محمد بن عبدالله العمري
ونحن نحتفل بمرور 94 عاماً على إعلان هذه الدولة السعودية الثالثة المباركة فلا بد أن نستذكر ونُذكِّر أبناءنا وبناتنا بأن عمر الدولة السعودية منذ تأسيسها (الأولى والثانية والثالثة) قد تجاوز الـ 300 عام وفي نفس الوقت لا بد أن نُذكرهم بأن ما نحن فيه من تطور مذهلٌ في كل جانب (علمياً كان أو تنموياً، اجتماعياً كان أو تنظيمياً، تقنياً أو خدمياً أو طبياً أو في أي مجال آخر) لم يكن عمره كما هو لدى دول في الغرب أو الشرق ولم يكن عمره كما كان في دول إقليمية وعربية مجاورة (كان جيلنا يرى تلك الدول الإقليمية قبل ما لا يزيد على 40 عاماً أو أقل تسبقنا بمراحل)، بل كنا نتمنى أن نتطور مثل لندن والقاهرة وباريس وبيروت وواشنطن وبغداد ودمشق وغيرها.
لذا أقول: علينا جميعاً أن نعلم أبناءنا وبناتنا والجيل الحالي والأجيال المقبلة بذلك، بل نعلمهم أننا وحتى 40 سنة ماضية كنا نستورد كل شيء وعلموهم أن الأطباء وقائدي الطائرات والممرضين والمهندسين والمقاولين وغيرهم كانوا من الخارج وكان السعودي يُعد عملة نادرة.
علموهم أننا وفي بحر سنوات بسيطة أصبحنا قبِلة العالم في تطويع التقنية على الخدمات للمواطن والمقيم ومثالاً للأمن المطلق ومثالاً واقعياً على الإنجاز في كل مجال.
علموهم أن طريقاً مثل طريق الملك فهد والعليا بالرياض وطريق الملك عبدالعزيز في جدة وطرق رئيسة في مدننا السعودية المختلفة لم تبلغ من العمر إلا 40 أو 30 سنة فقط وليست مثل لندن وباريس وواشنطن وفرانكفورت وغيرها التي يزيد عمرها على مئات السنين وبنفس حالتها.
علموهم أن الأمن الذي نعيشه كشيء مُسَلَّم يراه الآخرون غريباً وغريباً جداً ونحن نراه واقعاً نعيشه يومياً، وعلموهم بلغتهم أن هناك مقطعاً في اليوتيوب اسمه (مذيعة بريطانية تبكي) لمذيعة قناة BBC البريطانية عند زيارتها لمدينة جدة وصعودها لأعلى بيت نصيف ثم دخلت في موجة بكاء حيث اندهشت وأدهشت العالم عندما سمعت جمال الأذان للصلاة وكيفية إغلاق المحلات (بشرشف عادي) للذهاب للصلاة وبأمان تام لا يخشى البائع أن يُسرق محله، وتلك والله نعمة لا ينعم بمثلها إلا القلة القليلة.
علموهم أن أطباءنا موجودون في معظم مستشفيات العالم وبتميز، وعلموهم أن قائدي الطائرات والمهندسين والتقنيين لدينا سعوديون.
علموهم أن الله حبانا بقيادة واعية وحكيمة ومؤثرة على جميع المستويات المحلية والاقليمية والعالمية ومن خلال حكمتهم وتخطيطهم ورؤيتهم ووضوح الهدف لرؤية عظيمة اسمها 2030 فقد أصبحنا قِبلة للاستثمارات العالمية والرياضية والتقنية والطبية وغيرها وذلك بتوفيق الله ثم بحكمة مولاي خادم الحرمين الشريفين وتخطيط سيدي سمو ولي عهده الأمين حفظهما الله وسدد خطاهما وعلموهم أهمية الدعاء بالرحمة والمغفرة وطلب الفردوس الأعلى لمؤسس هذه الدولة المباركة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وجعله في الفردوس الأعلى من الجنة ووالديه وذريته إلى أن تقوم الساعة.