د. أحمد محمد القزعل
يشير مفهوم التفكير الإبداعي إلى تحسين وتطوير القدرات العقلية التي تساعد الفرد على التفكير بطرق جديدة وغير تقليدية لحل المشكلات وابتكار أفكار جديدة، ويُعد التفكير الإبداعي محركاً رئيساً للابتكار والتميز في العديد من المجالات، ويعتمد على القدرة على النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة وتجاوز المألوف والمعتاد.
ومن أهم أسس تنمية التفكير الإبداعي: الانفتاح على التجارب الجديدة حيث يشجع الانفتاح على التعلم من تجارب مختلفة ومحاولة اكتساب معرفة جديدة باستمرار وتحفيز العقول على طرح الأسئلة والتفكير بحرية دون قيود أو خوف من النقد وتعزيز الثقة بالنفس التي تشجع الفرد على طرح أفكار جديدة دون الخوف من الفشل مع أهمية توفير بيئة تحفّز على الابتكار والتجريب دون قلق من الأخطاء ومحاولة النظر إلى المشكلات والتحديات من زوايا غير تقليدية واكتشاف حلول جديدة. ومن أهم مهارات التفكير الإبداعي: المرونة والقدرة على تغيير المسارات الفكرية بسهولة وتكييف الأفكار مع المواقف الجديدة والقدرة على إنتاج أفكار جديدة ومبتكرة لم تكن مطروحة من قبل مع التوسّع الفكري وتطوير الفكرة وتنميتها وتحسينها بمرور الوقت والقدرة على التعرف على المشكلات أو الفرص المخفية في مواقف معينة وإيجاد التفكير الاستباقي والتنبؤ بالمشكلات قبل حدوثها وتهيئة حلول فعالة لها. أما التفكير النقدي فهو القدرة على تحليل وتقييم المعلومات والأفكار بشكل منطقي ومنهجي للوصول إلى استنتاجات قائمة على أدلة سليمة، ويعتمد التفكير النقدي على استخدام مهارات التحليل والتقييم والتمييز بين الحقائق والآراء واتخاذ قرارات مبنية على معلومات دقيقة.
ومن أهم أسس تنمية التفكير النقدي: التحليل الدقيق والقدرة على تفكيك المعلومات إلى أجزاء صغيرة وفحص كل جزء على حدة وعدم قبول المعلومات دون تفكير وتحليل واستفسار عنها وضرورة استخدام قواعد المنطق في الوصول إلى استنتاجات صحيحة مع أهمية إعادة تقييم الأفكار والافتراضات بانتظام لضمان صحتها والانفتاح على التغيير والاستعداد لتغيير الرأي بناءً على الأدلة الجديدة.
ومن أهم مهارات التفكير النقدي: التحليل والقدرة على فهم الأجزاء المختلفة لمشكلة أو قضية معينة وشرح وتوضيح المعلومات بشكل مفهوم وتفعيل التقييم وتحديد نقاط القوة والضعف في حجة أو دليل معين مع القدرة على استنتاج النتائج من المعلومات المتاحة والعمل على تنظيم الأفكار بطريقة منطقية وواضحة. ولا بد لتطوير التفكير الإبداعي والنقدي من التحفيز على القراءة والتعلم المستمر وتشجيع النقاشات المفتوحة؛ لأن خلق بيئة تُشجع على الحوار الحر وتبادل الأفكار يعزز من قوة التفكير النقدي وضرورة تعلم تقنيات العصف الذهني حيث إن ممارسة العصف الذهني تساعد في توليد أفكار جديدة وغير تقليدية وتدريب العقل على تحليل الأمور الحياتية بشكل نقدي كما أن تعزيز الثقة بالنفس وبناء الثقة في القدرات الشخصية يمكن أن يساعد في تشجيع الأفكار الإبداعية والمشاركة بها دون تردد. ومن نافلة القول: فإن التفكير الإبداعي والنقدي من أهم ركائز تطوير الأفراد والمجتمعات كما أن تعزيز المهارات الإبداعية والنقدية يُمكننا من مواجهة التحديات بشكل أكثر فعالية ويشجعنا على الابتكار في مختلف المجالات ويعمل على تحقيق نمو مستدام على المستويات الشخصية والاجتماعية والمهنية، حقيقة إن الاستثمار في تطوير هذه المهارات يمثل استثماراً في مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً.