طارق العبودي
تحتفل بلادنا الغالية بالذكرى الرابعة والتسعين لليوم الوطني المجيد. وتحل هذه الذكرى ووطننا الطموح يشهد نهضة شاملة في كل المجالات، وينعم فيه المواطنون والمقيمون بالأمن والأمان، ويكتب رجاله صفحات يدونها التاريخ.
تأتي ذكرى اليوم الوطني والوطن يسير بخطوات واثقة وحثيثة نحو تحقيق متطلبات رؤيته الطموحة 2030 التي لم تنس الشأن الرياضي بل عملت على تحقيق كل ما يحفز شباب الوطن ورياضييه وتعزز مكاسبه.
اليوم الوطني مناسبة غالية يعيد فيها الجميع استذكار ما شهدته المملكة العربية السعودية من تطور كبير وما قدمه ملوكها من أعمال وإنجازات وبناء حتى أصبحت في طليعة بلدان العالم ومقصد الكثير من الناس من مشارق الأرض ومغاربها.
إن القارئ لمسيرة هذا الوطن تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مع عضده وولي عهده رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان يعرف جيدا حجم الإنجازات التي تحققت والأرقام التي علت، وهي إنجازات وأرقام لا يمكن حجبها، أو المرور عليها، بل إنجازات تجبر المتابع على التوقف عندها وإنصافها، فالقطاع الرياضي حظي ويحظى بدعم متواصل من القيادة الرشيدة التي تؤكد في كل مرة اهتمامها الكبير بها وبممارسيها، وهو الدعم الذي سيحقق - بإذن الله - الاكتفاء الذاتي لدى الأندية. وسيسهم في تطورها وتطويرها، إضافة إلى إيجاد نظام حوكمة مالي وإداري ستكون معه الأندية قادرة على جذب المستثمرين بما يسهم بشكل كبير وفعال في زيادة مداخيلها المالية، ويوفر لها أرضاً خصبة للعمل، وتحقيق طموحات الشارع الرياضي ويخلق فرصا متكافئة للمنافسة بين الجميع وفي مختلف الألعاب.
وبهذه المناسبة بأسمى عبارات التهاني والتبريك لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ولكافة المواطنين سائلين الله - عز وجل - أن يديم على وطننا الغالي الأمن، والأمان، والتطور، والازدهار. .وكل عام وأنت يا وطن الخير بخير وأمن وأمان وازدهار.
بداية الرياضة السعودية
تعود بدايات الرياضة في المملكة إلى ما قبل 74 عاما، حين أنشئت أول إدارة مسؤولة عن الرياضة عام 1372هـ الموافق 1952م تابعة لوزارة الداخلية لتشهد بعدها تحولات كبرى سواءً على المستوى الإداري المؤسساتي أو النقلة النوعية في الجهات ذات العلاقة بها من بنى تحتيه وكوادر بشريه وصولًا إلى تمثيل المملكة في المنافسات الخليجية، والعربية، والآسيوية، والدولية.
بداية نشأة الرياضة السعودية كانت أهلية في طابعها، وهو ما ينطبق تقريباً على كل البلاد الأخرى، غير أنه ومع تطور مرافق الدولة السعودية، وتزايد الحاجة إلى التنظيمات الحكومية لبعض الأنشطة في البلاد، فقد كان من الضروري أن تكون هناك جهة حكومية رسمية تشرف على الأنشطة الرياضية وتنظمها، تجاوباً مع التطور الأهلي الداخلي المتمثل في ازدياد اهتمام السعوديين بالرياضة وخاصة وما نشأ عن ذلك من بعض الإشكاليات والخلافات، وتماشياً، مع حركة التطور العامة للبلاد، ومواجهة إمكانيات المشاركة الخارجية في المستقبل والتمهيد لها.
وعاما بعد عام بدأت الدولة في انشاء المرافق الرياضية والملاعب والادارات وزاد عدد الاتحادات الرياضية.
