علي حسين (السعلي)
إن لكل لونٍ من الألوان له جاذبيته وميله للنفس ورغبة ملحة في تحسّن حالتنا النفسية منها شعورنا بالتفاؤل والأمل سباقا إلى الطموح، لحياة كلها سعادة وهناء رغم أن الكثير من الباحثين لهم مدلولاتهم في تفاسير ميزة كل لون، بل وصل ببعضهم أن من اختيار المرء للون واحد أو أكثر له وقعه على الحافر كما يقال في الأمثال، ما أقصده هنا هو تقادم الأعمار من طفل وصبي وفتى وشباب وكهلا يبقى ذاك اللون له فرادته لكل واحد مِنّا وهنا دعونا نفصّل اجمالا اختلاف لونٍ عن لون :
فالأحمر:
يدل على الحيوية والعاطفة
الأزرق: يُعتبر مهدئًا ويمثل الثقة والسلام
الأخضر: يدل على الطبيعة والنمو والاسترخاء والقوة والشجاعة ، ويُعتبر منبهًا وقد يزيد من الحماس والتفاؤل
الأصفر: يعزز الفرح والحيوية
فاللون الأزرق:
هو لون الثقة والمسؤولية، ويرمز هذا اللون إلى الصدق والإخلاص وتعزيز الاسترخاء الجسدي والعقلي، ولا يفضل أن يثير ضجةًّ أو يحصل على لفت الانتباه، ومن منظور علم النفس يدل اللون الأزرق على الأمن الداخلي والثقة بالنفس كما أنَّه يسعى إلى السلام والهدوء فوق كل شيء، وفي الفن فإن اللون الأزرق هو لون السماء
أما تأثير الألوان في الفن النشكلي والفن التشكيلي على اعتباره لغة تعبيرية يحاول الفنان من خلالها إيصال مشاعره وأفكاره، فإنه يستخدم لهذا بريشته الغرض الخط واللون وهما العنصران اللذان تتشكل من خلالهما اللوحة الفنية فإليكم ما وجدته في الشيخ « قوقل « :
تمت دراسة الألوان وتحليلها، فهناك الكثير من الأبحاث التي تخصصت بدراسة الألوان من حيث الانسجام أو التنافر أم التباعد أم ازدياد الخصومة أو تآلف القلوب وتأثير كل لون على الآخر، وأيضا تأثير الألوان على النفس البشرية، فتم تقسيمها إلى ألوان رئيسة وألوان فرعية، وهناك ألوان حارة وألوان باردة، مما يفهمه الفنانون
الحقيقة أن هذه الدراسات أثرت بشكل مباشر على فن الشكل حيث كان الفنان يختار ألوانه بشكل فطري أو من خلال محاكاة الطبيعة، ولا بد أن نذكر هنا أن أول من تأثر بدراسة وتحليل الألوان على اللوحة من الفنانين التشكيليين هم الانطباعيون…
نأتي الآن لتأثير الألوان عند المثقفين والأدباء والشعراء والكتّاب …. كشفت الدكتورة يكاتيرينا بولغاكوفا، الأستاذة المشاركة في قسم علم النفس المهني بجامعة التعليم الحكومية، المشكلات النفسية التي تشير إليها الألوان المفضلة في الملابس.
وتقول الأخصائية في حديث لصحيفة «إزفيستيا» من ضمن ما قالته وشدني كثيرا :
( يختار الأشخاص الذين يعانون من الوحدة اللون الأحمر لأنهم يريدون جذب الانتباه. وهو أيضا لون الغضب. أي أن الشخص الذي يختار اللون الأحمر يغلي بداخله مرجل من العواطف. أما الأشخاص غير القادرين على تكليف أحد لعمل شيء ما فيختارون الألوان الصفراء والبرتقالية. ومشكلة الأشخاص الذين يختارون اللون الأصفر هي أنهم يميلون إلى الاهتمام بتفاصيل كل شيء. أما الأشخاص الحساسون جدا فيختارون اللون الأخضر، وهم ضعفاء وعادة لا يسمعهم أحد ويتم تجاهلهم»، أما اللون الأزرق الداكن، فهو لون الثقة )
أما رأيي السعلي من وجهة نظري :
اللون الأخضر؛ فهناك ثلاثة حروف، وما بين حرف وحرف وحرف لونه ، وما بين الألوان يبقى لون واحد أخضر يشع في الوجوه سعادة وبِشْرا، ويسكن في القلب خالدا محبة وتقديرا واحتراما، وحين ننطقه يزداد في شفاتنا عطرا بكل ثلاثية حروف فطعمه سُكّر فالواو وجد والطاء ظل وفَيْ وأطلال وظلال والنون نور وسرور فإن جمعنا تلك الحروف الثلاثة تبقى ( وَطَنْ ) بسيفيه ونخله وكلمة التوحيد …
يقول الشاعر/ إبراهيم خفاجي في النشيد الوطني:
وارفع الخفاق أخضر
يحمل النور المسطر
الشاعر/ إبراهيم صعابي:
عيناكِ أيتها الحبيبة
منهما أستلّ سر توهجي
بهما أرى ما لا يُرى
شمساً مسافرةً وظلّاً أخضرا
الشاعر/ حسين أحمد النجمي:
تألقي في سماء المجد وانتصبي
يا نجمة الشرق يا نوّارة الشهبِ
يا نخلة الواحة الخضراء كم سَمَقت
عيوننا لترى عقداً من الحَبَب
ويقول في أخرى:
لونها الأخضر يحكي قصة
من طموح فاق حد الانتهاء
خضرة الأرض التي قد أشرقت
فوقها أسمى رسالات السماء
وفي أخرى:
وأهلها رفعوا بالحق رايتها
خضراء رمزاً لأرض الخير والمطر
واختم بأبيات للشاعر/ حسن بن محمد الزهراني:
إليك تهفو قلوب الخلق يا وطني
و منك يشرق نور الحق في الزمن
يا قبلة الكون هذا يوم وحدتنا
كنا ، و لكن هذا السعد لم يكن
كنا شتاتاً فمد ( الصقر ) خافقة
و ضمنا بحنان دافق هتن
مازال ( عبدالعزيز ) اليوم في دمنا
ينساب بين هضاب الشام و اليمن
إحدى يديه بها المرجان ناصعةً
و لؤلؤ في اليد الأخرى على السفن
و فوق هامته الشماء مصحفه
و راية الحق نور في دجى الإحن
سطر وفاصلة
الحرف حرفي واللون أخضرا
نور تجلّى في الوجوه معطرا
وطني وكل الآمال في نطقه
يزداد في القلب عشقا أكثرا
سيفان ونخلةٌ وسلمان مجدٍ
شعار تعليمٍ لكل كتابٍ مسطرا
ومحمد سيّدُ رؤيةٍ وسمو هامةٍ
عنبر ومسك وعلى الشفاة سُكّرا