عمر إبراهيم الرشيد
يدرك من يسافر براً عبر الطرق التي تربط مدن المملكة أكثر من غيره نعمة الأمن، ذلك أنه يقطع مئات الكيلومترات آمناً على نفسه ومن معه وما معه من سيارة وممتلكات. وهذا لا يتأتى إلا بتوفيق ورحمة العزيز الحكيم، ثم سياسة الحكم الرشيد الشرعية والإدارية ونفاذ القانون، المتراكمة والراسخة عبر تاريخ هذه الأسرة التي يعود شأنها في السياسة والحكم إلى أواسط القرن التاسع الهجري.
ولا تعرف دولة في العصر الحديث قامت ثم سقطت ثم عاودت النهوض لثلاث مرات غير الدولة السعودية في مراحلها التاريخية الثلاث، وذلك عائد إلى توارث تقاليد الحكم والسياسة كابراً عن كابر، مع الاستفادة من الدروس التاريخية وتوخي ما يعضد مؤسسة الحكم من توحيد الصف وترسيخ الانتماء والمواطنة لدى الشعب. ومع أهمية وخطورة مسألة تطبيق السياسة والأحكام الشرعية وأنها أحد ركائز الحكم الرشيد، إلا أن تقاليد الحكم كذلك لهذه الأسرة التي تعود إلى أواسط القرن التاسع الهجري، استطاعت بها جمع قبائل ومكونات الجزيرة العربية التي استعصت على دول وكيانات سياسية سابقة، ذلك أن فهم وإدراك ما يوحد ويجمع هذه القبائل بمكوناتها البشرية ليس بالأمر الهين، ولا يتوفر إلا لمن أوتي إرثاً سياسياً راسخاً عبر قرون من الزمن وتقاليد حكم توارثتها أسرة حاكمة يتغذاها أبناؤها من المهد.
وكما قلت، فإن من يتنقل بين مناطق المملكة المترامية الأطراف ويدرك التنوع الجغرافي والقبلي، ويقطع هذه المسافات يدرك معاني تميز آل سعود وعراقة حكمهم وتفردهم، بترسيخ ما يجمع شمل مكونات الشعب وتجنب ما يمكن أن يبث الفتن والفرقة بين مكونات الشعب، حتى شهدنا تجريم من حاول بث العنصرية القبلية عبر منصات الإعلام الاجتماعي وهذا يثبت جلياً معنى هذه الحقيقة.
إن من يتأمل ما يحدث حولنا في دول مجاورة من اضطرابات وحروب ندعو الله تعالى أن تنتهي قريباً ويعود الاستقرار إلى تلك الدول، يدرك ما أنعم الله به على هذه البلاد من مؤسسة حكم عريقة متفردة. واليوم الوطني للمملكة ما هو إلا استذكار وتذكير للأجيال بنعمة وطن آمن ومؤسسة حكم رشيد، وطن يستحق منا الوفاء له، كل من موقعه، إن كان موظفاً أو جندياً أو رب أسرة، كل مكونات الشعب بالالتزام بما يحفظ نماء واستقرار ورفعة هذا الوطن العزيز، إلى اللقاء.