وبلغ اهتمام الحكومة بالرياضة ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الامير محمد بن سلمان - حفظهما الله - ، بدعمها لكل خطوات التطوير غير المسبوقة التي ترتكز على المبادرات الرياضية والشبابية؛ لتحسين جودة الحياة لدى كافة شرائح المجتمع وتحقيق أحد أبرز مستهدفات رؤية 2030، المشتملة على تحسين الرفاه البدني والاجتماعي وأساليب الحياة الصحية من خلال زيادة مستويات النشاط البدني بين السكان، وتحفيز الأفراد على العيش بأسلوب حياة أكثر صحة، وتعزيز مبادئ وقيم الرياضة، ورفع مستوى الأداء بطريقة تسهم في تحسين وتنمية البيئة الرياضية في المملكة.
كل هذا بخلاف الدعم المادي الكبير الذي بدأ يزداد منذ عام 2015م حينما امر خادم الحرمين الشريفين بدعم الاندية الرياضية بـ 10 ملايين ريال لكل نادٍ من أندية الدوري الممتاز وخمسة ملايين ريال لكل نادي من اندية الدرجة الاولى ومليوني ريال لبقية الأندية المسجلة رسمياً، ثم زاد الدعم اضعافا اضعافا وأصبحنا نسمع كل يوم خبراً جديدا يتعلق بتطوير الرياضة، ولعل ابرزها انشاء عدد كبير من الملاعب العالمية بطرز معمارية فريدة.
كيف تطورت الرياضة السعودية؟!
اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات تطوير غير مسبوقة في مجال الرياضة، وذلك بتركيزها على المبادرات الرياضية والشبابية؛ لتحسين جودة الحياة لدى كافة شرائح المجتمع وتحقيق أحد أبرز مستهدفات رؤية 2030، وتتمثل أهداف الرؤية في تحسين الرفاه البدني والاجتماعي وأساليب الحياة الصحية.
هذه الأهداف ستتحقق من خلال زيادة مستويات النشاط البدني بين السكان، وتحفيز الأفراد على العيش بأسلوب حياة أكثر صحة، وتعزيز مبادئ وقيم الرياضة، ورفع مستوى الأداء بطريقة تسهم في تحسين وتنمية البيئة الرياضية في المملكة.
مستهدفات المملكة في مجال الرياضة
سعيًا لخلق وعي رياضي وتهيئة مجتمع تسوده فعاليات النشاط البدني، حددت وزارة الرياضة مجموعة من الأهداف تنحصر في عدة محاور:
المحور الأول:
- زيادة نسبة الممارسات الرياضية والأنشطة البدنية، من خلال:
- تقديم برامج رياضية مبتكرة لتوسيع قاعدة الممارسين من فئات المجتمع كافة وتنمية قدرات وطاقات الشباب.
- توسيع قاعدة المدربين والمتطوعين في المجال الرياضي.
- تعزيز مشاركة ومساهمة المرأة السعودية في المجال الرياضي.
المحور الثاني:
خلق رياضة تنافسية عالية المستوى، من خلال:
- تمكين وحوكمة الهيئات الرياضية ورفع كفاءتها.
- تعزيز دور الإعلام الرياضي في ترسيخ ثقافة الرياضة ونشر مبادئها وقيمها.
- رفع مستوى الحضور والتمثيل السعودي في الساحات الرياضية الدولية.
المحور الثالث:
- تطوير كفاءة وجودة المنشآت والمرافق الرياضية، من خلال:
- تعزيز كفاءة إدارة المنشآت والمرافق الرياضية وتحسين بيئة الملاعب.
- حسن استثمار المنشآت الرياضية والشبابية للهيئة.
المحور الرابع:
- تعزيز الاستدامة المالية للقطاع ومساهمته في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال:
- إيجاد فرص وبيئة جاذبة للفعاليات والاستثمار في القطاع.
- تخصيص الأندية ورفع قدرتها التنافسية.
