خالد بن حمد المالك
خلال الأيام الماضية كنا على موعد مع حدثين محليين نوعيين، ربما لم يخطرا على البال، وإن جاءا في سياق الاهتمام الثقافي والإنساني والاجتماعي الذي تهتم به المملكة، ما شكل رؤية واضحة للتوجه الذي يقوده الملك وولي العهد في إحداث حراك على هذا المستوى، وبهذه النوعية من الابتكارات في عهدهما الزاهي المجدد.
* *
الحدث الأول صدور أمر ملكي باعتماد النظام الأساسي لمؤسسة الملك سلمان غير الربحية التي تأتي امتداداً لأعماله الخيرية والإنسانية، وهذه المؤسسة تم اعتمادها بصفته الشخصية، لتكون إضافة مهمة لأعماله الخالدة في جوانب عدة في القطاع غير الربحي.
* *
وستكون المراكز الثقافية التابعة للمؤسسة، وتشمل مكتبة الملك سلمان، ومتحف الملك سلمان، وكلاهما في مشروع بوابة الدرعية، بينما سيكون متحف المجتمع السعودي في حديقة الملك سلمان، وكلها وهي ضمن الذراع الثقافية للمؤسسة ستكون منارة إشعاع، ومصدر علم وثقافة.
* *
وإذا عرفنا أن مؤسسة الملك سلمان هي مؤسسة خاصة، وتندرج ضمن القطاع غير الربحي، أدركنا أنها ستكون على قائمة أولويات واهتمامات مؤسسها الملك سلمان، وأنها سوف تنتهج منهجاً يقتدي بالملك سلمان، ويستلهم شخصيته شعار الإنسان أولاً.
* *
بل إن المؤسسة سوف تواصل مسيرة الملك سلمان، وتعكس سماته الشخصية، حيث إن مراكز الملك سلمان الثقافية تعد امتداداً لاهتمامه بالثقافة والمعرفة والتاريخ.
* *
أما الحدث الثاني، فهو إعلان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إطلاق (مؤسسة الرياض غير الربحية) برئاسة سموه، وتعيين المهندس إبراهيم السلطان نائباً للرئيس وأميناً عاماً للمجلس، وعضوية عدد من الوزراء في مجلس الإدارة.
* *
سيكون من اختصاصات المؤسسة إنشاء مركز أبحاث اجتماعي على مستوى عالمي، وبناء منظومة الريادة الاجتماعية من خلال حاضنة ومسرعة أعمال المشاريع الاجتماعية، وتطوير وإطلاق برامج اجتماعية تساهم في تلبية الاحتياجات الاجتماعية، وتأسيس وإدارة الأصول الاجتماعية في مدينة الرياض.
* *
وهناك محاور تهتم بها المؤسسة وتركز عليها، ومن ضمنها الصحة والسعادة، والتمكين والشمولية، والانتماء، وهو ما يعني أن يعيش سكان الرياض في حياة سعيدة وصحة مُرضية، وأن يلعب السكان دوراً أكبر في تطوير المدينة، مع شعور الإنسان بالانتماء والاتصال معاً، وذلك في بيئة صديقة للبيئة.
* *
ومع قيام المؤسسة، فإن الأثر المتوقع سيكون باستحداث فرص عمل جديدة في القطاع الاجتماعي ورفع مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي، وزيادة عدد المؤسسات غير الربحية، وزيادة أعداد المتطوعين، وتحسين جودة الحياة.
* *
وبذلك فإن سكان مدينة الرياض مع مولد هذه المؤسسة سيكونون على موعد مع تعزيز النمو الشامل للرياض، وتعزيز قدراتها في مجال الاقتصاد والثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والفنون والرياضة، مع السعي لتعزيز التعاون مع القطاعات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، وتنفيذ مشاريع وبرامج تعزز الابتكار، والإسهام في جودة الحياة، ورفاهية المجتمع.
* *
ومن نشاطات المؤسسة أنها سوف تركز على تشجيع البحوث والدراسات في مجالات التنمية الاجتماعية من خلال مركز الأبحاث، وتطوير برامجها الاجتماعية وتحسينها.
* *
وما زلنا بانتظار المزيد من الخطوات التي تُجسّر المؤسسات غير الربحية القائمة والجديدة وتضيف إليها وتدعمها، فهكذا تعودنا وهكذا هي المملكة. حراك لا يتوقف وإنجازات تتواصل على قدم وساق.