د. محمد عبدالله الخازم
الاحتفاء باليوم الوطني ينطوي على تذكر الماضي والتاريخ واستعراض الحاضر والحلم بالمستقبل.
نتذكر الماضي وتأسيس وطننا وماذا صنعت بنا وحدة الوطن تحت راية واحدة. كنا نعيش صراعات القبائل والقرى ونعيش الخوف من المرض والموت والفقر ومن (خراص) العثمانيين الذين يأتون كل عام لجمع ضريبة أو زكاة الماشية والزرع. جاء من وحَّدنا وبعد سنوات اكتشفنا الخير والسلام والأمان في هذه الوحدة المباركة.
ونصيحة الشيخ لنا: يا أبنائي تمسكوا بهذه الوحدة وهذا الوطن فخيره على آبائكم وعليكم كثير وفير.
من هم في سننا أو أكبر قليلاً يتذكرون حياتهم صغاراً. يرددون: بعضنا كان يرعى الغنم وبعضنا كان يعمل في الزراعة يساعد والده وحتى المدارس دخلناها وبعضنا كانت بالنسبة لهم الهروب من العمل الشاق مع والده.
بعض آبائنا لم يكن تعليمنا المتقدم بالنسبة لهم بتلك الأهمية الكبرى طالما أصبحنا نجيد القراءة والكتابة وأصبحنا قادرين على الحصول على وظيفة حكومية.
لقد عشنا مرحلة الفقر في صغرنا. نتمسك بالوطن ووحدته التي أتاحت لنا التنقل والعمل والمزاملة لأطياف متنوعة من داخل البلاد وخارجها وليس فقط من مناطقنا الصغيرة.
صغارنا يحملون الأمل والحلم بمواصلة الرفاه والتميز في المستقبل. يسعون لتحقيق الإنجازات في كافة مجالات الحياة متحلين بخبرات ورؤية عولمية أتاحتها لهم ظروف السفر والدراسة وتقنيات التواصل الحديثة، وهاجس وطننا وقادته مواصلة العمل والجهد على كافة المستويات لتأمين مستقبل أجمل لوطننا، نتجاوز فيه التباهي بتميزنا الإقليمي إلى تميزنا العالمي.
نحن نعمل لتحقيق رؤية وطن تبنتها القيادة وتميزت بأهدافها الطموحة والعالية الاستحقاق، نعمل بجدية أكبر لنرى الأحلام تتحقق لنا ولأبنائنا وأجيالنا القادمة. نثق في أنفسنا وقادتنا وقدراتنا ونستفيد من مواردنا المادية والبشرية والثقافية لغد رسمناه ونرسمه مشرقاً دائماً، حاضراً ومستقبلاً.
الوطن غالٍ على الجميع، نفرح به عند مقارنة حاضرنا بماضينا ونأمل ونطمح عندما نتخيل مستقبلنا ومستقبل أولادنا المشرق. دمت يا وطني سامياً لا نرضى لك بديلاً...