المحور الخامس:
- تطوير الأداء المؤسسي وترسيخ ثقافة التميز والمساءلة والشفافية، من خلال:
- تحسين كفاءة وإنتاجية الموظفين.
- رفع كفاءة البرامج والخدمات.
- ترسيخ مبادئ المساءلة والشفافية.
- تعزيز الشراكات مع القطاعات الثلاثة (الحكومي والخاص وغير الربحي) لدعم المشاريع والبرامج الرياضية.
بطولات وإنجازات
حققت الرياضة السعودية خلال الفترة الماضية انجازات تدعو للفخر، وتؤكد حجم الدعم والاهتمام وتكشف بوضوح وجلاء قيمة وأهمية ماتجده من القيادة، ويكفي من ذلك على سبيل المثال:
- تأهل المنتخب الأول لكرة القدم إلى المونديال العالمي في اخر نسختين «2018 و2022» وقطعه شوطاً كبيرا نحو التأهل لمونديال 2026.
- فوز فريق الهلال بدوري أبطال آسيا في نسختي 2019 و2021.
- وصول فريق الهلال الاول لكرة القدم إلى المباراة النهائية لمونديال الاندية وحصوله على المركز الثاني والميداليات الفضية، وضمانه المشاركة في مونديال الاندية 2025.
- نجاح المنتخبات السعودية والاندية في الألعاب الجماعية والفردية والفئات السنية كافة في تحقيق انجازات تاريخية لا تنسى، من بينها ارقام عالمية وبطولات قارية، إلى جانب وصول بعض الألعاب الفردية إلى بطولات العالم، وتحقيق ميداليات اولمبيه ودوليه في جملة من المشاركات، اضافة إلى ما حققته الاندية السعودية في الألعاب المختلفة من إنجازات كبرى في مشاركاتها المتنوعة، وهي إنجازات لم تكن لتتحقق لولا الله ثم ما تجده الرياسة من دعم.. وبحسب تصريح سمو وزير الرياضة الامير عبد العزيز بن تركي الفيصل: «لم تكن ألعابنا ستحقق نتائج ايجابية لولا الدعم الذي يحظى به القطاع الرياضي، من مقام خادم الحرمين الشريفين، ومتابعة واهتمام سمو سيدي ولي العهد، وتوفير كل السبل الممكنة لتحقيق المنجزات، وتشريف الوطن في مختلف المحافل الدولية والقارية».
ولعل النقلة النوعية التي شهدتها المنافسات الكروية السعودية بوجود عدد من كبار نجوم الكرة في العالم يعد انجازاً بحد ذاته وقف خلفه وبقوه سمو ولي العهد.
في العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان .. الرياضة والرياضيون يحظون
بدعم غير مسبوق في مختلف الأنشطة
تحل هذه الذكرى الغالية على الوطن والمواطنين، وسط استقرار شامل ومتكامل يرفل به هذا البلد الكريم بحمد الله، وتحل والوطن الغالي بقيادته الرشيدة يزهو بفخر، ويواصل النمو والتطور في كافة المجالات، ويعيش فيه الجميع بخير.
تأتي ذكرى اليوم الوطني والوطن يخطو حثيثاً نحو تحقيق متطلبات رؤيته الطموحة 2030 التي لم تنس الشأن الرياضي والترفيهي من أجندتها بل عملت على تحقيق كل ما يحفز شباب الوطن ورياضييه وتعزيز مكاسبه.
فالقطاع الرياضي يحظى دائماً بدعم متواصل واهتمام كبير من القيادة الرشيدة، وهو الدعم الذي بدأ - بعون الله وتوفيقه - يحقق الاكتفاء الذاتي لدى الأندية، وساهم في نشر الألعاب المختلفة، وأوجد نظام حوكمة مالية وإدارية، ستكون معه الأندية قادرة على جذب المستثمرين بما يسهم بشكل كبير وفعّال في زيادة مداخيلها المالية، ويوفر لها أرضاً خصبة للعمل، وتحقيق طموحات الشارع الرياضي، ويخلق فرصًا متكافئة للمنافسة بين الجميع وفي مختلف الألعاب.
