عبده الأسمري
تأتي «الفروق الفردية» كأساس للمقارنة بين البشر من حيث الاعتماد على قوة «المهارة» وهيمنة «الجدارة» وأصول «الموهبة» وملكات «الابداع»، لتصب جميعها في «قالب» يفرق بين موازين القول ومضامين الفعل وميادين «الهدف».
هنالك فرق كبير و»بون» شاسع بين «إعلامي» أصيل ركض بفروسية مهنية وصعد سلالم الحرفة بوثبات واثقة وخطوات موثقة وانطلق من أسس راسية للتعلم إلى منصات عليا من التمكن، وما بين اخر قادم من ساحات «التفاهة» في اليوتيوب أو «السناب» أو أحد خريجي بثوث «التيك توك» المثيرة للسخرية أو من مخرجات «قنوات» الإعلام النفعي «البائسة»، وحين الاحتكام إلى «الفارق» ما عليك سوى النظر إلى كاريزما «الشخصيتين» ولغة الجسد وطريقة الحديث والهندام العام والرصانة اللفظية واللباقة القولية والأناقة التعبيرية، عندها سترى أنك قد تجاوزت كل درجات ومستويات ومعاني «المقارنة» بكل حياد ونزاهة بدرجات متباعدة ترجح كفة «الأصيل» عن «المغشوش» .
في كل اتجاهات «المقارنة» بين قطبين سواء كانوا أشخاص أو جهات أو حتى في «الجماد»، فإن هنالك معايير ومقاييس ومؤشرات تضع «الفوارق» بكل تفاصيلها من خلال «الإيجابيات» و»السلبيات»؛ مما يجعل ذلك طريقا ً واضحاً لإعلان «الحقيقة» وفتح أبواب «الأمانة» على مصراعيها، في «فارق» يعتمد على الحق ويتعامد على المنطق ويرتهن إلى لغة «النتائج» ويستند على أرقام «الوقائع».
هنالك «فروقات ومفارقات» بين رجال أعمال وفق درجات متباينة، فالفرق واضح بين «ورثة» التجار الذين لم يتعلموا ولم يتعبوا أنفسهم في «صناعة» الطموح بعد أن تفتحت أعينهم على «المال الجاهز» و»الربح المضمون» وسط «أكاذيب» وألاعيب» و»غرائب وعجائب» مقولة «البدء من الصفر» والتي اقترنت بكل باحث عن «الشهرة» وقادم من أوساط «الثروة الجاهزة»، في حين أن هنالك اخرين من أبناء أصحاب الملايين بل والمليارات من صنع مجده الذاتي وأكمل منظومة النجاح لعائلته من خلال «التعليم» والبحث والدراسات العليا، والمضي في دروب المعارف ليسد «فراغ» الحصول بكل ارتياح على «الأموال المنقولة» شرعاً بحكم «التوريث» دون أن يكون له بصمته وهمته وشخصيته.
الفروقات واضحة بين من يبحث عن «الشهرة» على حساب القيم، ومن ينالها من خلال «المقام» الذي وصل إليه بواقع «الكفاح» وحصده بوقع «الفلاح» حتى تحول إلى نجم مضيء في «سماء» الأثر باختلاف عن آخر كان مجرد «فقاعة» صابون أمام صبية من متابعيه «الهائمين» المصفقين للهراء في متاهات «الوهم».
في متون «المسؤولية» هنالك من يطارد «الفلاشات» في كل مكان مجهزاً فريقاً من «المطبلين» مع تصريحات مبرمجة تسهم في تمرير «الحديث» وتفشل في إدارة الحدث، وعلى جانب معاكس هنالك من يعمل بصمت من اجل صناعة «الإنجاز»، وفي كلتا الحالتين تتضح فروقات «الشخصية» القيادية ذات الاتجاه الموضوعي والأخرى المنغلقة على العمق النرجسي.
«المقارنة» مفهوم يصنع «الفوارق» الواضحة قبل اتخاذ قرار معين أو إعطاء وجهة نظر أو إصدار رأي شخصي من خلال الاعتماد الرئيسي على «المقومات» الكفيلة بإيضاح «الفرق» والفروقات المؤكدة لاستيضاح «النتائج».
«الفروق الفردية» بين البشر من خلال أعمالهم ومهاراتهم ومنجزاتهم وتاريخهم ومسيرتهم هي «العنوان الرئيس» الذي يتصدر مشهد «الرأي» القائم على الحياد والمتجه نحو السداد والمعتمد على «القيمة الحقيقة» والمستند على «المقام المستحق»، وفق أسس «موضوعية» واضحة وأصول «منطقية» جلية وفصول «واقعية» ملموسة من خلال الدور الحقيقي والإنجاز المستحق بحكم الحق واحتكام المنطق وتبيان الواقع.