سلطان مصلح مسلط الحارثي
لم أستغرب حديث الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم السابق فيصل عبدالهادي وهو «يعيد» نفس الكلام الذي يردده بعض محبي نادي النصر عن بطولاتهم، حيث أشار في لقائه التلفزيوني مع قناة الإخبارية قبل أيام قليلة، إلى أن أنظمة اتحاد الكرة جرفها السيل! وهو نفس ما يردده الجمهور النصراوي منذ سنوات، إذ يشيرون إلى أن بعض بطولاتهم جرفها السيل! فمن أخذ من الآخر؟ هل المسؤول السابق أخذ من المشجع النصراوي؟ أم المشجع النصراوي أخذ من المسؤول؟
مع الأسف الشديد، إن فيصل عبدالهادي كان مسؤولاً سابقاً، وهذا منطوقه، ولكن متى علمنا أن تلك المرحلة كان فيها «فشل» كبير على مستوى اتحاد الكرة، وعلى مستوى المنتخبات الوطنية، وعلى مستوى اللجان، ولذلك لم أستغرب أن يخرج من هذا المسؤول السابق مثل هذه الأحاديث التي لا منطق فيها، وأقول لا منطق لها، كون تصفيات المناطق التي ذكر الأخ المسؤول السابق أن أنظمتها جرفها السيل، لوائحها متوفرة في أرشيف الصحف ومع المؤرخين، الذين أكدوا أنها مجرد تصفيات لبطولة أخرى، ناهيك عن أنها لم يكن لها جوائز، وليس فيها كؤوس ولا ميداليات، فهل الجوائز والكؤوس والميداليات جرفها السيل أيضاً؟ ربما يخرج فيصل العبدالهادي ليؤكد هذا الأمر بعد سنوات، خاصة أن بعض النصراويين يؤكدون أن لتصفيات المناطق ميداليات كانت مع «أبناء اللاعبين» يلعبون بها ولكنها «ضاعت»، وبعضهم كان يؤكد أن تلك الميداليات كانت تحملها «الجمال» لايصالها للملاعب!
أما أم الكوارث في حوار العبدالهادي، هو إعادة فشل المنتخب السعودي في كأس العالم 2002 وفوز منتخب ألمانيا على منتخبنا بثمانية أهداف، لعدم استلام اللاعبين مكافأة التأهل لكأس العالم!! اتهام صريح وواضح للاعبين بأنهم يلعبون للمنتخب، ويدافعون عن ألوانه، من أجل المال! وهذه إن كانت صحيحة، فهي تشرح وضع المنتخب السعودي وفشله على مر السنوات، والخلل هنا يكمن في المسؤول، لا اللاعبين، وإن كان ذلك الاتهام غير صحيح، فقد وقع العبدالهادي في المحظور، خاصة أنه قال حديثه عن قناعة تامة، ولا زال مؤمنا بها!
حوار العبدالهادي، كشف لنا عن حجم معاناة كرة القدم السعودية، من بعض المسؤولين الذين مروا عليها، ولم يستحقوا مناصبهم التي كانوا فيها، ويبقى السؤال: وكم لدينا اليوم من مسؤول على شاكلة العبدالهادي.؟!
من ديون وقضايا إلى تعاقدات ضخمة
لم يكن وضع الأندية السعودية باستثناء الهلال، وضعاً طبيعياً، ونخص هنا الأندية الكبيرة التي استحوذ عليها صندوق الاستثمارات العامة، إذ كانت تعاني من الديون المليونية، ومن القضايا الدولية الشائكة، ومن فراغ خزينتها من المال، وهذا ما أكده رؤساء أندية الاتحاد والنصر والأهلي، الذين أشاروا إلى أن وضع أنديتهم مأساوي قبل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة، والدعم المباشر من الدولة حفظها الله.
الاتحاد، وعلى لسان رئيسه أنمار الحائلي، ذكر أن ديون ناديه وصلت لـ 500 مليون ريال، بينما لا يتوفر في خزينته سوى 8 ألاف ريال، وعليه قضايا في الفيفا، وكاد في نفس الموسم أن يهبط لدوري الدرجة الأولى، واليوم ديونه صفر، وصفر قضايا، وتعاقد مع نجوم كبار مثل بنزيما وكانتي وفابينهو ودياب وعوار.
بينما النصر، وعلى لسان رئيسه مسلي آل معمر، ذكر قبل استحواذ صندوق الاستثمارات العامة بموسم واحد فقط، أن ديونه وصلت 393 مليونا، مؤكدا أن ناديه يعيش في أصعب فترة مالية، وقبلها بمواسم، كان بعض محبيه يجمعون له الهبات المالية ليستطيع تجاوز أزماته، كما كان يعاني من قضايا في الفيفا ليس لها حصر، واليوم صفر ديون، وصفر قضايا، وتعاقد مع نجوم كبار من أمثال كريستيانو رونالدو وماني وبيرزوفيتش وأوتافيو وبينتو.
وفي الأهلي، لا يختلف الوضع عن من سبقه، فقد جاء على لسان رئيسه خالد العيسى، أن ناديه الذي هبط قبل موسمين لدوري يلو، كان يعاني من تضخم الديون التي وصلت لـ300 مليون ريال، وعليه 40 قضية دولية، من ضمنها 3 قضايا تستوجب إيقافه فترتين تسجيل، وخزينته لا يوجد فيها أكثر من 7 ألاف ريال «قبل أن يتم نفي حديثه، ويعود ويتحدى على صحته»، واليوم صفر ديون، وصفر قضايا، وتعاقد مع نجوم كبار من أمثال رياض محرز وفيرمينهو وكيسيه وماكسيمان وميندي.
وفي المقابل، كان فريق الهلال، يتمتع بفائض في ميزانيته تجاوز الـ60 مليون ريال، ولا يوجد لديه أي قضايا لا محلية ولا دولية، ويتمتع باستقرار فني وإداري ومالي.
هذه الحقيقة الماثلة أمام الجميع، تجعلنا نطرح السؤال التالي: من هي الأندية الأكثر استفادة من هذه المرحلة؟ وللأمانة، نقول: أن جميع الأندية استفادت من الدعم الرياضي، ولكن تبقى أندية الاتحاد والأهلي والنصر، هي الأندية التي استفادت بشكل أكبر، فلولا هذا الدعم، لكان وضعها اليوم مأساويا، وربما يشاهدها محبوها في دوريات أقل من دوري روشن.
تحت السطر:
- ينتظر الوسط الرياضي العربي والعالمي الكلاسيكو السعودي الكبير بين الهلال والاتحاد، والذي سيكون بمثابة ست نقاط، إذ يتصدر الاتحاد بفارق الأهداف عن فريق الهلال، ويتمنى الاتحاديون كسر سلسلة انتصارات الزعيم على فريقهم، بعد أن كسبهم الموسم الماضي في سبع مباريات، وأخرجهم من جميع البطولات.
- البرتغالي كانسيلو والبرازيلي ليوناردو، قدما في مباراتي الرياض والريان القطري، ما يؤكد موهبتهما، ولكنهما يحتاجان للمزيد من الوقت للانسجام.