المملكة وجهة للمتنافسين رياضياً
أصبحت المملكة العربية السعودية في ظل الاهتمام الكبير والمتواصل قبلة لكثير من المنافسات والمتنافسين على مستوى العالم.. وباتت الكثير من البطولات والمنافسات تجد لها أرضا رحبة، وتحظى بمتابعة واسعة، وجماهيرية كبيرة، بدءًا بنهائيات بطولات السوبر الإيطالي والإسباني والمصري والإفريقي، إلى جانب منافسات رياضية مختلفة وفي مسابقات متنوعة كالمصارعة والملاكمة والشطرنج وسباقات السيارات والدراجات، وكأس العالم للرياضات الإلكترونية، وغيرها من الألعاب الجماعية والفردية.
إن ما تقدمه القيادة الرشيدة للرياضة السعودية، ووقفاتها المستمرة مع القائمين عليها، وحرصها الدائم على أن تكون رياضتنا في القمة دائماً، قد أسهم في جعل المملكة محل جذب واهتمام من قبل المؤسسات الرياضية في الخارج، ومنها ما أعلن عنه الاتحاد الأسيوي لكرة القدم من توقيع اتفاقية شراكة عالمية مع شركة نيوم لتكون الشريك العالمي للاتحاد الأعوام الأربعة المقبلة، ومعلوم أن نيوم مشروع عالمي عملاق وهو أحد مشاريع رؤية المملكة 2030.
تمكين النساء من ممارسة
الرياضة والتنافس في ألعابها
حظي ملف الرياضة النسائية باهتمام كبير من القيادة الرشيدة من خلال الدعم والتشجيع وتنظيم المسابقات الرسمية في العديد من الألعاب.
ففي تحول تاريخي أصبحت الفتيات يتنافسن في دوري لكرة القدم وآخر للطائرة وثالث للسلة، وغيرها من الرياضات، وشكلت منتخبات وطنية للسيدات تخطى عددهن 25 منتخباً نسائياً في كل الألعاب تقريبا وكل لعبة تنتمي إلى اتحاد مستقل، إضافة إلى مشاركة المرأة الرياضية في العديد من المنافسات الفردية والجماعية محليا وخارجيا، وحصلت مجموعة من النساء على عضويات مجالس إدارات الاتحادات واللجان والأندية.
الرياضية النسائية ولدت في عهد هذه القيادة الحكيمة حيث كانت الانطلاقة الحقيقية والفعلية بقرار تاريخي عام 2018م بالسماح للعائلات بحضور المناسبات الرياضية وهذا القرار كان بمثابة انطلاقة هذا الملف.
وذكرت وزارة الرياضة في تقرير سابق لها تحت مسمى «أبرز أرقام رياضة المرأة» جاء فيه: «في المملكة اليوم أكثر من 205 مجموعات رياضية نسائية وهذه المجموعات متنوعة ما بين الرياضات المختلفة وليست مقتصرة على رياضة واحدة، ما يعزز ويقوي مستقبل الرياضة النسائية في المملكة التي تشهد إقبالاً كبيراً من بنات الوطن، ويزداد هذا الإقبال يوماً بعد الآخر».
هذا التوسع الكبير للرياضة النسائية لم يكن سيأتي دون اهتمام القيادة ودعمها الكبيرين علاوة على جهود سمو وزير الرياضة والذين يبذلون الغالي والنفيس من أجل رفعة اسم الوطن الغالي.
بقرار تاريخي.. افساح المجال للقطاع
الخاص للمساهمة في خدمة الرياضة
من منطلق بناء قطاع رياضي فعّال ومتميز، وتمكين القطاع الخاص من المشاركة والمساهمة في هذا البناء، أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظه الله - مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية؛ سعياً لتحقيق قفزات نوعية لرياضة المملكة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ويضم المشروع مسارين رئيسيين، الأول استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية لها، والثاني هو طرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص.
