عبد العزيز الهدلق
ربما لا يكمل الأستاذ خالد العيسى مشواره في رئاسة النادي الأهلي لأسباب متعددة، منها ما هو متعلق بظهوره الإعلامي الأخير ما قاله في ذلك الظهور، وما كشف عنه من معلومات مهمة.
وقد حققت المقابلة التي أجراها العيسى مع برنامج «كورة» والمذيع الأستاذ تركي العجمة نسبة مشاهدة عالية، كما انتشرت على نطاق واسع مقاطع فيديو منها. وبالأخص التي تحدث فيها عن معلومات مسكوت عنها بشأن ديون النادي التي ذكر أنها تجاوزت (300) مليون ريال، والقضايا المرفوعة عليه والتي تجاوزت (40) قضية، واقتراب منعه فترتين عن التسجيل، فضلاً عن كارثة وجود (700) موظف في النادي.!
ورغم تعقيب (المؤسسة الرياضية) إلا أن العيسى عاد مرة أخرى وأكد ما سبق أن قاله رغم نفي المؤسسة الرياضية.
وما يجعل المتابع يميل إلى أقوال العيسى أنه عزز أقواله بالأرقام الدقيقة، وهو قريب جداً، بل هو رئيس النادي. والأكثر اطلاعاً على تفاصيل المعلومات داخل النادي.
وتلك المعلومات التي كشفها العيسى رقماً رقماً تعكس أولاً مقدار دعم الدولة أيدها الله لقطاع الرياضة، و للأندية، وما ينطبق على الأهلي يسري على النصر والاتحاد أيضاً. حيث تم تسديد ديون هذه الأندية بدل المرة مرتان وثلاث، وفي كل مرة كانت الديون تناهز النصف مليار لكل نادي. فهي ليست أسراراً، فأحاديث رؤساء هذه الأندية السابقين والحاليين المرئية بالصوت والصورة تثبت ذلك.
ورغم مهاجمه كثير من جماهير تلك الأندية وإعلامييها للمؤسسة الرياضية مطالبة بعدالة الدعم، مدعين أن أنديتهم مهضومة الحقوق، ولم تنل ما ينبغي أن تناله من دعم.!! إلا أن المؤسسة الرياضية ظلت في حالة صمت، ولم توضح حقيقة الدعم الذي قدمته لتلك الأندية، ومقدار ما سددته من ديون، وحجم الأموال التي دفعتها مقابل إسقاط القضايا المرفوعة على تلك الأندية لدى الفيفا والتي كانت تهددها جميعاً بالمنع من التسجيل لفترة وفترتين وثلاث.
وهذا الصمت هو الذي شجع تلك الجماهير والإعلاميين على التمادي في إدعاء المظلومية، وكثير منهم يعلم يقيناً حجم ما ناله ناديه من دعم، ولكنه وجد في صمت المرجعية الرسمية فرصة مواصلة تضليل الشارع الرياضي.
ولم يكن الدعم الذي نالته تلك الأندية مقتصراً على تسديد الديون، واقفال ملفات القضايا لدى الفيفا المرفوعة عليها، وإنقاذها من المنع من التسجيل الذي كان قاب قوسين أو أدنى، بل حظيت تلك الأندية بدعم إضافي يتجاوز في حجمه مقدار الديون التي تم تسديدها عنها، وتمثل ذلك الدعم في العناصر الأجنبية البارزة التي تم استقطابها على مدى موسمين لدعم صفوفها!!
