د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
نستهل بأجمل وأعذب تحية للتاريخ الذي ضم سيرة وطني الباذخة بين دفتيه فكانت غِزاراً!وغدا الاثنين سيكون هناك زهو جميل من صفحات التاريخ تليدها وحديثها حيث تحتفل بلادنا الغالية بيومها الوطني المجيد الرابع والتسعين (94) الذي يوافق الثالث والعشرين من شهر سبتمبر، الأول من الميزان.
وتنسكبُ في ذلك اليوم المجيد ملامح بلادنا السعودية في قاع أرواحنا ويتصبب النشيد الوطني من الحناجر كحبات الياقوت، ويتجلى الوطن حجماً حضارياً باذخاً نضراً في ساحات الأفئدة وتشرفُ بالذكرى في ذلك اليوم أحاديثنا وتتبلور أحلامنا ويحتضن عبق الوطن أنفاسنا ويتربع اليوم الوطني كل عام في رحاب نبضنا الإجتماعي فنسير في ثنايا وطننا وكبريائه فيحملنا الانتقال المضطرد لبلادنا من دولة حديثة إلى دولة مكتملة البناء العصري وقد أحاطتْ بعهدنا الزاهر هيكلة تامة للسياسة والاقتصاد وأنظمة الحياة الإجتماعية؛ كل ذلك في مسيرة بناء تحمل آفاقاً جديدة لوطن فريد.
وتتهادى كل عام ذكرى اليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية فنقرأ في طقوس الاحتفاء الوطني فصولاً جديدة عن بلادنا: عن الجمال النقي والحلم الكبير! تتعانق صفات مشتقة من جذورعريقة عميقة. فلم تكن بوابات بلادنا التي أشرعها الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- مواجهات حربية ولم تُبنَ على المصادفة بل كانت حكايات سامقة أنبلج فيها صبح بلادنا ليعلن انطلاقة عهود جديدة مهدتْ لبلادنا الطريق لتكون في علياء الأمكنة وحديث الأزمنة ولتتبوأ مكانة عليا في صناعة أمجاد واجتماع قلوب ونسيج متين من الهمم الوطنية الفاخرة..
ولقد سجلتْ بلادنا تاريخها الحديث بتفوق واقتدار واحترافية عالية نحو المستقبل واصطفت القوى البشرية الوطنية المدربة لتحقيق مراقي التطور الاستثنائي الحديث؛ ولقد أضحتْ التنمية تتعلق بتحولات أخرى فهناك تحولات من الاستهلاك إلى الاستثمار وتحولات في العلاقات الدولية بتأسيس شراكات التطوير مع العالم المتقدم وأطّرتْ لذلك ملامح القادم من العلاقات الحضارية. ودشنت بلادنا معامل عميقة تستوعب الطاقات الذهنية والفكرية للعنصر البشري من خلال التخطيط المكين لتحقيق المتطلبات الإستراتيجية التي محورها الإنسان السعودي والتنمية، ومايسند ذلك من البيئات المتكاملة التي تعزز الإنتاجية! وتشرق شمس بلادنا في كل أيامها على اتفاق جديد ولقاءات فريدة منتجة وامضاءات تؤصل وتحاكي الحضارات والمدنية والتمدن وتطرب نفوسنا بتفاصيل الانتصارات المشبعة بحكمة وحنكة قيادتنا الرشيدة فغدتْ أراضي وطننا ريَّا بدلالات السيادة ومؤشرات التقدم الاستثنائي السريع في كل المجالات. فبلادنا الباسقة تسابق الزمن فتسبقه قوة محركة حولت بوصلة الاقتصاد العالمي نحوها من خلال نسيج نابض لرؤية وطنية عملاقة محفزة 2030 تلك الرؤية العملاقة التي أصبحتْ في عمق النقاشات الاقتصادية في أعلى مستويات الحضور العالمي!
وهنا في وطننا الشامخ ونحن نتوشح وهج يومنا الوطني المجيد نحتفي ونحن مشبعون بروحانية المكان حيث الحرمين الشريفين، ونحن مترفون بسكينة الأرض حيث الأمن والأمان ومعجبون بكفاء التشريع واستواء النظام وانضباط حلقاته الذي أحاط بالشأن الداخلي وفخورون بالنهوض الواسع الكبير الكثير الذي طبق الآفاق، ومعتزون بصياغة خطابنا الحضاري النضر أمام العالم ومطمئنون بأننا نعيش العبور الحقيقي وبقوة للمستقبل الذي تستحقه بلادنا مكانا ومكانة؛ لقد أحضرتْ بلادنا المستقبل إلى مرتبعاتنا قبل زمنه..
وفي كل عام نكتبُ معاني الوطن لتكون المواطنة حُزما من الولاء والإنتماء. ونحتفل بيومنا الوطني لتصبح المسؤولية الوطنية مسؤولية أخلاقية كبرى ونستنطق الاحتفاء كل عام فننقش من أعماقنا كل صياغات المجد والتمجيد لبلادنا الغالية فيبقى اليوم الوطني لبلادنا بإذن الله كتاباً ملكياً كبيراً وذاكرة أحداث شجاعة باسقة وذاكرة حكايات وافرة للأجيال تزهو وافرة وارفة وذلكم الكتاب السعودي الكبير يسطره ملكنا القوي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين صانع الحضارة السعودية الحديثة.
حفظ الله بلادنا وقيادتنا الرشيدة والشعب السعودي النبيل وكل عام والوطن في العلياء شامخاً.