محمد بن إبراهيم العرف
لفت انتباهي منشور على إحدى منصات التواصل الاجتماعي يتناول موضوع الاحتراق الوظيفي، والذي تركز فيه النقاش حول الأسباب التي تقود الموظفين إلى الاستقالة أو شعورهم بعدم الرغبة في إعطاء مزيد من الإبداع، يتناول المنشور فكرة شائعة أن غالبية الأسباب التي تصل إلى قسم الموارد البشرية تتعلق بساعات العمل الطويلة أو ضغط العمل أو أي عامل من العوامل الشكلية.
لكن في الحقيقة أن المنشور ذهب إلى أبعد من ذلك، ولفت النظر إلى أن هذه الأسباب ليست هي الحقيقة، فالكثير من المديرين يتبعون مبدأ ليس لدي عاطفة لا أسمع لا أتحدث لا أرى، حيث يركزون فقط على العمل دون أن يهتموا بالجانب الإنساني للموظفين، يظنون أن تحسين ظروف العمل المادية كافية لمعالجة هذا الاحتراق، دون النظر إلى أهمية التقدير والاحترام.
أدركت أن العوامل الاجتماعية «التقدير والاحترام والتحفيز» هي الأهم كن إنساناً قبل أن تكون مديراً، إن بيئة العمل التي تفتقر إلى التقدير والاحترام تعزز بشكل كبير إلى الاحتراق الوظيفي، وتكون صورة ذهنية سلبية لدى الموظفين الجدد والمستفيدين من خدمات القطاع.
أصبحت لدي قناعة أن ليس كل مدير قائدا وليس كل مدير مديرا، لابد من الاعتراف بجهود الموظفين وتقديرهم، وتذكر دائماً قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الله يُحبّ الرفقَ في الأمر كله)، كما يجدر بك أن تتذكر أن هناك طيورا مهاجرة تهاجر في فترات من الزمن وتتنقل من مكان إلى مكان، وأن هناك صيادين مهرة لديهم من الحلم والتقدير والاحترام الذي يمكنهم من اصطياد من كان محترقاً ليعيده إلى الاحتراف.