العقيد م. محمد بن فراج الشهري
اليوم الوطني السعودي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، فهو اليوم الذي تم توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله - ويمثل هذا العام الذكرى الرابعة والتسعين لهذه المناسبة العظمية، حيث يتم الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ 94 يوم الإثنين، 23 سبتمبر 2024م الموافق 20 ربيع الأول 1446هـ. فاليوم الوطني للملكة هو ثمرة جهود الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود - طيب الله ثراه -. ونحن منذ ذلك اليوم نشهد تقدماً وتطوراً عاماً بعد عام، وليس كل ذلك من فراغ، بل بالعلم والعمل الجاد معاً، ونتيجة عمل مخلص لأبناء هذا الوطن الأوفياء.
فالعمل الجاد المستمر بعقول مواطنينا وسواعدهم الفتية، تحت قيادة الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان... حفظهم الله ورعاهم. يحدد ملامح المستقبل المشرق للمملكة، عبر «رؤية 2030» التي تقودنا لنهضة شاملة في مختلف المجالات. والتي في أولى خطوات تطبيقها تضاعفت الإيرادات غير النفطية، وتم تمكين المرأة في سوق العمل، وارتفع مستوى التنافسية في بيئة الأعمال، وتم تفعيل دور صندوق الاستثمارات العامة، وتم إحراز تحسن كبير في حماية البيئة. وأنجزنا خطوات كبيرة في مشروعاتنا الوطنية، حتى أصبحت ملامح تطور ونهضة وطننا، أمراً واقعاً يشهده ويعيشه الجميع.
فاليوم الوطني هو مجد وأصالة وعراقة أمتنا فما عيشنا الرغيد اليوم وازدهارنا والأمان الذي نركن إليه في ظل ممتلكنا، ما هو إلا نتاج أعوام عديدة من الكفاحات والنضالات والإيمان بحرية الوطن واستقلاله، حيث في مثل هذا اليوم قد أذن الله جل وعلا لقائد أمتنا وصانع تاريخها وعراقتها المؤسس الراحل عبد العزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود رحمه الله وطيب ثراه، أن يرفع راية الأمة ويلم شملها ويوحد شعوبها ضمن وطن واحد وقلب ينبض باسم المملكة العربية السعودية، فهو من سار بنا نحو طريق النجاح، وحط مملكتنا على دروب التطورات والازدهار، وما احتفالنا الآن إلا تمجيداً للجهود المبذولة من قبل أوائل الرجال السعوديين الذين فدوا الوطن بأرواحهم ودمائهم في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية والوصول بالأمة لأعلى مراتب الشموخ والعزة، وما زلنا نسير بخطى أجدادنا نحو رقي المملكة ورفع رايتها عالياً بين البلدان والأمم، لنجعل أجدادنا يفخرون بأبنائهم وأحفادهم.
ومن أبرز المنجزات التي نفخر بها جميعاً، ما تم إنجازه في قطاع التعليم، فبالعلم ترتقي الأمم، حيث يتم إنجاز التحول إلى التعليم الإلكتروني الرقمي، وشهد التعليم الأهلي مرحلة توسع ونمو، حيث حقق نمواً مطرداً في عدد من المدارس والجامعات الأهلية. وتم تطوير مناهج ابتكارية للتعليم الفردي لذوي الإعاقة، مع دمج الذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم، إذ يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم محاور تطوير التعليم والتدريب الإلكتروني. كما يعد الابتكار أحد العناصر الرئيسية التي تحرص عليها خطة التحول الوطني لاقتصاد المملكة العربية السعودية.
كما شهد قطاع الصحة تطوراً كبيراً، حيث حقق القطاع الصحي في عهد الملك سلمان العديد من الإنجازات، والتي يشهدها العالم أجمع، مثل تحسين جودة وكفاءة الخدمات الصحية وتسهيل الحصول عليها من خلال الاهتمام برقمنة القطاع الصحي، وإطلاق حزمة من التطبيقات مثل تطبيق صحتي وتطبيق موعد، وزيادة تغطية الخدمات لجميع مناطق المملكة، وتطوير للأنظمة الصحية، وإطلاق برنامج التحول الصحي بهدف ضمان استمرار تطوير خدمات الرعاية الصحية في المملكة من خلال التحول الشامل في القطاع وإعادة هيكلته ليكون نظاماً صحياً شاملاً وفعالاً ومتكاملاً.
كما شهدت الحوسبة السحابية في المملكة تطوراً كبيراً، حيث تعد ممكناً رئيساً للتحول الرقمي، والذي يعد واحداً من أهداف رؤية 2030. والتي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتحفيز الاستثمار والتسويق للفرص الاستثمارية والإسهام في جعل المملكة منطقة محورية، ومركزا لتبادل البيانات. حيث أصبحت البنية التحتية للاتصالات في المملكة من أفضل البنى التحتية على مستوى العالم، مما جعلها محط أنظار الاستثمارات العالمية الرقمية من أكبر الشركات المحلية والإقليمية والعالمية.
بالإضافة إلى التطور الكبير في مجال تمكين المرأة، حيث تم إدماج المرأة في التنمية الاجتماعية، أو ما اصطلح على تسميته في وثائق الأمم المتحدة المتعلقة بالمرأة بعملية التمكين. فكان نصيبها الكثير من القرارات والتعديلات التنظيمية والهيكلية، والتي زادت من تمكين المرأة من حقوقها وفتحت الباب لمشاركتها الفعالة في بناء مستقبل وطنها وتحقيق رؤية 2030 وأهدافها المستقبلية لغد أفضل.
ومن ضمن هذه الإنجازات حظر التمييز على أساس الجنس في الوصول إلى الخدمات، فأصبحت المرأة تقف على قدم المساواة مع الرجل سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من دون تمييز بينها وبين الرجل، وتم تشجيع ريادة الأعمال النسائية. فتم تعديل نظام العمل، لمنح مزيد من الحقوق للمرأة ووضعها على قدم المساواة مع الرجل. فتم توفير العديد من فرص العمل للنساء السعوديات، وأسندت لهن العديد من المناصب العليا في المملكة، وفتح المجال لعمل المرأة في كافة مجالات العمل المختلفة، بما فيه المجالات الأمنية والعسكرية والطيران والقانون والتقنية والصيانة والتجارة. بالإضافة إلى مشاركة المرأة في عضوية مؤسسات المجتمع المدني بكل أشكالها وأنواعها، وتم تعزيز مشاركة المرأة السعودية في إنتاج الفكر والفن والأدب. وتكريم الرائدات السعوديات في المجالات المختلفة. كما شهد تمكين المرأة في مجال التعليم والتدريب تطورات عديدة، حيث وجهت وزارة التعليم بتقديم عدد من البرامج التعليمية والتطويرية لتحسين بيئة المرأة العاملة في المجال التعليمي، حيث أعلنت ضمن البرنامج الوطني لتطوير التعليم إطلاق مبادرة تحسين الممارسات المهنية والتربوية لدى المعلمات، والبعد عن العزلة المهنية، وتقدّم مجموعة من المحاضرات والندوات وورش العمل للمعلمات في جميع مناطق ومحافظات المملكة. إلى غير ذلك من ملامح التطور والإنجازات، التي لا تحصى، والتي نشهدها ونحتفل بها كل عام، ونخطط ونصر على تنفيذ المزيد من الازدهار والتقدم والمجد لوطننا الغالي.
دام عزك يا وطن... وإلى المزيد من تحقيق الحلم.