عبد العزيز الهدلق
تساؤلات بدأت تظهر على السطح منذ نهاية كأس السوبر السعودي، ثم فوز الهلال على الاتحاد (3/ 1)، تدور حول محور واحد وهو لماذا الهلال فارق عن أندية الاتحاد والنصر والأهلي رغم أن هذه الأندية تنتمي جميعاً لصندوق الاستثمارات العامة؟! وهو تساؤل خاطئ من الأساس. فاستحواذ صندوق الاستثمارات العامة للأندية الأربعة لا يعني إطلاقاً أن تكون هذه الأندية متطابقة تماماً في القوة! فالهلال فارق بشكل كبير قبل مرحلة استحواذ الصندوق، واستمر تفوقه بعد الاستحواذ. ولا يمكن أن يكون الاستحواذ سبباً في جعل الفرق الأربعة نسخة طبق الأصل. فتماثل الدعم، والاهتمام قائم، ولكن الفارق هو نوعية عمل مجلس إدارة شركة النادي. ففي الهلال هناك نوعية عمل مختلفة، قائمة على نجاح مستمر لعمل متراكم عبر سنين. فيما أندية النصر والاتحاد والأهلي عانت كثيراً خلال السنوات الماضية، وواجهت عثرات إدارية ومالية كبيرة وعميقة. وواجهت هذه الأندية حجماً هائلاً من الديون بسبب عشوائية العمل الإداري، إلى درجة أن الاتحاد أوشك على الهبوط موسم 2018، فيما هبط الأهلي فعلاً موسم 2021. أما النصر فكان يقاوم ويحاول التماسك والمنافسة ولكن العمل الإداري والإنفاق المالي لم يكن رشيداً، فقد كانت الديون تتراكم، من إدارة لأخرى، وكلما جاء مجلس إدارة وجد أمامه تركة ثقيلة من الديون عليه التعامل معها أولاً قبل أن يتعامل مع مشاكل الفريق الكروي. وكانت وزارة الرياضة تتدخل مشكورة بتسديد الديون. إسهاماً منها في علاج أوضاع تلك الأندية، ومساعدة مجالس إداراتها في العمل، ولكن النهايات دائماً تكون محبطة، فترحل إدارة وتأتي أخرى لعل وعسى. حتى وصلت مرحلة استحواذ الصندوق فتغيَّرت طرق وأساليب المعالجة لتلك الأوضاع. من خلال نظام المؤسسة غير الربحية، وشركة النادي، وتشكيل مجلس إدارة الشركة، وتعيين كفاءات وخبرات أجنبية في الأندية.
ففي الهلال كان تطبيق تلك التنظيمات انسيابياً، لأن النادي كان يُدار منذ سنوات طويلة بفكر الشركات، وكان يحقق موارد مالية كبيرة، ويحقق فائضاً في الميزانية يصل إلى نصف مليار ريال ويتصاعد سنوياً. أما في بقية الأندية فلم يكن تطبيق التنظيمات مقبولاً، فقد كان هناك مقاومة ضد الرئيس التنفيذي الأجنبي، وظهر ذلك في تصريح لأنمار الحائلي عندما أحال إجابة سؤال وجهه له الإعلام لمن سماه «الخواجه»! ولم يدرك الكثير مغزى الحائلي من ذلك، فيما تفجّرت في نادي النصر مشكلة جويدو، وتمت محاربته جماهيرياً وإعلامياً، لأن الثقافة السائدة والمتجذرة لم تقبل فكرة أن يكون الرئيس التنفيذي صاحب صلاحيات، ولم تقبل أن يكون رئيس مجلس الإدارة حاله كحال باقي أعضاء مجلس الإدارة، فالثقافة السائدة والقديمة تفرض أن يكون رئيس مجلس الإدارة هو الرجل الأول في النادي وهو الآمر الناهي، وصاحب الرأي الأول والوحيد. لذلك ابتعد إبراهيم المهيدب بحجة عدم امتلاكه صلاحيات. لأنه جاء على اعتبار الفكر القديم وأن رئيس مجلس الإدارة يملك كل الصلاحيات. ولم يجد ذلك متاحاً ففضَّل الرحيل. وحظي بتأييد واسع من المدرج والإعلام الأصفر.
وهذا الفهم الخاطئ القائم على الجهل بأنظمة شركات الأندية ومجالس إداراتها، هو الذي لم يحقق لهذه الأندية الاستقرار المطلوب حتى الآن، وهو الذي جعل السؤال الافتراضي «عنوان هذه المقالة» يظهر . لماذا الهلال فارق رغم أن كل الأندية تنتمي لمالك ومستحوذ واحد؟!
زوايا
* قبل مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة انقسم الجمهور بين فريقين بشأن العنصر الأجنبي الذي يجب أن يشارك، هل هو لودي مقابل استبعاد ليوناردو، أم العكس، ولكل فريق وجهة نظر تحترم. ولكن خيسوس فعل ما لم يخطر على بال الجميع، حيث أشرك الاثنان واستبعد كوليبالي. وأكد هذا العبقري أنه يأتي بحلول وأفكار مبتكرة ولا تخطر على بال أحد. ونجح في ذلك نجاحاً باهراً.
* هتافات صغار المشجعين من الصبية والمراهقين بأهازيج «هاتوا الهلالي» في الملاعب لا يمكن أن تحسب على المدرج الذي انطلقت منه. فأكثر من هتف بها هو أكثر من تلقى هزائم مؤلمة بعدها.
* بعد الهزيمة الثامنة صمت بعض إعلام الاتحاد واعترف باستحقاق الخسارة أمام الهلال. وأيقن أن المكابرة واختلاق الأعذار يضر بفريقه!
* بعض إعلاميي الاتحاد شنَّوا هجوماً على مدرب فريقهم لوران بلان ليس على أخطاء أو قصور فني في المباراة ولكن على إشادته بالهلال بعد المباراة.
* خروج سعود عبدالحميد من الهلال ضمن مشروع احتراف اللاعب السعودي خارجياً جعل مشاركاته لا تتجاوز دكة البدلاء! بعد أن كان يشارك مع نخبة اللاعبين في العالم ضمن فريق الهلال، وحقق الموسم الماضي رقماً قياسياً عالمياً في عدد المباريات التي لعبها. الوضع الحالي يهدِّد مستقبل سعود مع الكرة!