أ.د.عثمان بن صالح العامر
الكل بإمكانه أن يدبّج كلاماً جميلاً بالوطن في يومه السنوي ومناسباته السعيدة المختلفة، الكل منا يحفظ الشيء الكثير من الشواهد والبراهين التي يدلل بها على منزلة الأوطان في عرف الإنسان بل حتى الحيوان، ولكن مع أهمية هذا الشعور الوجداني الذي نقوله ونكتبه ونغرّد به شعراً ونثراً في وطننا المستقر بين الحنايا وفي القلوب التي في الصدور، فإن الأهم منه المواطنة الصالحة التي نترجم بها ما نكنه في أفئدتنا نحو الوطن حباً وعشقاً، أنساً وشوقاً إلى برنامج عمل جاد من أجل أمور خمسة مهمة:
- الحماية والتحصين الأمني «الفكري والجسدي والسياسي والعسكري»، لوطننا المعطاء المبارك المملكة العربية السعودية بلد الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين إلى أن تقوم الساعة.
- التنمية والتطوير الثقافي والحضاري المادي والمعنوي على ضوء رؤية 2030.
- الفاعلية الذاتية سعياً للمشاركة الحقيقية في برنامج التحول الوطني، وذلك برفع كفاءة رأس المال البشري وتنمية مهاراته وتغيير قناعاته إزاء بعض الأعمال المهنية التي يزدريها شريحة من المجتمع جراء العادات والتقاليد السائدة.
- تحقيق التكاتف والتعاون المجتمعي، وضمان استمرارية التوحد والتراص خلف قيادتنا الحكيمة العازمة والحازمة وصولاً لدرجة التماهي الكامل مع مكونات الوطن ومقدساته ومقدراته وثرواته.
- التسويق الخارجي لمفردات برنامجنا الطموح الساعي لتحقق سلام عالمي عادل وشامل، وذلك من خلال التواصل الإنساني المدروس المدرك لحجم التحديات، الواعي بسرعة التغيرات وتبدل القناعات.
إن المرحلة الوطنية التي نحن فيها ليست مجالاً للمناكفات السياسية، ولا المجاذبات الفكرية أو المطارحات الاجتهادية والمنافحات الشخصية، بل الجسدية الواحدة واللحمة المتجانسة والصوت الوطني المتناغم حتى لا يُخترق الصف ويجد الأعداء ضالتهم التي ينشدونها في التحريش بيننا والتفريق لوحدتنا الحقيقية.
إننا في الوقت الذي:
- نجدد فيه اليوم ذكرى الميلاد والتأسيس لهذه الدولة السعودية المباركة في طورها الثالث على يد جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
- نذكر بجزيل الشكر وعظيم التقدير والامتنان ما تبذله حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من جهود جبارة في هذا العهد الزاهر الميمون الذي ننعم فيه بالأمن والأمان رغم كيد الحاقدين، وزمجرة المغرضين، وسعي المفسدين ووجود المصفقين المغردين للأسف الشديد.
- وفي الوقت ذاته نستشرف جميعاً للمملكة العربية السعودية مستقبلاً وضاء وغداً أفضل على ضوء رؤية 2030 التي أبدع مهندسها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين في صياغة مفرداتها وبيان معالمها وتحديد مضامينها ورسم استراتيجيات تطبيقها وخطوات تنفيذها، برنامج عمل سعودي على أرض الواقع المعيش.
لا تقل ( ومن أنا حتى أكون رقماً مهماً في خارطة الوطن؟! ) فنحن أقوياء بعد الله بمد أيدي بعضنا لبعض، وسلامة صدورنا ونقاء سرائرنا، وصفاء عقيدتنا وولائنا لقادتنا، وحبنا لأرضنا، وشعورنا بجسديتنا الواحدة، وتوكلنا على الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، وإخلاصنا فيما وُكِّل لنا من أعمال، ودعائنا الصادق في كل حين وآن بأن يديم الرب عزنا ويحفظ قادتنا ويعلي كلمتنا وينصر جندنا ويحمي ديارنا ويقينا شر من به شر، وإلى لقاء والسلام.