طلال حسين قستي
ونحن إذ نحتفل هذه الأيام بالذكرى الرابعة والتسعين لتوحيد المملكة، نستعيد كلمات مضيئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله - يقول فيها: «في ذكرى يومنا الوطني، نحمد الله دائماً على ما أنعم به علينا في هذه البلاد من أمن واستقرار ورخاء وتنمية، وسنسعى لحاضرنا ومستقبلنا، مستلهمين ذلك من تضحيات الآباء والأجداد من أجل رفعة الوطن وشعبه».
ومن أبرز هذه التضحيات كانت إنجازات المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيَّب الله ثراه - الذي استطاع بشجاعة نادرة.. وعمر يافع لم يتجاوز العشرين عاماً إلا بعامين وعدة أشهر فقط.. الذي تمكّن بعزيمة ماضية وإرادة لا تلين بدأت باسترداد مدينة الرياض في الخامس من شوال عام ألف وثلاثمائة وتسعة عشر هجرية، فوضع -رحمه الله - لبنات دولة تظلها راية التوحيد، ومنذ هذا التاريخ أشرقت على شبه الجزيرة العربية سيرة بطل عربي مغوار يشرئب للمجد، عالي الهمة، كبير الطموح، وفقه الله في تحقيق آماله، فوحَّد أرجاء البلاد الممزقة تباعاً منذ ذلك التاريخ.
وقد أثمرت هذه الجهود المباركة في توحيد أشتات هذه البلاد.. ومع ارتفاع صوت المنادي بأن الملك لله ثم لابن سعود.. لم يعد لتلك الدويلات والإمارات الضعيفة المتنافرة وجود، بل حلّّت محلها جميعاً دولة واحدة حديثة وقوية هي المملكة العربية السعودية، يقود زمام أمورها ويرعى شؤونها ملك عربي مسلم.. يؤمن بالله ويعتز بإسلامه ويفخر بما عمل من بناء وتوحيد..
ولأن الملك عبد العزيز كان يقرن القول بالعمل، فقد عمد بعد أن دانت له كل الأرجاء في هذا الوطن الكبير، إلى تثبيت دعائم ملكه على أسس صالحة وسليمة، كان قوامها إشاعة الاستقرار ومحاربة الجهل والفقر والمرض.
ويحق لنا اليوم نحن أبناء المملكة العربية السعودية أن نفخر ونعتز بالأعمال البطولية التي قام بها موحِّد هذه البلاد -رحمه الله - فما قام به يعد في مفاهيم هذا العصر من الإنجازات الوحدوية الحقيقية النادرة، وإذا كان الملك عبدالعزيز قد غادر هذه الدنيا الفانية عام 1373هـ فإن إنجازاته تبقى بناءً شامخاً يزداد رسوخاً جيلاً بعد جيل، وإلهاماً لأولي الأمر من أجل استشراف مستقبل قوامه وطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، وهي المحاور التي بنيت عليها رؤية 2030 التي يرعاها ولي العهد الأمين محمد بن سلمان -حفظه الله - ويتابع جهودها وإنجازاتها التي نجني ثمارها يوماً بعد يوم بفضل من الله وتوفيقه.
**
- رئيس تحرير مجلة الحج والعمرة سابقاً