فمثلاً نادي كالنصر مديون بثلاثمائة مليون ريال من أين له أموال لاستقطاب مجموعة النجوم العالميين الذين بلغ عددهم (10) في صفوف الفريق يتقدمهم الأسطورة كريستيانو رونالدو!؟ وكذلك الاتحاد المديون بأكثر من (500) مليون ريال من أين له هذه النجوم الأجنبية وفي مقدمتهم الهداف العالمي بنزيما الذي استطاع خلال موسمين تغييرهم مرتين!!؟
كل هذا من دعم الدولة أيدها الله وأعزّها ممثلاً في وزارة الرياضة. فهل بعد كل هذا يقبل أن يخرج أحد من مدرج هذه الأندية أو إعلامها ويزعم أن الدعم لم يكن عادلاً!!؟ والحقيقة التي يعرفها الجميع بما فيهم محبي وعشاق تلك الأندية أنه لولا الدعم السخي وغير المحدود لكانت أنديتهم في مهب الريح، وليس مستبعداً أن يكون مصيرها الهبوط.
وما نستخلصه من ذلك أن حديث خالد العيسى قد كشف حجم الجحود والنكران لاعلام وجمهور أندية نالت دعماً بأرقام فلكية لو تم كشفها بالريال لصعق من هول الرقم كل ذي لب.
ويستحق الأستاذ خالد العيسى الشكر على «تنويره» الشارع الرياضي بتلك المعلومات. رغم أن هناك من أغضبه «التنوير» ومنهم جماهير أهلاوية لأنها لم تكن ترغب في كشف حقيقة ما ناله ناديها من دعم، لكي يستمر موال المظلومية، مثلما تفعل جماهير الأندية الأخرى التي نالت أكثر مما ناله الأهلي وبالذات الاتحاد والنصر.
زوايا
** كل المبالغ التي دفعت لأندية النصر والاتحاد و الأهلي خلال المواسم الخمسة الأخيرة لتسديد ديونها المتكررة، وانهاء القضايا ضدها في الفيفا وتمويل صفقاتها من المدربين واللاعبين الأجانب لم يستلم الهلال ولا مقدار (10./.) منها.! فالهلال لم يكن عليه ديون ولا قضايا لدى الفيفا، وأغلب صفقاته من مدربين ولاعبين أجانب من خزينته وميزانيته التي كانت خلال السنوات الماضية تحقق فوائض مالية كبيرة.
** الاتحاد الذي كان مديوناً بأكثر من (500) مليون ريال على لسان رئيسه أنمار الحائلي هو النادي الأكثر إنفاقاً خلال الموسمين الحالي والماضي سواء في التعاقدات الجديدة أو في تسوية عقود المدربين واللاعبين الأجانب الذين غادروا ووجب على الاتحاد دفع الشروط الجزائية المترتبة عليها، ومن ثاني أغلى مدرب في العالم الأرجنتيني جياردو. الذي استلم مبلغا فلكيا عند التعاقد معه ومبلغا فلكيا آخر عند إنهاء عقده في أقل من عام!!
** حتى الآن لازال مستوى النقل التلفزيوني للمباريات دون المأمول.! فحقوق كثير من الأندية تضيع بسبب سوء اللقطات للحالات وعدم إعادتها من زوايا متعددة! وبهكذا نقل لن يستطيع دورينا الوصول لأفضل عشرة دوريات في العالم.
** عدم نقل مباريات منتخبنا الوطني في التصفيات الآسيوية لايليق بأحد أقوى منتخبات القارة، وجمهور المنتخب داخل المملكة لا يستحق هذا التعامل، حيث يتجه لقنوات الدول الأخرى لمتابعة منتخب بلاده.!
** عودة نيمار المتوقعة خلال الأسابيع القليلة القادمة سوف تمنح الهلال قوة إضافية كبرى، وتعطي مدرب الفريق خيسوس أريحية كبيرة في الاختيارات. وسيكون الهلال في ظرف زمني قصير أكثر قوة مما مضى.
** السبت القادم ستكون قمة الكرة السعودية عندما يلتقي الهلال بالاتحاد في مباراة صعبة على الفريقين، وفي صراع على الصدارة التي خطفها الاتحاد هذا الأسبوع بفارق هدف وحيد عن الهلال. والاتحاد لديه ثأر سبع هزائم متتالية يريد تسديد شيء منه، فيما الهلال يسعى لتأكيد هيمنته وسطوته.