أسامة الفريح التميمي
عزيزتي قائدة السكوتر في بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية - حفظها الله- قيادة وشعباً. بداية نتوجه بالشكر والتقدير للقيادة الحكيمة التي حققت للمرأة السعودية الكثير من تطلعاتها نحو التقدم وتبوّؤ مكانتها في المجتمع، فسمحت لها بقيادة السيارة وصولاً لتمكنها من قيادة السكوتر، حيث شهدت السنوات الأخيرة، في المملكة العربية السعودية تطورًا هامًا في وسائل النقل الحضري المستدام، وأصبح السكوتر جزءًا لا يتجزأ من البنية التحتية للتنقل في المدن السعودية. وأخذت السكوترات تحتل مكانتها كواحدة من أحدث وسائل التنقل المستدامة والتكنولوجية في المملكة، حيث حظيت بشعبية متزايدة بين الشباب والكبار على حد سواء، ولا سيما لدى المستخدمات من النساء.
ويعد السكوتر الكهربائي وسيلة آمنة ومتطورة واقتصادية تحقق الرفاهية والسرعة في ذات الوقت، إضافة إلى كونه وسيلة صديقة للبيئة، ويأتي ذلك انسجاماً مع رؤية السعودية 2030 في بناء مجتمع مستدام يعتمد على الطاقة النظيفة في مختلف أنشطته ومجالاته الاقتصادية، حيث أطلقت المملكة أنظمة وتطبيقات النقل الذكي والترخيص لشركات النقل المشترك ووسائل النقل الصغيرة ومنها السكوتر الكهربائي الذي وصلت قيمة عائداته إلى نحو 2.7 مليون دولار في عام 2022 بنسبة نمو قدرها 9.4% مقارنة بعام 2021 وفقاً لدراسة قامت بها شركة «جي وورلد» بعنوان «قطاع التنقل بالمركبات الكهربائية التشاركية».
وتأتي هذه الوسيلة العصرية مع مجموعة من المزايا التي تجعلها خيارًا مميزًا للكثيرات من النساء. إذ يعد السكوتر وسيلة للتنقل والترفيه الرياضي بنفس الوقت، كما يساهم في تخفيف الازدحام المروري، ويؤمن سرعة التنقل بحرية، ويمنح قائدة السكوتر الكثير من الحرية والانطلاق، والشعور بجودة الحياة. عدا عن أن استخدام السكوترات يعتبر صديقًا بيئيًا جيداً ومستداماً، حيث يتم تقليل انبعاثات الغازات الضارة بالبيئة والتلوث الهوائي أثناء استخدامه.
وأحب ان أخبرك عزيزتي قائدة السكوتر أن استخدامك للسكوتر يرتبط غالباً بممارسة التمارين الرياضية لديك، ويسهم في تحسين إحساسك بنفسك وثقتك بقدراتك، فقيادة السكوتر مع التمكن من الإحاطة بأدوات السلامة أثناء الاستخدام لها تأثيرات إيجابية عليك وعلى نفسك، ويسهم في خفض التوتر، وزيادة الشعور بالانشراح والسرور، مثلها مثل ممارسة الرياضة الهوائية التي تسهم في تعزيز السلامة العامة والشخصية بغض النظر عن العمر أو الجنس للجميع.
ولا شك أن هذا التوجه من قبلك عزيزتي قائدة السكوتر في استخدام السكوتر في التنقل والتنزه يلعب دورًا كبيرًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة في مجال الصحة، حيث يسهم في تعزيز اللياقة البدنية وتقليل مشاكل الصحة، مما يعزز من جودة حياة الأفراد، ويسهم في بناء مجتمعات صحية ومستدامة.
