د.إبراهيم بن عبدالله المطرف
تنبع أهمية بلادنا في عالم اليوم، من الاستقرار الذي تعيشه ولله الحمد والمنة، ومن تعاملها الثابت والحكيم والمعتدل مع المجتمع الدولي، ومن تأثيراتها الإيجابية الكثيرة في مجريات الأحداث الإقليمية والدولية، وعلى كل المستويات والأصعدة.
يعلم القاصي والداني أن بلادنا، وبشفافية تامة، قد أوضحت خريطة طريقها، ورسمت معالمَ مستقبلها، وخاصة إزاء علاقاتها بالعالم الذي تمثل جزءا منه، تعيش مشاكله والتحديات التي تواجهه، وتسهم مع المجتمع الدولي بفاعلية لإيجاد الحلول للكثير من قضاياه، كما جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمواطنيه.
ويتمثل تطوير علاقات بلادنا بالعالم المعاصر تدشين عهد جديد من شراكاتنا الاستراتيجية، ونقلة نوعية لمكانتنا الدينية والحضارية، وبما نملكه من إمكانات وقدرات اقتصادية وتقنية وبشرية، يمكن أن تسهم في دعم توجهاتنا، وتعزز من دورنا، وما حققناه من تجارب ونجاحات، في الكثير من المجالات.
ويستطيع المتابع للأحداث على الساحة الدولية، والمراقب للتطورات السريعة في عالم اليوم، أن يلاحظَ عددًا هائلا من المتغيرات التي قرّبَت بين أجزاء عالمنا المتباعد الأطراف، وحوّلته إلى قرية صغيرة، بل إلى غرفة واحدة، يعيش فيها مليارات البشر، نتيجة التطور المتلاحق على صعيد ثورة تقنيات المعلومات والاتصالات، حتى أصبح الإنسان في سباق متواصل مع الاكتشافات والمستجدات في كل مجال.
ولذلك، فقد عملت بلادنا، في أكثر من مناسبة على تقييم مسيرتها التنموية، ومراجعة إنجازاتها عبر المائة سنة المنصرمة، وعُقِدَت الندوات والملتقيات، وورش العمل والمؤتمرات، وصدَرَت الكتب والوثائق التي حرَصَ معظمُها على توثيق مسيرة بلادنا وإنجازاتها، وبما تُمليه عليها من حتميّة تفعيل دورها على مختلف الأصعدة، وتطوير توجهاتها تحقيقًا لمصالحها الاستراتيجية.
ومن ذلك المنطلق، أخذت بلادنا تستنهض الهمم، وتستنفر الجهود والطاقات، وتحشد الإرادات القادرة على خدمتها، دعماً لمسيرة الوصول إلى أفضل أداء يعزّزُ نموذجها، وصورتَها الذهنية في مجالاتها الحيويّة، وعلى النحو الذي يخدم سياساتها وتوجهاتها واستراتيجياتها السياسية والدبلوماسية والأمنية والاقتصادية.
وتدعو قيادة بلادنا دوماً، وفقاً لتلك الاستراتيجيات، إلى بناء علاقات سياسية واقتصادية وثقافية مع مختلف مكوّنات المجتمع الدولي، علاقات تتسم بالتنوع والتوازن، من خلال تكوين الشراكات الاستراتيجية، التي تعززها بحكمة وبصيرة رؤية بلادنا الوطنية الطموحة، الرؤية التي تسعى جاهدة لتحسين صورة بلادنا الذهنيّة، في مسعى لبناء سمعتها وتعزيز مكانتها، وتسعى في الوقت نفسه، لتعاون مع المجتمع الدولي في نشر السلم والأمن الدوليين. حفظ الله هذا الوطن الكريم، وأهله الأوفياء، من كل سوء ومكروه.