محمد سليمان العنقري
اليوم الوطني في المملكة العربية السعودية الذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام يمثل تاريخاً عظيماً؛ فهو مرتبط بكل فرد من افراد المجتمع الذي توحدت أطيافه على يد المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله قائد أهم وأعظم وحدة في تاريخ الأمة العربية والاسلامية أسست وطناً يعد اليوم من بين أهم دول العالم ؛ فتوحيد المملكة بكافة مناطقها ومساحتها الجغرافية الواسعة رسخ معه تلاحم وتكاتف أبناء تلك المناطق ليكونوا مجتمعاً قوياً عزيزاً تحت راية التوحيد العظيمة، وخلف قيادة تاريخية قامت ببناء الدولة على مبادئ وقيم الاسلام وتعاليمه حيث بدأت منذ اليوم الاول للتوحيد رحلة البناء والنماء التي تعد من أعظم ما تحقق في القرن العشرين بين كل دول العالم..
واليوم وفي القرن الحادي والعشرين تكمل المملكة مسيرة تقدمها بكافة المجالات بعد أن حققت الكثير من الإنجازات السابقة لتبدأ مرحلة جديدة مع إطلاق رؤية 2030 والتي قامت على استثمار كافة إمكانيات المملكة الكبيرة معتمدة على أبنائها الذين اهتمت الدولة بالاستثمار بهم تعليماً وتأهيلاً لتكون الرؤية بداية نهضة الترقي الجديدة لتواكب العصر التقني الذي تتنافس فيه الدول على تعظيم نواتجها المحلية وتحولها نحو الاقتصاد الرقمي والمعرفي.
وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقائد الرؤية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله تحقق الرؤية وقبل قرابة سبعة أعوام من التاريخ المحدد لإنجاز أهدافها أكثر من 87 بالمائة مما اعتمد فيها من برامج ومبادرات في دليل على القدرة على الانجاز والقيادة والمتابعة من قبل ولي العهد حفظه الله؛ فالرؤية هي للوطن والمواطن ولذلك فإن دور أبناء الوطن في إنجازها كبير جداً فهي لحاضرهم ومستقبلهم، وتعزز مفهوم العمل لديهم بأساليب حديثة وممكنات هائلة؛ فقد منحت الدور الاكبر للقطاع الخاص لكي يكون المساهم الأكبر بالناتج المحلي مع توفير كافة السبل لتحقيق ذلك فاقتصاد المملكة ضخم والأنظمة والتشريعات متقدمة والحقوق محفوظة والدعم بالتمويل وبالخصخصة وبقيام الدولة بتأسيس شركات عملاقة تكون نواة انطلاق قطاعات عديدة ساهم بجذب الاستثمارات وفتح آلاف فرص الاستثمار ومئات الآلاف من فرص العمل التي أدت لخفض البطالة لمستويات غير مسبوقة بتاريخ المملكة، ونقلت الأعمال والمداخيل لمستويات أعلى تتوافق مع النهضة التنموية لرأس المال البشري واستثمار الإمكانيات بمختلف الانشطة والقطاعات.
فاليوم الوطني هو تجديد عهد أيضاً لتحقيق تطلعات وطموح الوطن في ظل قيادة حكيمة للوصول لمصاف أكبر عشرة اقتصادات بالعالم؛ ففي وطن قوي عزيز موحد وقائم على أسس صلبة ومتينة متجذرة بتاريخه منذ يوم التأسيس قبل أكثر من ثلاثمائة عام يتلاحم أبناؤه لاستمرار مسيرة التطور؛ فوحدة الوطن أعطته قوة عظيمة عززت الاستقرار وقادته نحو تنمية شكلت نقلة كبيرة جداً في التعليم والصحة والاتجاه نحو تنويع الاقتصاد واعتبار المملكة من أهم الوجهات للمستثمرين الأجانب حيث ضخت مبالغ ضخمة في مختلف القطاعات من الخارج إضافة للاستثمار الداخلي الكبير جداً حيث شيدت المدن الصناعية والاقتصادية والمرافق اللوجستية العملاقة من موانئ ومطارات وطرق حديثة ومع انتشار التعليم بكافة مراحله وبكل المناطق بمدنها وقراها تعزز دور المواطن في التنمية من خلال تنوع التخصصات والارتقاء بالتأهيل الذي يساهم بتشغيل كافة الانشطة الحيوية، وباستخدام التقنية الحديثة مع تطور بالحكومة الالكترونية لتكون المملكة الرابعة عالمياً من حيث تقدمها تقنياً بتنفيد المعاملات والخدمات، فحتى تتكامل أدوار المواطنين كان التأسيس لتعليمهم وتدريبهم بالتخصصات التي يحتاجها سوق العمل مع التأهيل المستمر على التقنيات واساليب العمل الحديثة.
المملكة قدمت نموذجاً دولياً يحتذى به في نهضة الدول وتقدمها واهتمامها بتنميتها بشرياً واقتصادياً، وكذلك دورها الدولي الكبير في حل النزاعات وإرساء السلام مع تقديم المساعدات الانمائية والإنسانية لأكثر من 80 دولة على مدى العقود الماضية، وهذا النهج انعكس إيجاباً على المجتمع السعودي الذي يتميز بالكرم وحب المساعدة والعطاء والتكاتف فكانت أعظم قصة وطن لا يتوقف عن التقدم والتطور حتى أصبح من بين الدول القليلة بالعالم التي يتجاوز ناتجها الإجمالي تريليون دولار، وأصبحت مركزاً مهماً لالتقاء قادة العديد من الصناعات بالعالم كالتعدين والسياحة وغيرها مع تعزيز القيم الانسانية المعبرة عن أصالة المملكة وشعبها وكل عام والمملكة بخير وعز وتنمية لا تتوقف؛ فالطموح كبير والعزيمة قوية بتوفيق الله.