«الجزيرة» - الرياض:
منذ توحيد المملكة على يد مؤسسها الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه - ورجاله البواسل، شكّلت الجهود العظيمة التي بذلتها منظومة النقل والخدمات اللوجستية نتيجةً للدعم اللامحدود الذي أولته القيادة الرشيدة لهذه المنظومة الرائدة، نجاحاتٍ وطنية وقفزاتٍ عديدة في المؤشرات الدولية العالمية، لتُمهّد مساراتها لخارطة مرسومة نحو مستقبلٍ زاخر ومزدهر، حيث حققت خلال عام المملكة الرابع والتسعين منجزاتٍ فريدة وإسهاماتٍ نيّرة في كافة قطاعات النقل والخدمات اللوجستية، مسخّرةً إمكانياتها وقدراتها المتميزة في تحقيق التطور الشامل، بهدف تقديم خدمات متكاملة ومتنوعة سعيًا منها لمواكبة تطلّعات رؤية السعودية 2030، وترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي.
ففي قطاع الطرق، أثمرت الجهود عن تحقيق المملكة المركز الرابع عالميًا بين دول G20 في مؤشر جودة البنية التحتية للطرق، كما تم تدشـين كـود الطـرق السـعودي ليكـون مرجعـًا فنيـًا للجهات المسؤولة عن الطرق بكافة مستوياتها، وتدشين عدد من التقنيات الحديثة لمسح وتقييم وصيانة الطرق، بالإضافة لإطلاق العديد من الابتكارات العلمية مثل: الإسفلت المطاطي، وتبريد الطرق.
وعلى مستوى النقل البري، تم تطوير شبكة النقل بالحافلات بين المدن بزيادة 35 مسار للشبكة، وزيادة عدد نقاط الخدمة لأكثر من 540 نقطة خدمة، مما ساهم بزيادة عدد مستخدمي النقل العام بالحافلات لأكثر من 60 مليون راكب خلال النصف الأول من العام 2024م، وكما تم تنفيذ عدد من المبادرات لتبنّي تجارب وسائل النقل الحديثة والصديقة للبيئة.
وعلى صعيد القطاع البحري، رفعت المملكة تصنيفها الدولي في مناولة أعداد الحاويات السنوية إلى المرتبة 15 دوليًا، كما جاءت 3 موانئ سعودية ضمن أكبر 100 ميناء بالعالم وفق تقرير «Lloyd»s List» الصادر خلال العام 2024م، وعلى الجانب الآخر تم توقيع عقد لإنشاء المدينة اللوجستية السعودية بالمنطقة الحرة كأكبر منطقة لوجستية خارجيًا في ميناء جيبوتي، كما فازت المملكة برئاسة عضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية لعامي 2024-2025م، بالإضافة إلى استضافة منتدى «الأونكتاد» العالمي لسلاسل التوريد خلال عام 2026م، بينما وصل عدد البحارة السعوديين إلى أكثر من 2000 بحار حتى نهاية عام 2023م بزيادة تقدّر بـ %30 مقارنة بعام 2022م، علاوةً على ذلك تم إضافة 16 خدمة شحن ملاحية جديدة في عدد من الموانئ السعودية، وتم افتتاح أكبر منطقة لوجستية متكاملة لشركة «ميرسك» بالشرق الأوسط بميناء جدة الإسلامي بقيمة استثمارية بلغت 1.3 مليار ريال.
أما جوًا، فقد فازت المملكة باستضافة ورئاسة العديد من المنظمات والمنتديات العالمية، شملت رئاسة المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للطيران المدني، واستضافة مـؤتمر مسـتقبل الطيـران 24 FAF - فـي نسـخته الثالثـة، كما تم زيادة عدد المهن المستهدفة بالتوطين في قطاع النقل الجوي لأكثر من 53 مهنة، بالإضافة إلى إنشاء المركز الوطني للمراقبة والتحكم لحركة الشحن الجوي في المملكة، كما تم تعزيز أسطول الناقلات الجوية الوطنية من خلال عقد عدة صفقات لشراء ما يزيد عن 264 طائرة جديدة و100طائرة كهربائية ليصبح مجموع الطائرات المطلوبة 583 طائرة، علاوةً على ذلك دُشّنت 5 صالات سفر في عدد من المطارات الدولية بالمملكة.
وفي الجانب السككي، شهد عام المملكة الـ 94 توقيع عقود لربط المنطقة اللوجستية بالمدينة الصناعية الثانية في الدمام بشبكة الخطوط الحديدية وإنشاء محطة ركاب في مدينة سدير للصناعة والأعمال، بالإضافة لتوقيع اتفاقية لإطلاق خدمة القطار الفاخر «حلم الصحراء»، كما تم رفع الطاقة الاستيعابية للمقاعد المخصصة لضيوف الرحمن لأكثر من 24 مليون مقعد، وحقق قطار الحرمين زيادة تتجاوز 42 % في أعداد مستخدميه وذلك خلال موسم حج 1445هـ بأكثر من مليون وسبعين ألف حاج بالمقارنة مع موسم حج 1444هـ.
لوجستيًا، تم إطلاق منصة «لوجستي» بنسختها الجديدة لتقديم أكثر من 140 خدمة لوجستية، ما يؤكد على تسريع الأعمال وتطبيق أفضل الممارسات في قطاع الخدمات اللوجستية، كما تم توقيع عقد لإنشاء المدينة اللوجستية السعودية بالمنطقة الحرة كأكبر منطقة لوجستية خارجيًا في ميناء جيبوتي.
وعلى صعيد الابتكار في القطاع، تم تنفيذ عدد من المبادرات في موسم حج 1445هـ من خلال تبني تجارب وسائل النقل الحديث والصديقة للبيئة لرفع مستوى جودة الخدمات المقدمة للحجاج، تمثلت في تجربة مركبات النقل وتوصيل الطلبات ذاتية القيادة، وإطلاق مبادرة «انسياب» لإيجاد نظام رصد جوي وأرضي لنمذجة واستعراض بيانات حركة الحافلات لحظيًا، وتشغيل السكوترات الكهربائية، وتدشين مبادرة غرفة التحكم المتنقلة، وتدشين تجربة التاكسي الجوي ذاتي القيادة، وتفعيل مبادرة مسافر بلا حقيبة.
وتعكس هذه الجهود التي بذلتها منظومة النقل والخدمات اللوجستية، حرص المملكة على تطوير وتعزيز كافة الخدمات وتوفير مسارات متعددة وخيارات متنوعة، نحو أن تكون المملكة في مصاف الدول المتقدمة عالميًا، لينعم كلٌّ من المواطن والزائر والمقيم بخدمات نقل آمنة وموثوقة، وتستمر المسيرة في تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.