الرياض - واس:
يظل تاريخ 29 مايو 1933 خالدًا عند السعوديين، حينما وقّع الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله - اتفاقية امتياز التنقيب عن النفط، مفتتحًا فصلًا جديدًا في تاريخ المملكة.
بدأت رحلة اكتشاف النفط من قرية الجبيل الساحلية، حيث انطلق فريق من الجيولوجيين لاستكشاف جبل البري وتلال الظهران، لعامين لكن دون نتيجة. في خضم هذه الرحلة، برز اسم خميس بن رمثان - رحمه الله -، السعودي الذي أصبح العين الثاقبة للجيولوجيين الأجانب بموهبته الاستثنائية في قراءة الأرض واستخدام «العضادة»، حيث قاد خميس الفريق عبر الصحراء الشاسعة، وفي 1938م أسهم معهم في اكتشاف بئر الخير (البئر السابعة)، ليحفر اسمه بمداد من ذهب في مرحلة مهمة في تاريخ الدولة السعودية. وظل يعمل في شركة الزيت العربية السعودية «أرامكو « حتى وفاته عام 1959م، وتكريمًا له أطلقت الشركة اسمه على حقل (رمثان) عرفانًا بجميله بعد اكتشافه على مسافة 95 كيلومترًا شرقي القيصومة عام 1974م، كما دشنت «أرامكو» في عام 2017 ناقلة النفط «رمثان» تيمنًا باسم أشهر دليل في الصحراء.
ومنذ بدء اكتشاف النفط في القرن الماضي؛ واصلت المملكة جهودها كافة لتصبح مع مرور السنوات إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط، كل ذلك أسهم في تحقيق نهضة تنموية كبرى شملت قطاعات عدة في المملكة.
ويتعرّف زوار مهرجان العلوم والتقنية «ستيم 2024» الذي تنظمه واحة الملك سلمان للعلوم خلال شهر سبتمبر الجاري، على تفاصيل قصة اكتشاف النفط في المملكة التي تتجلى فيها قيم الإصرار والمثابرة، وصولًا إلى وقتنا الحاضر، والريادة العالمية والفرص الواعدة في مجال النفط والصناعات البتروكيماوية، بما يتوافق مع الأولويات الوطنية للمملكة؛ إذ يعد قطاع البتروكيماويات قطاعًا اقتصاديًا حيويًا، يمثل رافدًا رئيسًا للصادرات غير النفطية. وتستهدف المملكة وفق رؤية المملكة 2030 زيادة نسب المحتوى المحلي والتوطين في قطاعات الطاقة والصناعات الواعدة، بما يسهم في ريادتها عالميًا، وبناء اقتصاد متنوع من أجل مستقبل مستدام.