د. هدى الخلف
إنَّ رؤية 2030 في بلادي خطفت اهتمام العَالَم، وجعلته في حالاتٍ من الذهول والترقب والتأمل في مدة زمانية قصيرة، تُشبه تَسارع خطوات أبنائها المخلصين إلى المجد، ومِن ثَم أصبحتِ الدول والشعوب معاً في وضع تنافسي، تطمحانِ إلى تحقيق جزءٍ ممّا حققته هذه الرؤية من إنجازات ضخمة في جميع المجالات، وقد كان لتقليص البطالة دورٌ كبير في ذلك، إلى جانب فتح سبل عيش كريمة ومتنوعة، مع التركيز على تمكين المرأة في مختلف القطاعات، وهو ما عزّز من دورها القيادي في الحياة العامة، كما لا يمكن تجاهل دور مكافحة الفساد في تحقيق هذه النهضة التنموية الكبيرة. وتنفيذاً لتوجيهات سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، الذي أعطى للمرأة دورًا قياديًا رئيسيًا ومنحها التمكين الكامل في كل القطاعات، بدأتُ مشروعي الثقافي والمجتمعي قبل أكثر من عامين، وهو مشروع يسعى للمشاركة في تحقيق رؤية 2030 عبر تعزيز مشاركة الطالبات في المراكز الثقافية والتنموية، وفي أثناء هذه الفترة قمتُ بزيارة عدة جهات تعليمية وثقافية مع مجموعة من طالبات حائل المتميزات، شملت جمعية الثقافة والفنون بحائل، ثم النادي الأدبي، وبعد ذلك حير عقدة الترفيهي، ثم مزارع العزيزية، ونادي الطيران، بالإضافة إلى حملة توزيع أكياس الأضاحي المجانية، والآن تأتي المبادرة السادسة، وهي زيارة الطالبات إلى مقر «تلبية».
ومبادرة تلبية مبادرة وطنية؛ استجابةً لدعوة القيادة الرشيدة، هدفها الأساسي تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وتتميز المبادرة بأنها تربط بين جميع القطاعات الحكومية والخاصة معا، ثم تعمل على دعم المبدعين في الوطن من خلال استراتيجية رقمية تكاملية شاملة، وتعمل وفق نموذج عمل مبتكر ومستدام يعتمد على التوعية المجتمعية وريادة الأعمال. وقد قام الأستاذ مصعب السرور، وهو أحد المسؤولين الرئيسيين في المبادرة باستقبال الطالبات في مقر المبادرة بحائل، حيث قدّم شرحًا تفصيليًا لتاريخ المبادرة وأهميتها، ثم عرضَ مقاطع مرئية لإشادة سمو أمير المنطقة، الأمير عبد العزيز بن سعد، باستراتيجية المبادرة، كما تم تسليط الضوء على دور المبادرة في تعزيز الشراكات مع القطاعات المختلفة، حيث يتواجد مقر تلبية في مبنى الغرفة التجارية بحائل بالإضافة إلى أن المبادرة خصصت معرضاً دائماً تحت اسم معرض تلبية لاستقبال الشباب والفتيات الطموحين للعمل معاً على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
كما توفر المبادرة إمكانية تحديد موعد عبر موقعها الالكتروني للراغبين في المشاركة.
وفي الختام، أود أن أشكر جميع القائمين على هذه المبادرة الوطنية الذين يسعون جاهدين لتوسيعها؛ كي تشمل جميع مناطق المملكة؛ مؤمنين بأهمية تعزيز المسؤولية المجتمعية، ودعم القيادة الحكيمة للمواطن السعودي.