فهد بن محمد القحطاني
إعلانات المشاهير أو المعلنين بشكل عام هي (قفز على حقيقة) ضمان أن ينجح منتج ما لابد من إظهار نقطة عمياء له تكون هي أبرز عيوبه..
ننشغل كل فترة بإعلانات لمنتج معين بشكل مبالغ فيه، وقد بدأ للبعض تجربته حتى بعدم قناعته بالفكرة من الأساس، وذلك بقدر تداول اسم المنتج بشكل فظ وكبير!
عليه أعتقد أن التاجر، سواء كان متعمداً أم شاءت الأقدار أن تكون كذلك، هو الرابح الأكبر، وخاصة أن اسم منتجه يتداول في كل زاوية من زوايا كل تجمع بشري حتى أضحى ماركة لكل حديث.
وهذا الأمر أعزوه لأمرين؛ لا ثالث لهما من وجهة نظر خاصة، أن هناك فراغا موضوعيا يمكن أن يتداوله المجتمع في فئة عمرية متوسطة في تتبع بعض الموضوعات ذات القيمة الهشة لدرجة تتبع حياة مشهور أو ردة فعل آخر، رغم تسطيحه وتسخيفه من قبل المتابع.. والأمر الثاني هو ندرة الإعلام المحلي في تقديم محتوى ذي عمق يستحق المتابعة، أو حتى يستحق الالتفاف له وترك الهش.
من منطلق التحيز للمجتمع وللفئة العمرية التي أكون فرداً منها سأذهب للسبب الثاني وهو أن المحتوى الإعلامي المطروح المتزن لم يستطع جذب المشاهد بشكل يساعد على ترك مشاهير أفراد.
بالتالي هناك مسؤولية عظيمة على المؤسسات الإعلامية في جذب ولفت انتباه المتلقي بمحتوى يوازي طموحه ويرفع مستوى الوعي له. فنقاط الجذب الإعلامية في المؤسسات الرسمية أصبحت تفتقر المنافسة مع مؤثري الإعلام الجديد.. وأصبحت العادات الإعلامية للمتلقي بعد تحول التسمر على التلفاز إلى الجوال، لم يسعف الوقت الإعلام التقليدي مواكبة ذلك..
الإعلان والإعلام عناصر مهمة في معرفة اتجاهات المجتمع، ومن الجيد أن يكون هناك عمق ذو معنى في هذا الاتجاه..
نعود لتلك الإعلانات السخيفة والانتشار الواسع؛ فتحديث بعض العادات الشرائية لدينا مهم جداً لتحديد الاحتياج والاستفادة وعدم التقيد بالمشهور ذي الجدوى المعدومة..
وهذا الأمر لا يلغي بالطبع أهمية الدعاية الإعلان فعمالقة الشركات الكبرى تخصص جزءا كبيرا من أرباحها السنوية للدعاية والإعلان رغم شهرتها الواسعة على مستوى عالمي.
ختاماً.. لنفلتر من سلاتنا الشرائية، ونبحث عن المفيد فقط.. وفقط ..!