خالد بن حمد المالك
يبدو أننا نسينا القرارات الدولية المهمة ذات الصلة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية، وأعني بذلك قرار مجلس الأمن الرقم 242 العام 1967م، وقرار المجلس 338 العام 1973م، التي تنص على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بإنشاء الدولة الفلسطينية، وفق هذه القرارات، وغيرها كالقرار 237، وللاجئين الفلسطينيين في الشتات الحق في العودة إلى وطنهم الذي هُجروا منه ظلما وعدوانا.
* *
نسينا هذه القرارات مع أهميتها، ولم يعد يتم تداولها، أو التركيز عليها، أو التمسك بها، وصولاً للحل العادل والشامل وفق منطوقها، وانشغلنا كفلسطينيين وعرب ودول صديقة بما يجري من حروب إبادة تقوم بها إسرائيل عن الإصرار على تطبيق القرارات ذات الصلة بإقامة الدولة الفلسطينية كحق مشروع للفلسطينيين.
* *
صحيح أن إسرائيل تتنصل من هذه القرارات، وتعطي لها تفسيرات تفرّغها من إمكانية تطبيقها، وتجد من أمريكا وبريطانيا ودول أخرى ما يساعدها ويساندها على التهرب من المسؤولية في الالتزام بها، اعتماداً على أن إسرائيل ترى أن القرار 242 ينص على الانسحاب من أراضِ محتلة، أي أن ذلك لا يعني كل الأراضي المحتلة، أي أراضي حدود عام 1967م، كما ترى أن المقصود بعودة اللاجئين الفلسطينيين أن يتم استيعابهم حيثما يتواجدون في الدول التي هاجروا إليها، في مقابل هجرة اليهود من بعض الدول العربية إلى إسرائيل.
* *
أي أن القضية الفلسطينية ظلت عصية على الحل بسبب عدم التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية، وتعمد من تقدم باقتراح القرارات من الدول النافذة الداعمة لإسرائيل بوضع ثغرات قابلة للتفسير والاختلاف، ما جعلها حبراً على ورق، حيث تنم عن عدم الجدية في إلزام إسرائيل بالتطبيق الكامل لكل ما صدر من مجلس الأمن من قرارات لحل هذا الصراع الدامي إلى اليوم، وخاصة القرارات 242 و338 و237 وكلها لو تم تطبيقها لكان هناك دولة فلسطينية على أراضي حدود 1967م المحتلة.
* *
حتى المبادرة العربية التي تقدمت بها المملكة، ووافقت عليها جميع الدول العربية، بما في ذلك الجانب الفلسطيني، وتنص على الاعتراف العربي والفلسطيني بإسرائيل، على أن تعترف إسرائيل بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس وكانت فرصة، وقد رفضتها إسرائيل لأن أطماعها تتعدى حتى أراضي ما قبل حرب 1967م بدليل أنها لم تحدد حدودها إلى اليوم، ولا تتجه إلى ذلك، مما يثير الشك والريبة حول نواياها المستقبلية.
* *
الآن تتحدث أمريكا والغرب عن خيار الدولتين بينما تعلن إسرائيل أن لا دولة فلسطينية ستقام في المستقبل، وأن مباحثات أوسلو وما أسفرت عنه غلطة تاريخية، ولن تتكرر، ولن يؤخذ بها، وليس هناك من الإسرائيليين من يقبل بما تقرر وأسفر عنها، لأن القبول بها بالمنطق الإسرائيلي يعني زوال إسرائيل من الوجود، وتجد مثل هذه الادعاءات من يتفهمها ويؤيدها في أمريكا والناتو.