هناء الحمراني
تحت رعاية ودعم سمو ولي العهد محمد بن سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، أطلقت القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة والتي نظمت في العاشر من سبتمبر لعام 2024 واستمرت لمدة ثلاثة أيام حافلة بالكثير من الإنجازات السابقة، والحالية، والشراكات المستقبلية مع مختلف القطاعات بهدف رفع القدرات البشرية في مجال الذكاء الاصطناعي، واستثمار إمكانياته لتحقيق خير البشرية، واختتمت القمة أعمالها بثمانين اتفاقية ومذكرة تفاهم محلية ودولية.
وقد تم التأكيد في هذه القمة على أهمية أن يكون لدى الجميع الفرصة للتعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، فكانت القمة بحق للجميع، من خلال إبراز العديد من المبادرات الوطنية لتحقيق هذا الهدف السامي، والذي يعد أحد مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، لتتنوع المبادرات التي أطلقت لتعزيز القدرات البشرية في هذه القمة، مستهدفة عامة المواطنين، وتركيز على بناء قدرات مميزة في هذا المجال.
ومن هذه المبادرات مبادرة «سماي» التي أطلقها معالي وزير التعليم ومعالي رئيس سدايا، بالتعاون مع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لتمكين مليون سعودي من التفاعل مع عالم يقوده الذكاء الاصطناعي، وضمان مستقبل تعزز فيه التقنية الإمكانيات البشرية. تؤهل مبادرة «سماي» مليون سعودي بالمعرفة والمهارات اللازمة لاستغلال القدرات التحويلية للذكاء الاصطناعي من خلال التثقيف بالذكاء الاصطناعي واستخداماته وأخلاقياته، والتدريب على المهارات والأدوات اللازمة لدمج الذكاء الاصطناعي في الأعمال.
وإلى جانب جهودها في دعم طلاب المرحلة الثانوية توجت سدايا 44 طالبًا وطالبة من 25 دولة في الأولمبياد الدولي الأول للذكاء الاصطناعي، الذي نظمته سدايا بالتعاون مع المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) ومركز الأبحاث الدولي للذكاء الاصطناعي (IRCAI)، برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وعلى مستوى بناء المواهب الوطنية المتميزة، وقّعت سدايا ووزارة التعليم مذكرة لإطلاق برنامج الابتعاث في الذكاء الاصطناعي، والذي يهدف إلى سد الفجوة في الكفاءات الوطنية المؤهَّلة في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز جودة الأبحاث العلمية للمبتعثين وتوجيهها نحو التحديات الوطنية، وتوطين وظائف البيانات والذكاء الاصطناعي ورفع نسب توظيف مخرجات برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث.
إن المملكة العربية السعودية تشهد حراكًا فاعلًا وملفتًا للأنظار نحو التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي، ويعد هذا التركيز على تنمية القدرات الوطنية، دليلًا من ضمن أدلة بارزة لا تحصى على اهتمام القيادة وحرصهم على المواطن السعودي، والاستثمار فيه، ليكون رقمًا صعبًا في زحام الأرقام العالمية.