شروق سعد العبدان
في كل المعتركات يخوض القاص قصته بأنها الأولى من نوعها. وأنه قد بذل كماً من المشاعر والتجاوزات والمعطيات حتى أصبح ما أصبح عليه الآن ..
معتقداً في قرارة نفسه أن الناس فقط كانت ترى ولم تشعر . أو أنها كانت تشعر ولم ترَ .والحقيقة المعممة علينا أننا بلا استثناء قد خُضنا حتى القصص التي لم تُقص .
لكن المرء غالباً يختار الصمت بالمنطق .
إذ إن قناعته تقول بأن الشيء الذي أعتقد أنه قد لايجدي قوله لا أقوله ..!
مثلما الشيء الذي لن يجدي فعله لا أفعله .
وهذا هو المنطق الصحيح .
الذي لو اتخذناه نهجاً لخفَّ اللوم على أنفسنا ..
نأتي في آخر كل مطاف لنستريح ونصدق بأننا فعلنا .
عندما ندرك متأخراً أن ما أَعطينا وأُعطينا لم يكن لنا منه شيء . نسكت لمجرد الإدراك .
هل نحن على ما نحن عليه من طباع نحبها منذُ زمن ؟ أم أن الظروف قد عرَّت طباعنا وأعادت تشكيلها ..
تعرفون ماذا دفعني أن أكتب !!
استغناء الوسائد ..
كنت ذا بروتوكول أقرب مايكون بالمخملي من نوعه .
فلا أنام إلا وأنا على وسائدي المصفوفة وغطائي المطرز ..
وكان يعتبر بالنسبة لي بروتوكولاً مقدساً .
قد كان عادةٌ معتادة لم أعتد بأن لا أعتادها .
لكن الطرقات علمتني أن المكان المريح يصلح للنوم في آخر المطاف وليس آخر اليوم .
اختلفت مواعيدي واعتياداتي ..
فكان الهدف أن أعود من أي شيء بأقل الندوب على ظهري فقط ..
ثم ألقي بنفسي وكأنني قد سقطت من ارتفاع الغيوم دون وسائد .. ودون غطاء مطرز .. ودون أن أغلق الضوء .. !
نتخطى الخطوات حتى ننال المنال فقط .
وهذا قد يكون نضجاً أو تخلي أو تنازل. أياً كان مسماه فهو ما أنا عليه الآن ..
فانظر لنفسك كم شيئا أدركت . وعن كم شيئ استغنيت، وكم تخطيت وعن أي عادة قد عَدَلت ..
تُعرِّينا الظروف ونلبس الصبر حتى يتمزق .
ثم نُقطِّبُه . فيعود فيُرتق ثم نعود ونُقطِّبه .
ونظل نرتديه مرتوقاً فضلاً عن خلعه .
فنحن خيوط الصبر لأحدهم . وأحدهم قد يكون خيوط صبر لنا ..
فلا تجعل الرتق يكبر ثم لا نتداركه ..
فضحكتك طالما قطبت شقوقاً وخِيمَة لم يخطر في داخلي بأن أجد من يقطّبها..!