عبدالمحسن بن علي المطلق
لكن لا أدري إن كان سببه أني أوغلت في تتبعه حتى بنى داخلي ما جعله مشيداً، فدعا لأطرحه.. ولو على من يهمهم أمرهُ، فمما يُلاحظ على بعض أصحاب المؤهل العالي، تحديدا أكاديمي أو من في حكمهم.. يتحدث أحد لمن حوله بلغته العلمية (أو يكتب) بذات الأسلوب، وربما مرر مصطلحات محسناً الظن بعلمية من يستمع له!
وهذه النمطية ذكرتني ببعض التطبيقات الخدمية التي نزلت (كأنها ببرشوت) على هامتنا، فأمسى الواحد مقيًدا يمتطى خطامها، لأن هذه النقلة تحتاج الى دُربة وتدرّج كي لا نقع بكثير من فجوات تحول من استخدام تلك التطبيقات (وتطبيقها) بالقدر الذي لا يحدّ من نفعها، وكم أشدت بها ومن ثم ناشدت أن يصحب انزالها ارشادات واضحة (إن عسر التدرج)، لكان الأمر أهون على كل ذاك الخطب خفّ (اليوم) وقعه، فأحسب هذا الخطأ (..التنبيه) قد يكون جاء متأخّراً، لكن بقي بعض فجوات لم تردم، وهنا أرفع دعاء لبعض الموظفين خيراً أبدو إذا فتح تجد من صدره بكل رحابة لمن يجابه اثقال في التعامل وتلك التقنيات، إلا أنه يلزم العودة لما ابتدأت به/ حول بعض من يكتب وبلغة صادرة من برج عاجي.. جعل من عطائه (أقصد الفائدة) وقفاً على من جمع بين قراءة الواقع واللغة الأكاديمية التي تغلّف أسطر أولئك، فيا هذا أينك وكتاب ربنا (القرآن).. إذ تناول هذا الجانب بـ(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) (17) سورة القمر، أي أين من يرومون الذكرى ليرتشفوا من هذا المعين الذي لا ولن ينضب، أيضاً في حديث خُتم (..حولها ندندن)، تجلى فيه شرح النبي - صلى الله عليه وسلّم - لذاك الأعرابي الذي نزل من مضاربه لحاضرة المدينة بدون المرور لن أقول على قرية، بل هجرة حتى.
فإن كان من تعذير أو له محلّ ففي طلب رفعته احدى المدارس لـ»شكسبير» طالبةً منه ترشيح أحد قصصه لتلاميذها - الصغار -، كي ترتقي لغتهم، وتستقيم أساليبهم التعبيرية أجل، فكل مرتقٍ يحتاج جهد وإلى مبلغه بذل على أني أذكر واقعة شكسبير، كعضيد، أن هنا المرء بين طلبين.. ولكل منهما غرض يرجو نواله، فالأول: أن تيسير المفردات يزيد من رصيد القراء وهذا بمفرده طلب عزيز، فالكاتب يروم لأن يستفاد من طرحه، ولا شك توسّع عريضة القاء تُفرحه، وللكتابة تغريه..
فيما الآخر ذاك الذي يرى أن التنازل عنها ثقيل من قِبله، لأن ذلك خلاف هدفه، وهو رفع مستوى القراء، بل ولرفدهم زُلفى – محطة - هي أسمى.. الخ، وعلى كلّ، فلكل من المدرستين ناصر.
ولو تمحصت وراء (كواليس) دوافعه لأبدت لك كلّ منهما عن علل ما تستند عليه.
ختم..
بعضهم يحاول ايجاز كتاب ما، فيضطر كي لا يختلّ سياق اختصاره، ومن ثم جعل الفوائد البديعة التي فيه على كثب زبرجد ما يقدّم.. إلا أنه وهو في حال لما انتقى منها، تكون يد مشرطه اضطرّت لتقديم أو تأخير، مع تصرّف يسير يطال أصل العبارة.. الواردة في بعض المواضع، وهذا ما يجعل صبغة الكتاب أمام من اعتادوا كُتب هذا المؤلّف، أو أُشربوا مقالاته.