وبالتالي فللسكوتر إيجابيات كثيرة من أهمها: أنه يسمح بسهولة التحرك به وحمله، ومن الممكن أن تصحبيه بداخل عملك أو مسكنك مما يقلل من مخاطر السرقة، التي من السهل أن يتعرض لها أي نوع آخر من المركبات، كذلك يمكنك طيه بسهولة مما يجعل من اليسير حمله داخل السيارة أو غير ذلك في حالة السفر أو الرحلات، بالإضافة لاعتباره خياراً جيداً لكِ للتحرك في المناطق المزدحمة بسبب صغر حجمه، ولا تعد قيادة السكوتر صعبة، بل من السهل قيادته لذا لا يتطلب الكثير من التعلم ومن الممكن أن يقوده أعمار صغيرة، ومن ناحية التكلفة المادية فتكلفة شحنه متوسطة ومن اليسير القيام بها فيمكنكِ شحنه عن طريق كهرباء المنزل العادية بدون اللجوء إلى محطات محددة أو غير ذلك، كما يتضمن السكوتر مكابح وإشارات مختلفة لإرشادكِ أثناء القيادة مما يقلل من نسبة الحوادث.
هذا من ناحية الإيجابيات، وأما حين نتحدث عن السلبيات فإن أول ما يخطر لنا قوله هو عدم الالتزام بمحددات السلامة والأمان أثناء قيادة السكوتر، وهذا للأسف حاصل وأصبحنا نعاني منه في هذه الأيام حيث نشهد حالات من قيادة السكوتر في اتجاهات مخالفة للسير، أو في أماكن خطرة في الطرق السريعة، أو استخدامه بدون استخدام أدوات الأمان والسلامة كاستخدام الخوذة التي تحمي الرأس وحمايات الركبة والذراعين، وغيرها من أدوات السلامة المطلوب الالتزام بها أثناء قيادة السكوتر.
كما تعود مخاطر السكوتر إلى سهولة استخدامه وسرعته الفائقة، وجهل الكثير من المستخدمين والمستخدمات لأخطاره التي قد تودي بالحياة، فأخطاره تفوق خطر الدراجات الهوائية التي تستخدم في الترفيه والأعمال الرياضية، إذ قد تؤدي السرعة المفرطة في السكوتر إلى فقدان التوازن وتكرار السقوط على الأرض، ما ينتج عنه كدمات ورضوض في الرأس، وجميع ذلك يؤثر في صحة وسلامة المستخدمين.
إذاً إنه في حالة عدم الالتزام بقواعد السلامة والأمان أثناء قيادة السكوتر يمكننا القول بصوت عالٍ أن ظاهرة استخدام السكوتر الكهربائي في شوارع المملكة وطرقها تمثل خطراً على حياة قائدي السكوتر أنفسهم، وحياة المارة، وحياة قائدي المركبات لما قد تسببه من وقوع حوادث مرورية خطيرة قد تنجم عنها خسائر في الأرواح، وهنا يمكننا القول أن قيادة السكوترات بدون الالتزام بقواعد السير والأمان بالغة الخطورة على المجتمع، ويجب التصدي لها ومعالجتها، وتقديم الحلول لحماية قائدة وقائدات السكوتر، وحماية الأفراد والمارة والمركبات على الطرقات.
علماً بأن بعض أنواع السكوتر يسير بسرعة كبيرة تبلغ 70كم بالساعة، ويتحمل أوزان كبيرة تصل إلى 200 كيلو، وهذا يعد خطراً كبيراً في حالة عدم تقيد البعض بالإرشادات المرورية وتجاهلهم الكثير من الأنظمة معرضين أنفسهم والآخرين لحوادث قد تكون مميته، ومن الأخطاء التي يتم ارتكابها من قبل البعض قيامهم بالسير في منتصف الطرقات المخصصة للسيارات والمشاة، أو القيادة بسرعة كبيرة معاكسة للسير، أو عدم اتخاذ أي إجراء من إجراءات السلامة، كخوذة الرأس والزي الآمن والمسار المحدد والتشريعات المرورية المصاحبة لتنظيمها.
عزيزتي قائدة السكوتر إذاً لحماية هذا الاتجاه الإيجابي نحو وسيلة نقل مستدامة تحمي البيئة النظيفة علينا أن نطالب الجهات المعنية بضرورة وضع ضوابط صارمة حول استخدام «السكوتر» والتحذير من مخاطر الاستهانة بقواعد المرور والسلامة أثناء استخدامه، ونرفع صوتنا محذرين من المخاطر التي قد تترتب على عدم الالتزام بأماكن بالقواعد المرورية وقواعد السلامة ومتطلباتها أثناء الركوب، وتنظيم أماكن محددة لقيادته تحمي قائدة السكوتر، والآخرين على الطريق، إضافة إلى تحديد أهم وسائل الحماية والسلامة الواجب استخدامها أثناء القيادة لذلك الجهاز.
