فهد بن محمد القحطاني
استبشرت خيرا عندما سمعت أن هناك مادة تدرس لأبنائنا تسمى بالتفكير الناقد، وهي بلا شك موضوع مهم ويعطي متسعا للتفكير لدى الطالب، كما أن المادة تتواكب مع المتغيرات الحديثة وسعة الاطلاع لدى الطلاب بسبب ما نعيشه من ثورة معلوماتية هائلة متاحة للجميع بكل يسر وسهولة.
ومن الجيد أن تعطى للطلاب منهجية وأسلوبا لطريقة التفكير، وبالتالي النقد المبنى على تغليب المصالح والاستزادة الشخصية. ففكرة تجميع عدد من الحقائق حولك وفلترتها قبل ذلك لتكوين الحقيقة وترك الغث وبالتالي امتلاك قدرة على التفسير والربط بين أي متغيرين أو اختيارين هو لا شك عمل جبار يعطي للطالب مهارات قياسية.
التحليل الموضوعي أو التفكير الناقد مادة دراسية ولكن في مضمونها مهارة ومعرفة مهمة، ومن هذا المنطلق لنعود للوراء قليلا ونسأل ما كانت أبرز مكونات الخلايا الإرهابية وكذلك متصدري الفتاوي والسيطرة الفكرية على فئة الشباب في فترة الصحويين وتغلغل حزب الإخوان في المجتمع، وكذلك التكفيريين وحزب الكراهية والنبذ لكل جديد وتطور، مرورا لمرحلة الثورجية في قدوم الخميني الإيراني من فرنسا بمشروعه السياسي، وانجراف العديد من التيارات الفكرية العربية حتى مسمى الصحوين وغير ذلك.
كل هذه الصراعات الفكرية كانت نتاج اتباع أعمى للعديد من المؤثرين أصحاب الهوى السياسي السلطوي.
وقس لذلك تاريخيا من الصراعات التي حدثت بين بني أمية والإمام علي رضي الله عنهم جميعا واستمرارا للصراع العربي العربي وصولا لما قبل 10 سنوات بعدما أصبحنا نستطيع التمييز بين الخبيث والطيب من خلال تراكم الخبرات والاطلاع والقدرة على التفكير.
مادة التفكير الناقد ربما لا تعنى بكل ذلك، ولكن جعلتها مدخلا لما أرغب في الخوض فيه أن زمن الانقياد الأعمى لمجرد جمال الشكل وكريم العبارة من منبري الدعوات الثقافية، والذين كانوا يدعون الخير وهم دعاة للشر ورمز للدمار للوصول للسلطة. ما كان لهم أن يكونوا لولا قدرتهم العجيبة على التملك الفكري لبعض شبابنا وللأسف بل لبعض المؤثرين في مواقفهم في مجتمعنا، والسبب طبعا لتعطيل التفكير والانقياد للشكل الخارجي وتعطيل المضمون.
سعيد جدا لما وصلنا إليه الآن في فرض عقول شبابنا على كل ميدان وقدرتهم على الإبداع الشخصي والتفكير والتمييز من خلال سعة الاطلاع والقدرة على المقارنات ومعرفة ربط الماضي بالمستقبل.
فترة وانتهت والحمدلله وئدت واندفنت.. ليبقى جيل قادر على خوض معارك جديدة عنوانها التقدم العلمي وموضوعها التميز العالمي.