د.شريف بن محمد الأتربي
ثلاث طائرات من طراز B777-200ER من طائرات الخطوط السعودية تتحرك سيراً على الأرض وليس كالمعتاد تحليقا في السماء متجهتين من جدة إلى الدمام، في رحلة تستمر لمدة أسبوعين كاملين لتستقرا في منطقة «بوليفارد رن واي» التي تم توقيع عقد الشراكة لتنفيذها مع «الخطوط السعودية» في وقت سابق، حيث ستقام بجانب منطقة بوليفارد سيتي على مساحة 140 ألف متر مربع، وستحتضن المنطقة ثلاث طائرات عملاقة من طراز بوينغ 777 جرى تحويلها إلى محلات تجارية ومطاعم و13 تجربة تفاعلية للكبار والصغار.
كان يمكن للحدث أن يمر مرور الكرام، وأن يفاجئ الجميع بوجود هذه الطائرات في مواقعهما المخصصة لها في الرياض، ولكن بذكائه المعهود وفطنته المعهودة لم يشأ المستشار تركي آل الشيخ أن يمر الحدث مرور الكرام، فألهب بحماسه حماس الشعب كله ليخرج المواطنون من كل حدب وصوب يستقبلون موكب الطائرات استقبال الضيف العزيز الذي نزل بهم، وكعادة المواطن السعودي في التعبير عن فرحه وابتهاجه بأية أحداث تسعد الوطن والمواطن؛ وجدنا أصنافاً عدة من الترحيبات والاستقبالات التي أعدها هؤلاء المواطنون لموكب الطائرات، مستمدين أفعالهم من عبق الوطن وكرم أخلاق مواطنيه.
لم يكن نقل هذه الطائرات عبثيا، فهي ضخمة بما يكفي ألا يكون هناك أية هفوة في عملية النقل البري لها، فطول الطائرة الواحدة يبلغ قرابة 64 مترا، وعرض البدن 6.2 متر، لذا كان التخطيط لنقلها بحالتها مع فصل الأجنحة فقط مخططاً له بعناية وبدقة من كل الأطراف المشاركة في هذا الموكب.
لم يشأ معالي المستشار أن يفوت الفرصة في مكافأة المواطنين على حسن الاستقبال لموكب الطائرات فرصد جائزة سيارة فاخرة لأفضل صورة للموكب، ومع كل ابداع من إبداعات أبناء الوطن يزيد معاليه عدد السيارات حتى وصل العدد 10 سيارات تسابق على الفوز بها أهل المناطق التي مر بها الموكب.
لم يكتف معاليه أيضا بذلك، ولم يشأ أن يكون الحدث محليا فقط، فتناقل الحدث عبر العديد من شبكات الأخبار العربية والعالمية مدعومة بكم هائل من وسائل التواصل الاجتماعي، وعدد مهول من التغريدات يفوق حصرها الملايين، كانت كلها تشيد بالوطن وبإنجازاته، وقيادته التي لا تبخل عن بذل الغالي والنفيس من أجل إسعاد المواطن وإبهاجه، وذلك ما سعت له رؤية المملكة 2030.
ومع اقتراب ذكرى مرور 94 عاما على توحيد البلاد تزداد الأفراح والفعاليات المحلية لتترافق هذه الاحتفالات مع مرور الموكب، وكلما اقترب الموكب من الوصول لنقطة النهاية، زادت الفعاليات وتنوعت، ليرسل المواطن السعودي رسالته لكل العالم: نحن أبناء وطن واحد، نحن جنود وحماة الوطن، نفخر بقادتنا ونكرس كل جهودنا لرؤية ليست غريبة علينا فكل قائد من قادتنا حمل للوطن رؤية، لتجتمع الرؤى كلها في قائدنا الملهم الشاب محمد بن سلمان تحت لواء مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله -.