افتتح جاليري الفن النقي المعرض الشخصي للفنان التشكيلي الراحل خالد الصوينع يوم الاثنين الماضي في مدينة الرياض بحضور أبناء الفنان خالد الصوينع وأسرته ونخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بالشأن التشكيلي.
حيث يستعرض المعرض سريالية وواقعية الصوينع، حيث تعكس لنا أعماله السرياليّة خيالاتَه وأحلامَه، من خلال مزيج من العناصر التي تبدو متناقضة ومنسجمة، مألوفة وغريبة في آنٍ معًا، شكّلها بفرشاته الدقيقة، تعبيرًا عن أفكاره الجريئة وتأمّلاته في مشاهد الحياة والموت في لوحاتٍ تُشبه الأحلام.
أمّا أعماله الواقعيّة المشرقة، فتُظهر ارتباطه الوثيق بمدينته وبيئته، حيث صوّرها لنا بألوان نابضة بالحياة، ومشاعر مفعمة بالأمل والتفاؤل.
ويعد الفنان التشكيلي الراحل خالد الصوينع من الفنانين المتميزين في المدرسة السريالية إضافة لتجاربه الواقعية والحروفية، حيث إن السريالية تعكس مشاعر الفنان بحرية أكبر وخيال واسع لا يقيده تفاصيل أو منطقية في إنتاجه الفني، وشارك الصوينع في العديد من المعارض الفنية المحلية والعالمية وتميز بهوية بصرية مميزة وإتقان فني ونقاء لوني في جلّ أعماله.
وقالت د. عواطف القنيبط - القيم الفني للمعرض-: المعرض الذي فاجأ الزوار والمنظمين على حد سواء. فقد كانت أعمال الفنان الراحل بمثابة شهادة على قوة الجرأة في الطرح، مصحوبة بمهارة استثنائية في التكنيك الفني. تنوعت الأعمال بين الأساليب الفنية المختلفة، مما عكس ثراء تجربته وتعمقه في استكشاف الأفكار الجريئة والمبدعة.
أعماله السريالية كانت تجسد رؤية فنية متفردة، حيث تداخلت العوالم الخيالية مع الرمزية العميقة، ما جعلها تحمل الكثير من الرسائل الفكرية العميقة. هذه الأعمال، بجرأتها وإبداعها، رفعت الفنان ليكون واحداً من أبرز فناني السريالية في المملكة العربية السعودية، بعد الرواد الذين مهدوا لهذا الأسلوب الفني.
أما لوحاته الواقعية فقدمت لنا مشاهد غنية بالتفاصيل، عاكسةً عشقه الكبير لبيئته وبيته. هذه الأعمال برهنت على إتقانه للتكنيك الفني وحسه العالي بالجمال، حيث كانت الألوان والخطوط تتحدث لغة بصرية تنقل أحاسيسه ومشاعره بشكل مباشر وملموس.
ولا يسعني في هذا السياق إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لصاحبة السمو الأميرة أضواء بنت يزيد على رعايتها الكريمة لهذا المعرض، والتي وفرت كل سبل النجاح لضمان ظهوره بهذا المستوى الفني الراقي. كما أتوجه بالشكر لفريق العمل في جاليري الفن النقي على جهودهم المستمرة في تنظيم المعرض وإبرازه بصورة رائعة، تعكس التفاني والاحترافية العالية.
وقال الفنان التشكيلي والنحات أ.أحمد الدحيم - صديق الراحل - : الحديث عن أخي خالد الصوينع -رحمه الله- يستدعي مشاعر كثيرة وذكريات جميلة لشخصية فنيّة أصيلة تجلّى الذوق في أخلاقها النبيلة وأعمالها التشكيلية الفريدة.
كان عضواً مميزاً من أعضاء فرع «جسفت» وبيت فناني الدوادمي، فنان مميز شكّل إضافة قوية للفن والجمعية.
هذا المعرض جدّد فيني حنينا لا ينقطع لصديق كريم رافقني في كثيرٍ من الأسفار والمشاركات والمعارض المحلية والدولية، وترك من بعده ذكريات طيبة وإرثا فنّيا عظيما جديرا بالاستحضار دائماً.
وهذا المعرض ما هو إلا تأكيد وتخليد لإبداعه المختلف الذي تُعبّر عنه ببراعة أعماله التشكيلية المميزة في الرسم والخط، إبداع تقرؤه الذائقة الفنية مباشرةً وتقف إنصاتاً لمعانيه.
وإن طال الكلام أو قصُر فإنه لا يعبّر عن نصف ما أحمله في نفسي من محبة وتقدير للفنان خالد الصوينع -رحمه الله-.
شكراً وتقديراً للقائمين على هذا المعرض مبادرتهم الطيبة بحق الفنان خالد، معرض فارِق بفكرته وتنظيمه المميز الذي جاء امتداداً لتميز شخصية وأعمال الفنان خالد الصوينع -رحمه الله-.
وُلد الفنان خالد الصوينع عام 1969م في مدينة عنيزة في منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية. برعت موهبته منذ الطفولة، وبدأ بمشاركاته الفنّية في المعارض الجماعيّة في عنيزة، كما انضمّ لمجموعتها الفنّية، أجاد العديد من المدارس الفنّية بدءًا من الواقعيّة مُتأثّرًا بالانطباعيّة ومرورًا بالسرياليّة التي اشتُهر بها، كما عمل على الحروفيّات. شارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية في مختلف دول العالم، كما حصل على العديد من الجوائز والمراكز الأولى في مجال الفنون التشكيلية والتصوير الفوتوغرافي. وهو عضو مؤسس في الجمعية السعودية للفنون التشكيليّة «جسفت»، وقد تمّت طباعة عدد من أعماله في مختلف المناهج الدراسية. توفي عام 1443ه إثر جائحة كورونا -رحمه الله-.
وعن مؤسسة الفن النقي:
هي مؤسسة الفن النقي هي مؤسسة ثقافية تأسست عام 1999م، تعمل على نشر الثقافة والتوعية الفنية ودعم الفنانين الشباب والمحترفين في المملكة العربية السعودية من خلال المبادرات والمعارض الفنية والتبادل الثقافي بالإضافة إلى مساهمتها في طباعة ونشر مؤلفات في الفنون التشكيلية. كما تقدم من خلال قسمها التعليمي برامج وورش عمل متقدمة في الفنون.
يستمر المعرض إلى 25 سبتمبر، 2024
السبت - الخميس، 10.00- 10.00 مساءً
**
- إعداد: عبدالله عبدالرحمن الخفاجي/ إكس: AL_KHAFAJII