د.شريف بن محمد الأتربي
عندما تسأل أي مواطن سعودي عن الوطن تجده تلقائيا يعبر عن الوطن بالذات بالنفس، فالوطن لدينا نحن السعوديين ليس فقط مكانا ولا حدودا، الوطن لدينا هو نحن؛ هو الهواء الذي نتنفسه، هو المشاعر التي تجيش في صدورنا، الوطن هو نحن.
منذ نشأة الدولة السعودية عام 1727م وتراب الوطن عند كل سعودي أغلى من أي شيء في العالم، فعلى أرضه ومن أجله بذل الغالي والنفيس، بذلت الأرواح وتناثرت الدماء دفاعا عن الوطن ومن أجله، صمدنا أمام الحملات العثمانية، والأفكار الإرهابية، لم ولن تهزمنا بإذن الله أي قوة تريد العبث بمقدرات هذا الوطن المحمي بقوة الله تعالى وقدرته، فعلى أرض هذا الوطن كعبة الله المشرفة، والمسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، مقدسات خص الله تعالى لها جنوداً من الملائكة ومن البشر لحمايتها، فكان المواطن السعودي خير جند لله في أرضه دفاعاً عن هذه المقدسات.
كنا فقراء وأغنانا الله من فضله وأطعمنا وكسانا، فلم نبخل على أحد بما أنعم الله به علينا، امتدت يد العطاء السعودي إلى كل بقعة من بقاع الأرض، ليس فقط في الدول الفقيرة أو ذات الحاجة؛ بل في كل دولة من دول العالم تجد بصمة ومعلماً سعودياً يؤكد للجميع أننا ولدنا كباراً، وسنظل كباراً بإذنه تعالى.
94 عاما مرت كأنها لحظات، ورغم ذلك احتوت هذه اللحظات إنجازات تفوق الآلاف من السنوات لم يكن أي شخص يتخيلها، أسألوا شيوخنا فهناك منهم من لايزال حياً - يحفظهم الله - كيف كان حالنا وكيف أصبحنا، ستكون الإجابة دائما: الحمد لله الذي حبانا بهؤلاء القادة العظام الذين وضعوا الوطن نصب أعينهم وعملوا من أجله فقط ولم يفكروا يوماً في أنفسهم.
حنا حماة الحرمين الشريفين، وجنود إخوان نوره، قامتنا لين طويق، همتنا لا تقارن، فزعتنا للقريب والبعيد ما تحتاج شهادة، حنا السعوديين غير، في كل عصر وتاريخ، بصمتنا في كل ماض وحاضر، وللمستقبل جاهزين، رؤيتنا ملهمة للعالم، وقادتنا في القمم أول الحاضرين.
حب الوطن موطنه في قلب كل سعودي، يطعمه الوليد مع أول رضاعة، لا نحتاج كتب ولا تعليم تنميه فينا، فهو فطرة وقدر يتعلمه الغريب على أيدينا، من يوم بدينا وحنا وطن ما قدر حدا علينا.
94 عاما مرت ولا أروع، جعلت السعودية بفضل الله تعالى ثم بجهود قادتنا من أكبر اقتصاديات العالم، ورغم توفر النفط والذي كان يُشكل حوالي 90 % من إيرادات الدولة، إلا أن رؤية المملكة 2030 جاءت للعمل على تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط وزيادة مساهمة القطاعات الأخرى مثل السياحة والتكنولوجيا.
لقد أصبحت السعودية لاعباً رئيسياً في الاقتصاد العالمي مما هيأ لها عضوية العديد من المنظمات والهيئات ومنها مجموعة العشرين G20، والتي تمثل (الدول الصناعية وغيرها من الدول المؤثرة والفاعلة في الاقتصاديات العالمية) 90 % من إجمالي الناتج القومي لدول العالم، و80% من حجم التجارة العالمية، إضافة إلى أنها تمثل ثلثي سكان العالم، لذا فإن نتائج أي اجتماع من اجتماعاتها يؤثر على العالم كله، فالنتائج سيكون لها أثر إيجابية حاضرًا ومستقبلاً؛ كونها أيضاً لا تتوقف على الجانب الاقتصادي فقط بل تشمل الجوانب الأخرى السياسية والاجتماعية.
تمثل السعودية الآن قبلة للفعاليات والمؤتمرات العالمية، لعل أحدثها «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» والتي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، إلى جانب مؤتمر ليب LEAP، ومؤتمر Hack@، وندوة قمة التحول الرقمي السعودي DTSS، المؤتمر الدولي للعلوم والهندسة والتكنولوجيا، ومؤتمر أمن المعلومات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ISC، وغيرها.
منذ الأجداد والسعودية لا تتوقف عن تقديم العون والمعونة لأي محتاج قريب كان أو بعيد حتى وصل إجمالي المساعدات التي قدمنها عن طيب خاطر خلال العقود الماضية وحتى وقتنا الحالي 22. 123 مليار دولار أمريكي.
لا تتوقف ولن تتوقف الإنجازات السعودية في جميع المحافل، فأينما وجد التفوق وجدت السعودية وأبناؤها، جوائز تتوالى في كل المسابقات والمعارض، تقدم في جميع المؤشرات: اقتصاد، طرق، أمن سيبراني.
أرقام قياسية تتحطم على أيدي أبناء الوطن، منتزهات، واجهات بحرية، منصات تقنية، موارد بشرية، جامعات، رياضة، .. الكل يرفع راية الوطن، راية التوحيد.
موطني قد عشت فخر المسلمين.