المسار الأول:
شمل أندية الهلال النصر الاتحاد الاهلي بتحويلها إلى شركات يكون كل منها مملوكًا من قبل صندوق الاستثمارات العامة ومؤسسات رياضية غير ربحية لكل نادٍ.
كما تضمن أيضا تحويل 4 أندية إلى شركات، ونقل ملكية هذه الشركات إلى جهات تطويرية تنموية على النحو التالي:
1 - نادي القادسية لشركة أرامكو السعودية.
2 - نادي العلا للهيئة الملكية لمحافظة العلا.
3 - نادي الدرعية لهيئة تطوير بوابة الدرعية.
4 - نادي الصقور سابقاً نيوم حالياً لنيوم.
يُشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أطلق اليوم مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بعد اكتمال الإجراءات التنفيذية للمرحلة الأولى.
المسار الثاني:
بالتنسيق مع المركز الوطني للتخصيص، طرح ستة أندية رياضية للتخصيص أمام المستثمرين المحليين والدوليين، وهي: (الزلفي، النهضة، الأخدود، الأنصار، العروبة، الخلود).. على أن يتبع ذلك استكمال طرح بقية الأندية الثمانية تباعاً، وهي: (الشعلة، هجر، النجمة، الرياض، الروضة، جدة، الترجي، الساحل).
تأتي هذه الخطوة تماشياً مع الجهود الرامية لتحقيق الأهداف الجوهرية لمشروع الاستثمار والتخصيص للأندية، والتي تتمثل في توفير بيئة جاذبة للاستثمار في الرياضة، إضافة إلى رفع مستوى الحوكمة الإدارية والمالية في الأندية الرياضية، وتطوير البنى التحتية، بما ينعكس على تحسين تجربة الجماهير، كما يجسّد المشروع حرص وزارة الرياضة على تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، وتهيئة البيئة المناسبة للأندية الرياضية لتصل إلى الاستدامة المالية، وأعلى درجات الاحترافية.
تأكيداً لأهمية قطاع الرياضة وما يحظى به من
دعم كبير .. تحويل الهيئة العامة إلى وزارة
في عهد خادم الحرمين الشريفين تم تحويل الهيئة العامة للرياضة، إلى «وزارة الرياضة»، وهو القرار الذي وصفه سمو وزيرها الأمير عبد العزيز الفيصل: «بالقرار التاريخي الذي يمثل مرحلة مهمة نحو تنفيذ وتطبيق رؤية المملكة 2030، وهو ما يجعلنا جميعاً أمام تحدٍ جديد للمضي قدماً في تحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة التي تضع هذا القطاع ضمن أهم أولوياتها بتفعيل دور شباب وفتيات هذا الوطن الغالي في صناعة مستقبل الرياضة بالمملكة ووضعها في مقدمة الركب».
يأتي القرار ليؤكد أهمية الرياضة وما تحظى به من دعم من قبل حكومة خادم الحرمين، وهو قرار يضيف الكثير إلى وزارة الرياضة ويجعل سمو وزيرها عضواً في مجلس الوزراء، مشاركاً في صناعة القرار وسرعة اتخاذ ما يخص القطاع الرياضي وينعكس على الرياضة والأندية والمنافسات، وهو ما لمس الجميع آثاره الإيجابية خلال الفترة التي تلت اتخاذ القرار.
في السعودية فقط.. «الأحلام» تتحول
إلى « واقع» .. تنظيم المونديال مثال
في الماضي القريب، وتحديداً قبل سنواتٍ قليلة جداً لم يكن أحد يفكر أو حتى يحلم مجرد حلم بأنه سيأتي يوم من الأيام تنظم فيه المملكة العربية السعودية بطولة كأس العالم، وتجمع أعتى وأقوى وأشهر المنتخبات على أراضيها لتتنافس في ملاعبها.
