريق الذي يلعب له، لتعلموا وتستوعبوا ان بعض الانتقادات والهجمات على بعض لاعبي المنتخب السعودي لم تكن موضوعية وحيادية بقدر ما كانت تعصبا وتحزبا لألوان الأندية ؟!..
على كل حال لست هنا بصدد الدفاع عن تصرف اللاعب محمد كنو الخاطئ والذي أحرج فيه مدربه وزملاءه في مباراة منتخبنا أمام الصين، وإنما بصدد توضيح وفضح كيف يتعامل المتناقضون مع قضايا المنتخب السعودي وما تعظيم إضاعة سالم لضربة الجزاء وتضخيم طرد كنو المستحق إلا صورة لمفهوم حق يُراد منه باطل، أو بمعنى آخر باطل مغلّف بالحق يتخذه ويستخدمه المتأزمون وسيلة لتحقيق أهدافهم وغاياتهم المشبوهة والمكشوفة.
ولذلك من الخطأ أن ينساق أو ينقاد المتزنون في قضايا المنتخب السعودي للمتأزمين والذين مواقفهم مع المنتخب تحددها الميول وألوان الأندية التشكيلة المعلنة ودوافعهم المبطنة مع قضايا المنتخب هدفها تقسيم وتحطيم بعض المنتخب السعودي وسط صمت مسؤولي ومسيري المؤسسة الرياضية بكل أسف!!.