عمر إبراهيم الرشيد
يعتبر قطاعا الصحة والتعليم قطبي عافية المجتمع أياً كانت هويته، لذا تولي دول العالم المتحضرة هذين القطاعين تحديداً الاهتمام بالتخطيط والاعتمادات المالية والبشرية.
أعلنت وزارة التعليم مؤخراً أنها قامت بإجراء استفتاء عام يشمل منسوبي التعليم وأولياء الأمور لاستطلاع مرئياتهم عن نظام الفصول الدراسية الثلاثة (لم يصلني شخصياً لا ورقياً ولا رقمياً رغم أن أربعة من أبنائي طلاب). ولم تنشر الوزارة هذا الاستفتاء على نطاق واسع أو تعلن عنه بوقت كافٍ وخلال العطلة الصيفية عبر منصات الاعلام العام والاجتماعي حتى يشترك فيه كافة المعنيين بهذه القضية.
ولا أعلم حقيقة إن كانت الوزارة قد استشعرت رأي أطراف العملية التعليمية فعملت هذا الاستفتاء على استحياء، أم أنها ليست على عجلة من أمرها في حسم هذه المسألة، وبالأخص أنها أولت هذه التجربة الوقت الكافي بتطبيقها خلال الفترة الماضية وظهرت سلبياتها على الطلبة وأسرهم وعلى المعلمين والاداريين.
وإن كان هذا النظام (الفصول الثلاثة) قد نجح في دول وبيئات أخرى فليس بالضرورة أن ينجح عندنا. وقد أثر تطبيقه على حيوية الطلبة وأصابهم والمعلمين والأسر بالإنهاك والسأم، فليس نجاح مخرجات العملية التعليمية مرتبطاً بالكم على حساب الكيف، وطول الفترة الدراسية ليس معياراً لجودة مخرجات التعليم.
وآمل هنا أن يتسع صدر الوزارة على مثل هذه المرئيات وغيرها، فالعملية تكاملية مع تقديرنا التام لجهودها المشهودة في القيام بمهامها، وكما قلت ويقول غيري فالتعليم عماد نهضة المجتمعات والدول وهو من أخطر القطاعات وأكثرها حساسية وحيوية وتأثيراً على كافة القطاعات الأخرى.
هذا بعض مما في الخاطر، والنقد البناء إنما هو جزء مكمل وحيوي للتنمية في كل القطاعات.. والله من وراء القصد.