موسى بن عبدالله أبوعلوه
أرفع التهنئة إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وإلى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله - وإلى الشعب السعودي العظيم بمناسبة ذكرى اليوم الوطني 94 .
في هذا اليوم العظيم من العام 1932م جاء الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود، -طيّب الله ثراه - لتوحيد بلادنا المباركة تحت راية «لا إله إلا الله، محمد رسول الله» وإطلاق اسم المملكة العربية السعودية عليها بعد جهاد وكفاح استمر اثنين وثلاثين عاماً وضع خلالها قواعد راسخة لهذا البنيان العظيم وذلك على هدي من كتاب الله الكريم وسنة الرسول الأمين، عليه الصلاة والسلام، سائراً في ذلك على نهج أسلافه من هذه الأسرة المباركة أسرة آل سعود.
وقد نشأت آنذاك دولةً عظيمةً تزهو بتطبيق شرائع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية بكل وسطية واعتدال في كل أصقاع العالم ناشرةً السلام والخير باحثةً عن العلم والتطور في جميع المجالات سائرةً بخطى حثيثة نحو مستقبل أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع.
واليوم تمر بنا مناسبة اليوم الوطني ونحن نعيش واقعًا مشرقًا أرساه المؤسس الملك عبد العزيز -طيَّب الله ثراه - نستعيد مقولة هذا المؤسس العظيم وهو يقول: «أنا لست من رجال القول الذين يرمون اللفظ بغير حساب.. أنا رجل عمل إذا قلت فعلت وعيب علي في ديني وشرفي أن أقول قولاً لا أتبعه بالعمل وهذا شيء ما اعتدت عليه ولا أحب أن أتعوده أبدًا».
نعم كان صادق القول.. إذا قال عمل وإذا عمل أنجز.. كان صاحب مبدأ وصاحب منهج سار عليه أبناؤه من بعده متلمسين خطاه مع إضافة المزيد من الإنجازات التي تسجل لهم في التاريخ بمداد من ذهب حتى هذا العهد الزاهر الممثّل بمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -أيَّدهما الله - وفق خطط إستراتيجية طموحة، وفكر جديد ورؤية ثاقبة شابة يقود زمامها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -أيَّده الله - مقتحمًا كلَّ آفاق التنمية داخل المملكة، ومعزّزًا من مكانتها خارجيًّا، مؤكدًا على مقومات نجاحها وقيمتها السياسية والاقتصادية عالميًّا، وكما قال سمو سيدي ولي العهد: نسعى لتحقيق تطلعات ملك عظيم وشعب عظيم يسكن وطناً عظيماً اسمه المملكة العربية السعودية.
كما نشهد مرحلة تاريخية في عمر الوطن، اكتملت فيها الممكنات التي ننطلق بها إلى المستقبل، فقد حققت بلادنا منجزات كبرى، واستطاعت أن تعمل وتنجز على الكثير من المحاور، فعلى المستوى السياسي، تعد المملكة محط أنظار العالم لتشارك في صناعة مستقبل أكثر أماناً واستقراراً للعالم تسود فيه التنمية والرخاء، كما قادت المملكة العديد من الملفات الدولية للإسهام في إحلال السلام، كما تعمل المملكة على المستوى الاقتصادي؛ لإيجاد شركاء في تبنّي خطوط النقل الدولية وبناء تحالفات ذات نفع واستثمار على المستوى الإقليمي والدولي، وبما ينعكس على نمو وازدهار دول المنطقة والعالم.
وختاماً علينا جميعاً وبهذه المناسبة الوطنية الغالية أن نستذكر بفخر ما حققه الوطن من إنجازات عظيمة على مدى العقود الماضية، وأن نستشعر أن ذلك يتطلب منا جميعاً كمواطنين رجالاً ونساءً العمل بكل إخلاص على تعزيز أمنها وأمانها، وصيانة مقدّراتها وحماية مكتسباتها، والوقوف صفاً واحداً مع قيادتها للمُضي قدماً في طريق البناء والنماء وتحقيق التنمية المستدامة في ضوء رؤية المملكة 2030 سائلاً المولى عزَّ وجلَّ أن يحفظ بلادنا ويعيد علينا هذه الذكرى الغالية ونحن في أمن وأمان ونعمة وازدهار ورخاء في ظل مليكنا وولي عهده الأمين - حفظهما الله.
**
- باحث سياسي