سطام بن عبدالله آل سعد
تشهد الكرة السعودية مرحلة تحول جذرية مع دخول صندوق الاستثمارات العامة إلى إدارة الأندية الكبرى. ومع ذلك، نادي الهلال - بعقليته المؤسسية - لم يكن مجرد مستفيد من هذا التحول، بل كان رائدًا في تشكيل نموذج رياضي يعكس فلسفة إدارية تستحق الدراسة. علاوة على كون الهلال ناديًا رياضيًا ناجحًا على أرض الملعب، فقد أظهر تفوقًا إداريًا يشبه الشركات الكبرى التي تعتمد على التنويع والاستدامة، مثل أرامكو.
البعد الإستراتيجي في مواجهة التحديات
إدارة الهلال لا تركز فقط على الفوز في المباريات، بل تسعى لبناء منظومة رياضية شاملة قادرة على التكيّف مع التحديات المتغيرة باستمرار. مثلما تعتمد الشركات القوية على الاستثمارات المستقبلية وإدارة الاستمرارية، يعمل الهلال على تطوير بيئة تدعم اللاعبين إداريًا وفنيًا ونفسيًا. هذه الفلسفة تجعل الهلال قادرًا على تجاوز الأزمات، مثل أزمة كنو، من خلال التخطيط السليم وإدارة الموارد بكفاءة، ما يعكس نموذجًا رياضيًا مستدامًا.
نموذج إداري يتجاوز حدود الرياضة
إذا نظرنا إلى الهلال كنموذج إداري، سنجده مماثلاً لأرامكو التي تعتمد على الابتكار والاستمرارية للحفاظ على تنافسيتها. إدارة النادي، بقيادة فهد بن نافل، تتبنى منهجيات جديدة تمزج بين الإدارة الرياضية والاقتصادية، مشابهة لإستراتيجيات الشركات التي تستثمر في تطوير مواردها البشرية والتكنولوجية. الهلال لا يعتمد على إدارة تقليدية، لكنّه يسعى لتطوير الأكاديميات الرياضية واستقطاب أفضل العقول الإدارية والفنية لتعزيز مكانته كمنظومة متكاملة على الصعيد الرياضي والإداري أيضًا.
الثقافة التنظيمية والابتكار المستدام
إنّ أرامكو الكرة السعودية مؤسسة تمتلك ثقافة تنظيمية تعكس استثمارها في الأجيال الناشئة وتطوير المواهب المحلية. فاعتماده على «ثقافة الفوز» لا يقتصر على النجاح الآني، بل يسعى إلى ضمان تدفق مستدام للمواهب، مثل أرامكو لاكتشاف مصادر طاقة أو استثمارات جديدة للحفاظ على ريادتها في السوق العالمي. هذه الإستراتيجية تجعل الهلال مستعدًا لتحديات المستقبل، دون الاعتماد المفرط على الاستقطابات الخارجية.
فهد بن نافل.. القيادة التحولية
فهد بن نافل يقدم نموذجًا للقيادة التحولية، التي تعتمد على فريق عمل جماعي بدلاً من القيادة الفردية. هذه الإستراتيجية جعلت النادي قادرًا على التكيّف مع الأزمات والتحديات بسهولة. مثلما تعتمد الشركات على فرق من الخبراء لإدارة أعمالها، يعتمد الهلال على فريق إداري يمتلك خبرات تراكمية في المجالين الرياضي والإداري، ما يضمن اتخاذ قرارات إستراتيجية مدروسة تساهم في تعزيز استقرار النادي.
نتائج اقتصادية واستدامة مالية
النادي نجح في ربط الرياضة بالاقتصاد من خلال تنويع مصادر الدخل وتعظيم الفوائض المالية، مستفيدًا من شراكات إستراتيجية واستثمارات مستدامة. هذه الفلسفة الاقتصادية تجعل الهلال قادرًا على مواجهة التحديات المالية التي تعصف بأندية أخرى، ما يعكس نموذجًا اقتصاديًا مستدامًا على غرار الشركات العالمية التي تسعى لتعظيم الأرباح مع الحفاظ على التوازن المالي.
الهلال كنموذج للاستدامة
الهلال هو أكثر من مجرد نادٍ رياضي؛ إنه نموذج للاستدامة في الرياضة والإدارة. بفضل إستراتيجياته المتكاملة وتخطيطه المستقبلي، يمكن للهلال أن يُلهم الأندية الأخرى لتبني فلسفات إدارية مشابهة، تمامًا كما تُلهم أرامكو السوق العالمية بنهجها المستدام.