عقل العقل
من ضمن تطوير برنامج الرياضة السعودية على العديد من الأصعدة من حيث برنامج استقطاب لاعبين عالميين للأندية السعودية، سواء أندية الصندوق الأربعة أو بقية الأندية في دوري روشن، كما الحال في أندية الشباب والاتفاق والقادسية وغيرهم من الأندية، تابعت احتفالات وطننا الغالي بيومنا الوطني 94، من زاوية مشاركة هؤلاء النجوم العالميين بهذه المناسبة الوطنية، والكثير منهم يلبسون اللباس الوطني ويؤدون الرقصات الوطنية من العرضة والسامري، وقد نجح الهلال بوجه خاص في هذه الجزئية وحضور لاعبيه الأجانب بهذه المناسبة كان طاغياً مقارنة بنجوم الأندية الاخرى، وقد تكون الاستثناء الجميل هو حضور النجمة العالمية جورجينا قرينة كرستيانو وهي تتحدث وتحضر المناسبات المختلفة في هذه المناسبة.
مع هذا الزخم من وجود هذه الأيقونات العالمية من اللاعبين وعائلاتهم من الظلم عدم استغلال هذه المواد في نشرها داخلياً وخارجيا بأشكال ولغات مختلفة ، تخيل حفلة زواج لاعب الهلال نيفيز قبل أسابيع وما شاهدناها من احتفالات جميلة وهو يعتمر اللباس الوطني والضيوف من اللاعبين الأجانب والمحليين يشاركونه حفلة زواجهما بعيداً عن التكلف، ولكن نحتاج استغلال هذه المناسبات وتصديرها للعالم بأشكال مهنية متقدمة.
قبل أيام أعلن المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، في حفل بالعاصمة البريطانية لندن عن رعاية موسم الرياض لقناة الهلال على منصة DAZN العالمية، والذي سوف يفتح آفاقا عالمية لنادي الهلال وللرياضة السعودية بشكل عام، خاصة وأن الهلال السعودي هو أيقونة الرياضة المحلية والقارية ومشاركاتها العالمية المميزة وما ينتظره من مشاركة عالمية في بطولة كأس العالم للأندية في العام المقبل.
أندية عالمية كبيرة لديها قنوات تلفزيونية منها أندية عربية كالأهلي المصري وأندية انجليزية مثل المانشستر يونايتد والريال مدريد وأندية أخرى والبعض يرى أن تجارب الأندية في هذه القنوات لم تكن مجدية وناجحة، ولكن أعتقد أن الوضع تغير الآن كثيرا مع الثورة المعلوماتية في العالم والتي تتطور بشكل سريع من حيث المحتوى والشكل وقد تركز قناة الهلال وغيرها من قنوات الأندية السعودية الأخرى ونادي النصر اعلن عن إنشاء قناته التلفزيونية ولو أن البداية لم تكن جيدة بسبب الانشغال بمن يدير القناة وكأن الميول هي المعيار في ادارة المشروع الإعلامي وليس مهنية الشخص أو الشركة المشغلة لمثل هذه القنوات.
من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي يجد مقاطع رياضية واجتماعية لبعض نجوم الملاعب السعودية تحصد ملايين المشاهدات داخلياً وخارجياً فتخيل أن تقدم مثل هذه المقاطع والتفاصيل الدقيقة للفرق ولقطات خاصة لهذه القناة سواء داخل الملعب أو خارجها او الاستفادة من إرشيف الأندية التاريخية وتقديمها بشكل احترافي مع تقديم ملخصات وأهداف ومباريات كاملة بعد فترة زمنية قصيرة بعد انتهاء تلك المباريات وتقديم تحليلات فنية بشكل سريع ومختلف عن البرامج التقليدية، أتوقع إذا كانت هذه القنوات مع هذا الشريك العالمي تعمل بشكل مهني مرتفع فأنها سوف تنجح وتحصد الجماهيرية الكبيرة على كل المستويات، تخيل مثل حسابات كريستيانو ونيمار مثلا لديهم ملايين او مليارات المتابعين على حساباتهم الشخصية ولا تستفيد انديتهم السعودية من هذا الزخم الضخم لتقديم الرياضة والوطن للعالم بكل لغاته وثقافاته بشكل عصري ومميز وجاذب.