محمد الخيبري
لم تكن نهاية الجولة الرابعة من دوري روشن السعودي للمحترفين عادية على محبي وعشاق نادي الاتحاد؛ بعد تلقيه الهزيمة الثامنة على التوالي من الهلال الذي أنهى موسمه الماضي بإتخام شباك الاتحاد من خلال سبع مباريات متتالية في مسابقات وبطولات مختلفة.
بدأ الهلال مشواره في الموسم الحالي في أولى مبارياته القوية في كلاسيكو الكرة السعودية بإلحاق الهزيمة الثامنة توالياً بالعميد الاتحادي.
ردود الأفعال الجماهيرية الاتحادية لم تكن في طبيعتها؛ نظراً للمستوى الكبير الذي قدمه نجوم فريقهم خصوصاً بعد الفوز العريض من أمام الوحدة في ديربي المنطقة الغربية الذي شهد مهرجاناً تهديفياً أتخم من خلاله كريم بنزيما ورفاقه شباك الوحدة بسباعية ثقيلة ومحبطة.
كان سقف الطموح الاتحادي عالياً جداً والمعنويات متحفزة بإلحاق الهزيمة الأولى بالعملاق الآسيوي او حتى الخروج بنقطة التعادل خارج الأرض، نظراً للمتغيرات التي طرأت على الخارطة الاتحادية التي شهدت استقطاب بعض الأسماء المحترفة المميزة وتغيير الجهاز الفني.
بعد هذه المتغيرات اتجه معظم المحللين الرياضيين لترشيح الاتحاد لنيل إحدى بطولات الموسم ومن ضمنها بطولة الدوري المحترف.
المنافسة حتماً مازالت في البداية وفي متناول جميع الفرق والفارق النقطي بين المتصدر وفرق الوسط في سلم الترتيب ليس بالفارق المخيف والمقلق.
ولكن نتيجة للضغوط الجماهيرية وحسب التقارير الإعلامية التي تفيد بأن الادارة الاتحادية ذهبت للجلوس مع مدرب الفريق والنقاش معه حول أوضاع ومستقبل الفريق وتجهيز المدرب البديل في حال عدم الاتفاق أمر يدعو للغرابة.
الضغوط الجماهيرية امر محمود ومعتاد وظاهرة صحية لفرق كرة القدم، والتعامل مع هذه الضغوط بكل حذر وجدية ومزيد من الحكمة هو مؤشر حقيقي لنجاح إدارات الأندية.
الإقالة للجهاز الفني الاتحادي وان حدثت بسبب خسارة في مباراة دورية ونتيجة للضغوط الجماهيرية الاعلامية امر سيهز الاستقرار الاداري والفني لمنظومة كرة القدم بالفريق الاول مع بداية منافسات الموسم.
اما بالنسبة للجانب الهلالي الذي يعيش فترات تاريخية ويحقق أرقاماً قياسية في حالات الفوز وعدم الهزيمة، وحصد المزيد من الألقاب والحضور المميز في جميع المنافسات أمر يجعل الجماهير الهلالية تعيش بمعنويات مرتفعة قبيل خوض منافسات «كأس العالم للأندية 2025 « وهي البطولة الأقوى والأهم على الاطلاق.
ومنذ انطلاقة منافسات موسمنا الحالي والفريق الهلالي يعمد للاستقرار الفني بقيادة مديره الفني العالمي جورجي جيسوس الذي يتعامل مع كل لقاء تعاملاً مختلفاً عن الآخر.
ويتضح من خلال ذلك ابتعاد المدير الفني الهلال عن اجهاد لاعبي الفريق، ومحاولة اخذ نتيجة المباراة بأقل الأضرار والمجهود، وابعاد اللاعبين عن الاحمال داخل المباراة ومطالبتهم بغزارة الأهداف مهما كان حجم الفريق المنافس.
إضافة إلى الاعتماد على التدوير بين لاعبي الفريق على حسب أهمية المباراة، مع الحفاظ على الرغبة بالفوز بأي ثمن في عمليات حسابية فنية معقدة.
عودة اللاعبين المصابين واستشفاؤهم أمر يؤرق كل إدارة فنية، واعتقد بالهلال هو امر قيد السيطرة لأننا نشاهد الهلال يتجاوز كل المنافسين بنفس الرتم والرغبة والمجهود.
الهلال بهذه الأرقام والانجازات التي تجعل أي متابع للرياضة السعودية يطالب بتواجد الهلال ضمن اندية دوري أبطال اوروبا؛ نظراً للحالة الفنية عالية المستوى والثبات الفني لنجومه، ونظراً للبون الشاسع بينه وبين أقرب منافسيه على الرغم من تساوي الدعم المادي الحكومي، إلا أن الهلال قد يكون هو الوحيد الذي استثمر هذا الدعم الهائل وعززه بحزمة مميزة من الرعاة والشركاء الاستراتيجيين، وعمل على التنوّع بالموارد المالية مما جعله يحافظ على النجاح في نظام الحوكمة ويحافظ على الاستقرار المالي في منظومته الادارية مما اكسبه طابع الأندية الأوروبية.
قشعريرة
احتفلت المملكة العربية السعودية يوم الاثنين الماضي الموافق الثالث والعشرين من سبتمبر باليوم الوطني المجيد الرابع والتسعين في أجواء بهيجة وفرائحية شارك بها المحترفون الأجانب بالأندية الشعب السعودي الأبي في تلك الاحتفالات.
ولفت الانتباه تهنئة النجم الفرنسي الكبير والمحترف السابق في نادي الهلال « بافتمبي قوميز « الذي شارك الهلاليين على وجه الخصوص والشعب السعودي بوجه عام مشاعر الحب والانتماء، وقدم التهنئة باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.
وسبق ان كتبت عن « بافتمبي قوميز « الإنسان الذي منذ أن وطأت قدماه الأرض السعودية كلاعب محترف في نادي الهلال وتعايش مع السعوديين بشكل سريع وانسجم مع عادات وتقاليد الشعب السعودي واحترم العادات الإسلامية كصوم رمضان وتبادل التهنئة بعيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك.
ووجهت دعوة للجمعيات الخيرية والهيئات المهتمة بالجاليات الأجنبية بأن يقوموا بدعوة النجم الفرنسي الكبير للدخول في الإسلام نظراً لقابليته لذلك، وتمتعه بدماثة الأخلاق واحتمالية استجابته للدعوة بنسبة كبيرة وعالية جداً.