عقل العقل
وتبقى كرة القدم وعشقها والشغف بها يتخطى حدود الدول ومتابعة الأندية العالمية ومعرفة كل شيء عنها أموراً طبيعية في عصرنا المعلوماتي الحاضر، بل إن البعض منا تجده منغمسا في تلك الاندية العالمية ويرتب وقته حسب مباريات فريقه الدولي مثل جماهير برشلونه وريال مدريد والأرسنال وليفربول، وهي اندية تستحق المتابعة لما لها من تاريخ في تحقيق البطولات المحلية والأوربية وبعضهم يتابع بعض النجوم، مثل النجم الكبير ميسي ويشجعون الفريق الذي يلعب فيه، بغض النظر عن ميولهم للاندية وقد تكون حالة ميسي مختلفة بعد انتقاله للعب في الدوري الأمريكي لفارق الزمن، واختلاف مستوى منافسات الدوري الأمريكي، عكس تجربة الأسطورة كريستيانو رونالدو والذي حضر للدوري السعودي مع نادي النصر، والذي نجد أن شعبية اللاعب نفسه طاغية على اسم نادي النصر وهذا طبيعي لنجومية رونالدو من جهة ، فلديه الملايين من العشاق على أرض الواقع وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، وقد وصل متابعوه لقناة اليوتيوب الخاصة فيه إلي مليار متابع، وكلنا يتذكر رحلة النصر قبل عام في مباراة له في العاصمة الايرانية طهران وما خلقته من متابعة وملاحقة لحافلة الفريق وتجمع جماهيري للفندق الذي يسكنه الفريق السعودي هناك، للأسف ان نتائج الفريق النصراوي لم تكن بتلك القوة في المسابقات المحلية والآسيوية تخيل لو ان الفريق الأصفر حقق الدوري والبطولة الآسيوية بقيادة رونالدو، فكيف سوف تكون المتابعة لرونالدو وللدوري السعودي الأكيد انها سوف تتضاعف، ولكن النصر بقيادة كريستيانو حقق كأس الملك سلمان للبطولة العربية قبل عام في الطائف وكانت مباراة كرنفالية جذبت مشجعين عربا وأجانب .
في المقابل نجد الصورة عكسية ومشرقة في الحضور الهلالي في مبارياته خارج المملكة وخاصة في دول الخليج بحكم ان الهلال فريق قوي وبطل طوال مسيرته التاريخية، وهذه الإنجازات والبطولات المحلية والقارية والعالمية جعلت منه ايقونة كروية خليجية له جماهير كبيرة في أغلب الدول الخليجية من مسقط حتى الكويت، وهذا هو ديدن الفرق الكبيرة ليس بأسماء لاعبيها فقط بل بإنجازات فريقها الطويلة والممتدة فتحت مظلة الكيان تذوب كل الاسماء ، الهلال قدم مباراة جميلة وفاز كعادته في اول مباراة له في الجولة الاولى من الدور الاول لدوري أبطال آسيا للنخبة على فريق الريان القطري بنتيجة جيدة في العاصمة القطرية الدوحة ، اللافت في هذا السياق هو وجود جماهير من قطر الشقيقة في ملعب المباراة وهي تشجع الفريق الهلالي بعكس المألوف عند الجماهير هذا دليل عن سطوة الفريق الأزرق في البطولات المحلية والآسيوية ولم يأتي من فراغ ، فهو جهد وعمل تراكمي طويل قلة من الاندية تستطيع ان تحققه وتحافظ عليه . مثل هذه الجماهيرية لبعض الاندية السعودية مثل الهلال والاتحاد ويأتي النصر بعدهما هي بالفعل من ادوات القوة الناعمة للوطن يجب تشجيعها ودعمها بإنشاء روابط خارج الحدود لمشجعي الاندية السعودية وتقديم مزايا ودعوات لبعض الجماهير هناك لحضور مباريات قوية في الدوري السعودي لمحبي هذه الأندية ، من يتابع منصة x يجد مغردين من أشقائنا في دول الخليج يتابعون كل صغيرة وكبيرة عن انديتهم السعودية وهذا مكسب كبير ومهم للرياضة السعودية وخاصة ان المملكة مقبلة على استضافة العديد من المسابقات الرياضية الدولية والقارية في الأعوام القادمة مما يعزز مكانة وريادة البلد في المحافل الرياضية الدولية.
فشكراً للفريق الهلالي بكسب قلوب الأحباب في دول الخليج.. والشكر للنجم رونالدو أنه عزز هذه المكانة السعودية.