علي الخزيم
= العَجَاج مُزعج مُربك يُبعثر الأشياء؛ وإذا أثار الغبار فهو قد يُظلل ويُتوّه عن الطريق القويم، وتقول العرب (رجُلٌ عَجَاج): أي إنه من رعَاعُ الناس وغَوْغَائهُمْ؛ وواحده: عَجَاجَةٌ! وقد يماثله مَعنىً (إمَّعَة) أي ضعيف الشخصية قليل الرأي أمام الآخرين؛ فيتبع هذا ويُقلد ذاك دون تفكير وتعمّق؛ ولا يَثبُت على طريقة لتذبذب آرائه وميوله؛ فلا قاعدة راسخة عنده؛ ولا أفكار مستقيمة تقوده للأفضل؛ فمزاجه واختياراته تنقاد لمجرد مشاهداته وما يصنعه الآخرون حتى وإن كان صنيعهم شاذاً مُنافِراً لما تَوافَق عليه مجتمعهم وأقرَّته سلوكياتهم وثقافتهم الاجتماعية.
= مثال يُقرّب الصورة وهو مُشاهَد بكثرة بوقتنا الراهن بالأسواق وعلى شاشات التلفزة حين اللقاءات الكروية؛ تلكم هي قصات الشعر الخارجة عن المألوف؛ وهي بغالبها مُنفّرة مُقززة وتسمى باللغة العربية (القَزَع): وهو حلاقة بعض شعر الرأس وترك بعضه؛ أو حلاقة مواضع متفرقة من الرأس، وهو بالمُجمَل غير مرغوب، وإنك لتعجب كيف أن شاباً يصنع ذلك دون تمَعّن وتأمل بصورته بعد الحلاقة، غير أنه مُقلِد للآخرين على خطئهم فهو مِمّن (طاروا بالعَجَّة) ليس إلَّا.
= الصور والرسوم باتت وسيلة مهمة من وسائل الإيضاح والتعليم وتيسير إيصال المعلومة لذهن الطفل؛ ودرجَت بمسارب حياتنا لدرجة الشعور بعدم القدرة على التخلي عنها بأي حال، غير أن استخدام بعض الشباب والمراهقين لأصناف وأنماط من الرسوم والصور بطرق مُخلّة بالذوق العام وأحياناً مناقضة للمعتقدات الإسلامية: هو محل نظر يُلزم الشاب العودة للتفكر بما يرتديه من ملابس ويقتنيه من أجهزة تحمل مثل تلك الصور والرسوم والكتابات المخالفة.
= يبدو واضحاً أن فئة عريضة من الشباب والمراهقين ينظرون إلى تلك الملابس بما عليها من صور ونقوش وعبارات جاءت من ثقافات مغايرة لديننا وثقافتنا العربية الإسلامية أنها تمثل لديهم النهج المتمدن المتحضر دون وعي كامل بآثارها المدمرة على المدى الطويل؛ علاوة على ما خلفته الآن من أثر على كثير من عقول الصغار الذين يعتقدون أن مَن هُم أكبر منهم أعرف بالصحيح السليم من الخطأ المكروه؛ وكان يجب على شبابنا بدلاً من استعراضهم بتلك الرموز والصور المُنكَرة الانتصار لدينهم وثقافتهم وعاداتهم الحميدة بكل شجاعة وثقة بأنهم الأفضل.
= الشواهد من خلال المنتديات العالمية والمؤتمرات الطبية والمسابقات الفكرية والحاسوبية الإلكترونية والتسابق بالرياضيات والذكاء الاصطناعي؛ وكذلك بمجال التنافس الكروي والرياضة المتعددة؛ وغيرها كثير يصعب حصره هنا: أثبت شباب المملكة العربية السعودية من الجنسين أنهم محل الثقة وموئل المستقبل وصناع المجد بعون الله! فلماذا لا يكونون حصناً منيعاً دون دينهم ومعتقداتهم وثقافتهم وموروثهم الأعلى؟ فكيف نُقلد من يَعتَز بباطله وظلاله ويدافع عنه؛ ونحن ـ بلا ريب ـ الأحق باتباع الحق والمنافحة عنه.
= لائحة المحافظة على (الذوق العام) بالمملكة تُعرّفه بأنه: (مجموعة السلوكيات والآداب المُعبّرة عن قِيَم المجتمع ومبادئه وهُويّته، بحسب الأسس والمقومات المنصوص عليها في النظام الأساسي للحكم)، و(الأماكن العامة) هي: المواقع المتاح ارتيادها للعموم مجاناً أو بمقابل؛ واللائحة تسري على كل من يرتادها، فيجب عليه إذًاً احترام القِيَم والعادات والتقاليد والثقافة السائدة في المملكة.