أحمد الدليان
تحل علينا ذكرى اليوم الوطني لتجدد في قلوبنا مشاعر الفخر والاعتزاز بوحدتنا الوطنية الراسخة التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله. من خلال كفاح بطولي، استطاع توحيد أرجاء الوطن المترامية تحت راية واحدة، ونشر الأمن والاستقرار بعد فترة من الفرقة والخوف. لقد أسس الملك المؤسس نهضة المملكة ووضع الأسس الصلبة التي قامت عليها، مما جعلنا ننعم اليوم بالقوة والازدهار.
اليوم الوطني لبلادنا الحبيبة ليس مجرد يوم عابر في التاريخ، بل هو رمز خالد يمثل لحظة فارقة في سجل كفاح طويل قاده المؤسس ومن تبعه من ملوك هذه البلاد. هو إضاءة فريدة في تاريخنا، تستمر أجيالنا في استذكارها بفخر واعتزاز، لأنه يمثل بداية عهد جديد من الوحدة الوطنية الشاملة والتنمية المستدامة. نرى ثمار هذه الوحدة اليوم في كافة أرجاء المملكة، حيث يسود الأمن والأمان، ويعم الرخاء والتطور كافة المناطق، من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
في هذا اليوم المجيد، نحتفي بإنجازات ماضينا المجيد ونستشرف مستقبلنا الواعد، مؤمنين بأن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تمضي قدمًا نحو تحقيق رؤية طموحة تجعل من بلادنا نموذجًا رائدًا على المستويين الإقليمي والعالمي.
إن ذكرى اليوم الوطني تأتي لتجدد فينا التزامنا بتعزيز هذا الإنجاز العظيم في نفوس أبنائنا وبناتنا، خاصة في بيئتنا التعليمية. من خلال سرد قصة الكفاح والبناء التي قادها الملك المؤسس، طيب الله ثراه، وغرس معاني الوحدة والعطاء في قلوب طلابنا وطالباتنا، نواصل تعزيز روح الوطنية والانتماء لديهم. ويجب أن نروي لهم حكاية هذه النهضة التي بدأت بتوحيد البلاد واستمرت بتنفيذ مشروعات تنموية هائلة شملت كل رقعة من أرض المملكة، مما جعل بلادنا منارة في ميادين التقدم والحضارة.
وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، أصبحت المملكة رائدة على كافة الأصعدة، العربية والإسلامية والدولية، وقد تحقق هذا بفضل السياسات الحكيمة والتخطيط المستنير.
ولا شك أن رؤية المملكة 2030 تمثل حلقة جديدة في سلسلة الإنجازات الكبرى التي أرسى الملك المؤسس بنيتها الأساسية. فهذه الرؤية الطموحة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، هي تجسيد لحلم الأجيال التي تتطلع إلى تحقيق تنمية مستدامة وشاملة، تجعل من المملكة واحدة من أقوى الاقتصاديات العالمية. من خلال هذه الرؤية، نحلم ونحقق طموحاتنا في مجالات متعددة، بدءًا من الاقتصاد وحتى التعليم والصحة والبنية التحتية.
وقد ظهرت بالفعل بوادر هذه الرؤية على أرض الواقع في صورة مشروعات ضخمة، وصروح تعليمية وبحثية متقدمة، ومبادرات تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتحقيق الرفاهية لجميع المواطنين.
لقد بدأ حلم النهضة مع الملك عبدالعزيز، واستمر هذا الحلم عبر أجيال من الملوك الذين وضعوا خططًا تنموية متواصلة، إلى أن وصل إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يشرف على تنفيذ أكبر المشروعات التنموية والاقتصادية. هذه المشروعات لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل تمتد إلى جميع جوانب الحياة، من بناء بنية تحتية قوية إلى إنشاء صروح علمية ومعرفية تمتد عبر كافة مناطق المملكة.
في ظل هذه الرؤية، تتحقق أحلامنا، ونسعى جاهدين لتحقيق كل ما نصبو إليه. فاليوم الوطني لا يمثل مجرد ذكرى لتوحيد الوطن، بل هو تذكير دائم بأننا أمة تحلم وتحقق. نحقق ما نطمح إليه من تطور وازدهار في كل مجال، فالمملكة لم تعد فقط قوة إقليمية، بل باتت لاعبًا رئيسيًا على الساحة الدولية. من خلال الرؤية الطموحة 2030، نواصل بناء المستقبل على أسس متينة، مستفيدين من تراثنا المجيد، ومستخدمين أحدث التقنيات وأفضل الممارسات لتحقيق الريادة في كافة المجالات.
وفي كل خطوة نخطوها نحو المستقبل، نعلم أن الأساس الذي وضعه الملك عبدالعزيز هو ما نرتكز عليه اليوم. حلمنا يتحقق بفضل وحدتنا الوطنية، وسنظل على هذا العهد، نحلم ونحقق، جيلاً بعد جيل.