د.إبراهيم عقلاء المشيطي
تتمتع المملكة العربية السعودية بمكانة مرموقة على الساحة الدولية، وذلك بفضل ثقلها السياسي والاقتصادي ودورها الريادي في العالم الإسلامي. من الناحية السياسية، تعد المملكة قوة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، ولها دور محوري في حل النزاعات الإقليمية وتعزيز الاستقرار. كما أنها عضو فاعل في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين، مما يعزز من حضورها وتأثيرها على الصعيد العالمي. المملكة ، بكل ما تحمله من ثروات طبيعية هائلة، تعد بحق إحدى أهم الدول في العالم. ولكن، إذا أردنا الحديث عن الثروة الحقيقية لها، فلا شك أن الشعب السعودي هو المورد الأهم والأثمن الذي يقود البلاد نحو المستقبل المشرق. إن الشعب السعودي، بكافة فئاته وشرائحه، يتمتع بمجموعة من الصفات والخصال التي تجعل منه قوة دافعة لعجلة النهضة والتطور والازدهار في المملكة. أولاً، يتميز السعوديون بالولاء والانتماء لوطنهم، فهم فخورون بانتمائهم لهذه البلاد المباركة وحريصون على المحافظة على هويتهم الوطنية والإسلامية، ويفخرون بتراثهم وتاريخهم العريق.
الشعب السعودي يتمتع أيضاً بوعي ثقافي وتعليمي عميق، إذ بات التعليم أحد أهم الركائز لبناء مستقبل زاهر. هذا الوعي قد انعكس على تطور المجتمع السعودي في العقود الأخيرة، خاصة في المجالات العلمية والتكنولوجية الحديثة، مما جعل الابتكار والريادة أهدافاً رئيسية يسعى إليها الشباب. وهذا يتماشى مع ما قاله أمير الشعراء أحمد شوقي عن العلم: «العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيت العز والشرف». اليوم، يتطلع السعوديون إلى التفوق في مختلف المجالات بفضل الدعم الكبير الذي توفره الدولة. كما شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً في دور المرأة السعودية، حيث أصبحت شريكاً رئيسياً في التنمية الوطنية. زادت نسبة مشاركتها في سوق العمل والتعليم العالي، مما يعكس رؤية القيادة السعودية في تعزيز دور المرأة وإتاحة الفرص المتساوية للجميع. علاوة على ذلك، يتسم السعوديون بهمم كالجبال والطموح والتطلع إلى المستقبل كما ذكر سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان « همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر» وكما ذكر أيضا « الشباب هم الطاقة الحقيقية والقوة الحقيقية لتحقيق هذه الرؤية، وأهم ميزة لدينا هي أن شبابنا واعٍ ومثقف ومبدع ولديه قيم عالية»، فالسعوديون يؤمنون بأن بلادهم قادرة على المنافسة على الصعيد العالمي في مختلف المجالات. يتمتع الشعب السعودي أيضا بالقيم الأخلاقية والاجتماعية التي تعزز من ترابطه ووحدته. فالتمسك بالعادات والتقاليد الأصيلة يساهم في تعزيز الهوية الوطنية وتماسك المجتمع. كما أن روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع السعودي تجعل منهم قوة متماسكة قادرة على مواجهة التحديات والمساهمة في التنمية الشاملة . يلعب الشعب السعودي أيضًا دورًا حيويًا في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، والتي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. من خلال مشاركتهم الفعّالة في مختلف القطاعات التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتقليل الاعتماد على النفط، وذلك من خلال تشجيع الابتكار والمبادرات الريادية في القطاعات الحيوية كالصناعة والتكنولوجي او السياحة، يثبت السعوديون يومًا بعد يوم أنهم قادرون على قيادة التغيير والمساهمة في بناء مستقبل مستدام.
في الختام، إن الشعب السعودي بقيمه الأصيلة وطموحاته الكبيرة هو الكنز الحقيقي للمملكة. بفضل قيمه وثقافته ورؤيته المستقبلية، يساهم السعوديون في تعزيز مكانة المملكة على الساحة الدولية. إن الاستثمار في الشعب هو الاستثمارات الأكثر نجاحًا واستدامة، حيث إن القوة البشرية هي المحرك الأساسي لأي تقدم حضاري وتنموي. المملكة العربية السعودية، بقيادة حكومتها الرشيدة وشعبها الواعي والمثابر، قادرة على مواجهة التحديات وبناء مستقبل زاهر للأجيال القادمة. ومع استمرار الاستثمار في تنمية الموارد البشرية، ستظل المملكة غنية بأثمن كنوزها - شعبها الوفي والمعطاء.
***
- مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية