د. محمد بن أحمد غروي
الملايين من مواطني وسكان المملكة احتفلوا ولا زالوا باليوم الوطني 94؛ تخليداً لذكرى توحيد المملكة التي أسسها جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله -.
ولقد سجل اليوم الوطني التاريخ الذي تغير مجراه مع مولد بلادنا بعد ملاحم البطولة وانتصارات قادها المؤسس على مدى اثنين وثلاثين عاماً بعد استرداده لمدينة الرياض عاصمة ملك أجداده وآبائه.
وبعد توحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، اختار الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه - 23 سبتمبر 1932 يوماً لإعلان قيام المملكة العربية السعودية.
هناك مئات الآلاف من المواطنين خارج الوطن في عيده الرابع والتسعين زادهم الشوق لاستذكار التاريخ مع أبنائهم وهم ينتظرون اليوم المجيد متابعين وسائل التواصل، ويرون الفرحة في عيون أقرانهم وذويهم بما منّ الله على هذه البلاد من نعمة الرخاء وما منّ الله عليها من أبناء بررة ماضين على نهج المؤسس، وفق رؤية طموحة ومستقبل زاهر بسواعد سعودية شابة تعانق السماء بتطلعاتها وآمالها تحت راية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -.
لا يشفى نهم الفرحة بهذا العيد المجيد بمتابعة شاشات التلفاز ولا منصات التواصل، غير أن حفل اليوم الوطني الذي تقيمه سفارات خادم الحرمين الشريفين لدى عواصم العالم ليلتقي فيه الصغير والكبير، الطالب والموظف، والسلك الدبلوماسي، ويشارك فيه وزراء ورؤساء دول وسفراء الدول العربية والإسلامية والصديقة ليشاركونا فرحتنا وتاريخنا المرصع بالأمجاد على صفحات التاريخ.
اليوم الوطني في الخارج هو فرصة للتعريف بثقافتنا وتاريخنا وعاداتنا وانجازاتنا، وهو نقطة تلاقٍ مع الجالية السعودية في الخارج. فبمشاركتي في حفل اليوم الوطني في ماليزيا لسنوات، أجد أن الجهد الملموس في الإبداع والابتكار والتغير بدأ من المقاطع التعريفية عن المملكة واليوم الوطني وانبهار الضيوف الأجانب بالإنجازات المتوالية عامًا بعد عام، وهي فرصة للتعارف مع أشقائنا العرب والمسلمين الذين شاركونا فرحة اليوم الوطني، كما أنها فرصة لزرع حب الوطن في أبناء الجالية الصغار الذين جارت عليهم ظروف الغربة ومع ذلك ترى في أعينهم فرحة اليوم المجيد وزهوها بلباس الوطن التقليدي.
الأصدقاء الأجانب يتسابقون لالتقاط الصور مع المواطنين بالزي السعودي كيوم عرس متسائلين عن نيوم ومشاريع البحر الأحمر والمربع واخر استعدادات اكسبو وكأس العالم والتطور الذي يسابق الزمن، متذوقين القهوة السعودية وأنواع المأكولات التي قد رأوها لأول مرة في حياتهم مشاركين عروضنا السعودية ورقصاتنا الشعبية.
رغم بُعد المسافات، نحن لوطننا وأرضنا وتاريخ بلادنا. واحتفال اليوم الوطني في الخارج نقطة تواصل عالمية.