ومن الحلول المطروحة للحد من أخطاء قيادة السكوتر في الشوارع والطرقات أرى ضرورة حظر استخدام السكوتر في الشوارع الرئيسية والطرق السريعة بكافة مناطق المملكة كبداية لحين تأمين مسارات خاصة به في هذه الطرق، وحصر استخدامه فقط في المسارات الخضراء المخصصة للدراجات الهوائية، إلى جانب العمل على تخصيص أماكن وطرق لقيادة السكوتر في الحدائق العامة والممشى المخصصة للرياضة، وأرى ضرورة أن يترافق ذلك بإطلاق حملات توعوية وإرشادية لتوعية أولياء الأمور بمخاطر استخدام السكوتر دون تطبيق ووضع أدوات السلامة، وخاصة حين يتم استخدامه من قبل فئات عمرية صغيرة، والعمل على توفير كافة وسائل الأمان أثناء القيادة لمنع حدوث أي حوادث خطيرة. ومن الضروري أن تشمل حملات التوعية المجموعات الشبابية والمراهقين من الجنسين، والأطفال الذين قد لا يحسنون التصرف أثناء قيادة السكوترات، وبعضهم قد يتمادون في القيام ببعض السلوكات غير المسؤولة غير مكترثين لما قد يسببونه من مشاكل وإيذاء لغيرهم، لذلك هنا تعد حملات التوعية ضرورة ملحة للحد من هذه التصرفات، وتفعيل الدور المجتمعي للمشاركة في الحد من خطورة قيادة السكوترات بتهور وبلا مسؤولية من خلال تحمل المسؤولية في الحفاظ على أرواح الجميع أبنائنا وبناتنا، سواء مستخدمي السكوتر، أو المارة، أو قائدي السيارات عبر المساهمة في إلزام الجميع بالقوانين المرورية المتبعة في المملكة وعدم تجاوزها بأي شكل من الأشكال.
وختاماً أقدم اقتراحاً للحد من مخاطر قيادة السكوتر الكهربائي، وهو إلزام من يقود السكوتر باستخراج ترخيص رسمي مبسط يشبه استخراج الرخصة المرورية، والقيام بعمل دورات لتوفير التدريب المناسب لقائدي السكوتر، ويجب تسليط الضوء على ضرورة التدريب على المخاطر لمستخدمي السكوتر، وضرورة دمجه في حياتهم اليومية. فغالباً ما يواجه مستخدمو السكوتر مخاطر مختلفة أثناء أنشطتهم اليومية، ويمكن أن تشمل هذه المخاطر في الدرجة الأولى عبور الطريق والأرصفة والمشاة والأسطح غير المستوية والحفر، وغيرها من العوائق، وبدون التدريب المناسب على تلك المخاطر، قد لا يكون المستخدمون مجهزين بالمهارات اللازمة للتعامل مع هذه المخاطر بأمان. حيث يلعب التدريب على المخاطر دوراً حاسماً في ضمان سلامة مستخدمي السكوتر، ومن خلال توفير التدريب على كيفية تحديد المخاطر المحتملة والتعامل معها، يمكن للمستخدمين تطوير المهارات اللازمة لتجنب الحوادث والإصابات، ويجب أن يغطي هذا التدريب أموراً، مثل تقنيات المناورة، وفهم قواعد المرور، والحفاظ على الوعي أثناء القيادة. حيث من خلال تنفيذ برامج تدريبية شاملة، يمكننا تمكين هؤلاء الأفراد من التنقل بأمان في بيئتهم وتقليل احتمالية وقوع الحوادث. إضافة إلى ذلك، فإن دمج التدريب على المخاطر في عملية التعليم الأولية لمستخدمي السكوتر، يمكن أن يضمن تزويد المستخدمين بالمهارات اللازمة من البداية. ونظراً لتفاقم خطورة قيادة السكوتر بدون مسؤولية فقد حان الوقت لإعطاء الأولوية للتدريب على المخاطر، والتأكد من أن هؤلاء الأفراد سيكون لديهم المهارات اللازمة للتنقل في محيطهم بثقة وأمان.