تغريد إبراهيم الطاسان
جاء الإعلان عن إطلاق مؤسسة «الرياض غير الربحية» وتشكيل مجلس إدارتها كخطوة بارزة نحو تعزيز العمل المؤسسي والاجتماعي في المملكة العربية السعودية، حيث تسعى إلى إحداث نقلة نوعية في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال نهج يعتمد على التخطيط الاستراتيجي والتطوير المستدام. في ظل رؤية المملكة 2030، تأتي هذه المبادرة كجزء من الجهود الهادفة إلى تعزيز القطاع الثالث وتحقيق النمو المجتمعي المتوازن، بالتركيز على العمل غير الربحي الذي يدعم الابتكار والتنمية المستدامة.
ولسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس إدارتها دور محوري في تأسيس ودعم «مؤسسة الرياض غير الربحية»، حيث تأتي هذه المبادرة كجزء من رؤية ولي العهد الطموحة لتعزيز التنمية المستدامة في المملكة وتحقيق أهداف رؤية 2030.
ومن خلال إشرافه المباشر ورؤيته الاستراتيجية، يسعى الأمير محمد بن سلمان إلى تحويل العمل غير الربحي إلى قطاع مؤثر وشريك أساسي في النمو الاقتصادي والاجتماعي، حيث تهدف المؤسسة إلى تمكين المجتمع السعودي من خلال مبادرات تركز على التنمية البشرية والاقتصادية، مع التركيز على تمكين الفئات الشابة، وتعزيز الابتكار، وتشجيع الريادة الاجتماعية.
كما أن رؤية سمو ولي العهد للمؤسسة ترتكز على خلق بيئة تُسهم في تطوير القدرات المحلية وتحفيز العمل الجماعي بين القطاعين الحكومي والخاص والقطاع غير الربحي، بهدف تحقيق التكامل في تقديم الخدمات المجتمعية وتحقيق استدامة طويلة الأجل.
بالإضافة لتعزيز مفهوم العمل المؤسسي في القطاع غير الربحي من خلال تطوير السياسات التي تُسهم في تحسين الحوكمة، الشفافية، والمسؤولية الاجتماعية. كما تدعم بناء شراكات قوية بين المؤسسات الحكومية والخاصة والمجتمع المدني، مما يُعزز من قدرة المؤسسة على تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية.
ومن خلال دعمه المباشر وتوجيهاته، يسعى الأمير محمد بن سلمان إلى جعل «مؤسسة الرياض غير الربحية» نموذجًا عالميًا في الابتكار الاجتماعي والعمل غير الربحي. يعكس هذا الدور التزامه بتحقيق نقلة نوعية في القطاع الثالث، بهدف تعزيز الإسهامات الاقتصادية لهذا القطاع، وتوسيع دوره في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية الشاملة.
وتحت قيادة ولي العهد، يُتوقع أن تُسهم المؤسسة في تقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية والاقتصادية، وأن تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز جودة الحياة في المملكة، بما يتماشى مع تطلعات رؤية 2030.
وتهدف «مؤسسة الرياض غير الربحية» إلى تقديم حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية، وذلك من خلال إطلاق مبادرات ومشاريع تسعى إلى تحسين جودة الحياة في المجتمع السعودي من خلال هذا الدور، تُسهم المؤسسة في تعزيز الروابط بين القطاع الخاص، القطاع العام، والمجتمع المدني، بما يُمكِّن من بناء شراكات استراتيجية تحقق أهداف التنمية المستدامة.
إحدى أهم ركائز المؤسسة هي التركيز على تمكين الأفراد والمؤسسات المحلية، من خلال برامج تُعنى بتطوير القدرات وبناء الكفاءات، هذه البرامج تستهدف الشباب، المرأة، وذوي الاحتياجات الخاصة، وتعمل على تحفيزهم للمشاركة الفاعلة في المجتمع. كما تسعى المؤسسة إلى تعزيز الابتكار الاجتماعي عبر تشجيع الأفكار الجديدة والمشاريع التي يمكن أن تحل مشكلات مجتمعية بطريقة مستدامة.
يتطلب تحقيق هذه الأهداف تطوير بيئة مؤسسية تُمكن المؤسسة من العمل بفعالية وكفاءة، لذلك، تعمل «مؤسسة الرياض غير الربحية» على بناء هيكل تنظيمي يضمن الشفافية والحوكمة الرشيدة، مع التركيز على استخدام أفضل الممارسات العالمية في إدارة المؤسسات غير الربحية. تُعتبر الحوكمة الشفافة والمساءلة أحد المبادئ الأساسية التي تعتمد عليها المؤسسة لضمان تحقيق أهدافها المجتمعية.
إلى جانب ذلك، تُولي المؤسسة أهمية كبيرة لبناء قدرات الموظفين والمتطوعين، حيث يتم تزويدهم بالمهارات اللازمة لإدارة المشاريع والمبادرات بكفاءة وفعالية. من خلال التدريب المستمر وتطوير المهارات، تسعى المؤسسة إلى رفع مستوى الأداء وتحقيق تأثير أعمق في المجتمع.
تأتي هذه الجهود في إطار تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تُركز على تطوير القطاع غير الربحي وزيادة إسهامه في الناتج المحلي الإجمالي. من خلال هذه المبادرات، تُسهم «مؤسسة الرياض غير الربحية» في تعزيز الاستدامة وتوفير فرص عمل جديدة، إضافةً إلى تحسين جودة الحياة.
على المدى الطويل، حيث تتطلع «مؤسسة الرياض غير الربحية» إلى أن تكون نموذجًا رائدًا للعمل غير الربحي في المملكة والمنطقة، بحيث تسهم في بناء مجتمع أكثر ازدهارًا وتضامنًا. كما تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في فهم المجتمع لدور القطاع غير الربحي وإمكاناته في إحداث تأثير إيجابي مستدام.
من خلال هذا التوجه، تستمر المؤسسة في تطوير استراتيجياتها وبرامجها بما يتماشى مع الاحتياجات المجتمعية المتغيرة. كما تلتزم بمواصلة دعم المبادرات الرامية إلى تمكين الأفراد والمجتمع، بما يُسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة على المستوى الوطني.
في الختام، تُعد «مؤسسة الرياض غير الربحية» جزءًا من مسيرة طويلة تهدف إلى تعزيز العمل المؤسسي والاجتماعي في المملكة، وتمهيد الطريق لمستقبل أفضل يسوده الابتكار، التنمية، والتكامل المجتمعي.