د. زايد الحارثي
من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد المملكة العربية السعودية أن احتوت على أفضل وأعظم المقدسات في العالم في مكة المكرمة والتي تهوي إليها أفئدة المسلمين كافة في العالم في كل ساعة وحين، وكذلك المدينة المنورة مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ومن فضل الله على هذه البلاد أن حباها بقادة يعرفون عظم المسؤولية نحو حراسة وتعظيم الحرمين الشريفين وخدمتها بما يليق بها حتى أن ملوكها تشرفوا بتلقيب أنفسهم بخدام الحرمين الشريفين ويا لها من خدمة ويا لها من شرف.
ومن نعم الله عز وجل أن أوجد في أرض هذا الوطن الثروات الطائلة التي سخرها ولاة الأمر في الأولويات لخدمة الحرمين الشريفين والتي أصبحت مثلا في العطاء والتطوير والتسهيل لمن يقصدها وزاد على هذه النعم في هذه البلاد ما حباها الله به من ثروات ظاهرة وكامنة وتنوع في المناخ والطقس حتى أصبحت السياحة فيها تنافس أكبر الدول استقطابا للسياحة.
ومن نعم الله لهذه البلاد أن سخر ولاة الأمر الكثير والكثير من مصادر الدخل لاستثمارها في أمن وصحة وتعليم المواطن وهي مقومات تتجاوز كل الاحتياجات والتطلعات لكثير من الناس في كثير من الدول والمجتمعات بل تجاوزت تلك المشاريع التنموية وتلبية الاحتياجات الوطنية إلى الإنسان في العالم، والمسلم أولا، ولما حلت بالعالم كارثة الكورونا برهنت قيادة هذا الوطن على قيمة الإنسان عندها، فتصدت لها بكل ما تملك من ثروة وامكانيات، وكان خادم الحرمين الشريفين مثالا في إيلاء المواطن بل وحتي المقيم الأهمية القصوى في ذلك حين رفع شعار (الإنسان أولا) سياسة وتطبيقا حتى زالت الغمة ونعم المواطن والمقيم بالأمن النفسي والصحي، وفي نفس السياق تولي ويتولى سمو ولي العهد الأمير الملهم محمد بن سلمان تعزيز وتعظيم الاهتمام بالمواطن وسعادته وأمنه في كل المجالات حاضرا ومستقبلا.
إن ما سبق من أمثلة فيما أنعم الله به لهذه البلاد من نعم تستلزم استحضارها في كل ساعة وحين لشكر الله أولا ثم لولاة الأمر، وما يقومون به لهذا الوطن والمواطن وهي دروس تستلزم الوقوف عندها وعند غيرها الكثير والكثير لحث النفس والآخرين على القيام بالواجب والمشاركة في تحمل المسؤولية؛ لتحقيق أهداف التنمية والمحافظة على المكتسبات، ومن أهمها الأمن ورغد العيش فنحن مطالبون في يوم الوطن بترجمة هذا الواجب إلى سلوك ومسؤولية وولاء ووفاء.