دهام بن عواد الدهام
كان يوم الأربعاء 18 سبتمبر 2024 م من فواصل التاريخ الملهمة في سيرة ومسيرة هذا البلد العظيم.. ألقى فيه نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.. الخطاب الملكي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى.. هذا الخطاب جسد الأهداف والإنجاز والمواقف.. حيث ترسمها القيادة الرشيدة داخليا وخارجيا.
تتجلى ركائز هذه اللوحة كما أوردتها الإرادة الملكية على المواطن السعودي الحق المخلص الذي هو عماد هذه المسيرة في رؤية 2030 وهدفها ونجاحها به وله تسير هذه الخطوات واثقة، وبكل ثقة ماضون في تحقيق هذه المستهدفات تحف هذه الخطوات ثقة العالم بهذه الدولة من خلال مواقفها الثابتة في التعاون الإقليمي والدولي لما فيه خير العالم وما تملكه من ثرواتها الطبيعية والحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي من خلال وضع الأسس في إنتاج البترول واستقرار أسعاره وتنوع اقتصادها غير النفطي الذي سجل أعلى إسهام في الناتج المحلي 50% عام 2023، لذلك وفي ظل هذه المعطيات الإيجابية أصبحت بلادنا من أهم الوجهات المفضلة للشركات والمراكز العالمية، لم تغفل الرؤية المباركة الركائز الأساسية لهذه البلاد من خلال الحفاظ على الهوية والقيم امتدادا لسيرة الآباء والأجداد وترسخ هذا العمل في تعزيز مسيرة التعليم لتعزيز المعرفة وتشجيع الابتكار، والتي أضحت نتائجه بالاختراعات والابتكارات والفوز لشبابنا وشاباتنا من خلال المسابقات الدولية والمحافل العلمية، وفي خضم هذا العمل الدؤوب داخليا لم تغفل دورها الفاعل على المستوى الدولي والتعاون مع كل القوى الفاعلة فيه تأكيدا لحرصها على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
أما ما يتعلق بقضية العرب الأولى القضية الفلسطينية فقد وضع الخطاب الملكي النقاط واضحة على حروف كل من يشكك بهذه المواقف، وأكد الخطاب أن هذه القضية تتصدر اهتمامات المملكة وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية والتي عملت المملكة منذ أمد مع الدول الفاعلة لتحقيق الاعتراف بالدولة الفلسطينية، ولازالت تبذل الجهود لمزيد من اعتراف الدول خاصة وأن أصدرت محكمة العدل الدولية رأيها الاستشاري بعدم قانونية وجود إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية والذي صوتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء 18 سبتمبر 2024م وأعتمد بتأييد 124 دولة، قطع الخطاب الملكي بما لا يدع مجالا للشك موقف المملكة من «إسرائيل» وإدانة أعمالها الإجرامية والتأكيد بعدم إقامة أية علاقات دبلوماسية معها إلى حين تتحقق الدولة الفلسطينية المستقلة، هذا التأكيد يوضح موقفا ثابتا لقادة هذه البلاد أعزها الله على مر الأزمان.
هذه المواقف حتى وإن تخلت بسببها عن بعض المصالح الوطنية وبلا مساومة في سبيل تحقيق هذه المطالب، هذا الموقف السامي والتوجه الأصيل يوضح بالتأكيد أسباب مشاركة ودور المملكة في اجتماعات مدريد بشأن مناقشة عوامل وأسباب الاستقرار في الشرق الأوسط والأطراف التي تعطل هذا الاستقرار (موضوع مقالي السابق في هذه الجريدة الغراء بتاريخ 22-9-2024).
وها هو سمو وزير الخارجية وترجمة حقيقية صادقة للمواقف السامية المسؤولة لبلادي ومن منبر الأمم المتحدة ومن خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية يعلن وباسم الدول العربية والإسلامية وشركاء أوروبيين، انطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين واستضافة المملكة لأول اجتماعات هذا التحالف.
وقد أكد سموه أن «الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية فضلاً عن الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، تكريساً لسياسة الاحتلال والتطرف العنيف».
وأضاف سموه أن «قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حق أصيل وأساس للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال»، واصفاً تنفيذ حل الدولتين بأنه «الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة».
حفظ الله وطننا آمنا مزدهراً في ظل قيادتنا الرشيدة.. والله ولي التوفيق.