لكن بالعزيمة والرغبة والإرادة والثقة وقبلها - توفيق الله عز وجل -، ثم الدعم الكبير واللامحدود من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أعلنت المملكة تقديم ملفها لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، وفق خطة شاملة يتم فيها تسخير الإمكانات والطاقات كافة لتوفير تجربة رائعة وغير مسبوقة لإسعاد عشاق كرة القدم في هذا الحدث العالمي بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت في استضافة المملكة للعديد من الأحداث والفعاليات الرياضية العالمية.
وفي هذا الصدد، أكد سمو ولي العهد - حفظه الله - أن رغبة المملكة في استضافة كأس العالم 2034 تعد انعكاسًا لما وصلت إليه - ولله الحمد - من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزًا قياديًا وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم.
وأبان سموه أن نية الاستضافة تأتي تأكيدًا على الجهود الواضحة والكبيرة التي تقوم بها المملكة في نشر رسائل السلام والمحبة في العالم، والتي تعد الرياضة أحد أهم وأبرز أوجهها، كونها وسيلة مهمّة لالتقاء الشعوب بمختلف أعراقهم وتعدد ثقافاتهم، وهو ما دأبت المملكة على تحقيقه في مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي.
وتعد الرياضة رافدًا أساسيًا لنمو الاقتصاد وازدهاره، حيث تحرص المملكة على الاستثمار الأمثل في القطاع الرياضي من خلال العمل المستمر على تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، بما ينعكس على مستويات جودة الحياة لمواطني المملكة والمقيمين على أراضيها، وتوفير تجربة رائعة غير مسبوقة لعشّاق كرة القدم في العالم في عام 2034.
وكانت المملكة قد نجحت باستضافة أكثر من 100 حدث رياضي دولي منذ عام 2018 في مختلف الرياضات مثل كرة القدم والسيارات والجولف والرياضات الإلكترونية والتنس والفروسية والملاكمة والمصارعة وغيرها، كرّست من خلالها مكانتها كإحدى أبرز الوجهات الرياضية العالمية.
من أجل الحدث العالمي الكبير .. 15 ملعبا عالمياً بطرز معمارية وهندسية فريدة
ولأن كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى والتي تشهد مبارياتها حضوراً جماهيرياً كبيراً وتحظى بمتابعة اعلامية واسعة من خارج الحدود، فقد شهدت السنوات الماضية تطورا هائلاً في المنشآت الرياضية والملاعب لتنتقل من مرحلة الملاعب الترابية في البدايات إلى منشآت عالمية مبهرة.
وتزامناً مع استضافة المملكة لأكبر حدث على مستوى العالم في كرة القدم والمتمثل بكأس العالم 2034، فقد حرصت حكومة خادم الحرمين على تطوير وتحديث وتحسين جودة الملاعب، بل وأعلنت عن انشاء ملاعب جديدة بطرز عالمية فريدة.
وتشمل القائمة انشاء استاد المربع الجديد في الرياض بسعة استيعابية تزيد على 45 ألف مقعد وإنشاء ستاد الملك سلمان الدولي وكذلك انشاء ملعب المربع الجديد واستاد الأمير محمد بن سلمان وستاد روشن وستاد جنوب الرياض إلى جانب تحديث وتحسين وتطوير «ملعب مدينة الملك فهد الرياضية وملعب جامعة الملك سعود وملعب مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية.
وكذلك انشاء استاد الدمام الجديد «أرامكو» بطاقة استيعابية تتجاوز 45 ألف، وتحسين استاد مدينة الملك عبدالله الرياضية بجدة «الجوهرة» الذي يستوعب 60 ألف متفرج، بالإضافة إلى استاد وسط جدة الذي يتسع لـ 45 ألف متفرج،، وكذلك انشاء ملعب مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدة وستاد ساحل القدية. كما تم الاعلان عن بناء استادات رياضية في نيوم وأبها. وسيتم تحديث ستاد جامعة الملك خالد في ابها، ليصبح عدد الملاعب التي ستحتضن مباريات المونديال 15 ملعبا بخلاف ملاعب التدريب.